لطالما تحدث الجميع عن رفقة السوء التي نهانا عنها ديننا الحنيف كونها سبيلا للانحراف والانحلال الخلقي وتعد الفتيل الأول لاشتعال الكثير من الأزمات الأخرى كالتسرب الدراسي وفساد الأخلاق واستهلاك المخدرات إلى غيرها من الانحرافات السلوكية الأخرى، لذلك تسهر العديد من الأمهات على إبعاد أطفالهن لاسيما المراهقين عن رفقة السوء وإبعادهم في نفس الوقت عن الوقوع في الهاوية لاسيما وان المخالطة والمعاشرة السيئة هي الداء الذي ينبثق عنه جميع العلل الأخرى ويكون المصير الحتمي إما أبواب السجون أو العيش في عالم آخر غير العالم الذي نحن فيه بعد الإدمان على المخدرات والمشروبات الكحولية. رفقة السوء هي داء العصر في الجزائر أصيبت به العديد من الأسر التي كان يشهد لها الكل بطيب الأخلاق والسمعة الحسنة، إلا أن تلك الآفة أوقعت احد أفرادها في فخ المرض العويص على الرغم من سعي الأسرة الحثيث على إنقاذ الموقف، إلا أن ذلك كان بعد فوات الأوان. فالعديد من الأمهات يواجهن ذلك المشكل في مراحل عمرية يمر بها الطفل في حياته لاسيما في سن المراهقة التي يبحث فيها الطفل عن الاستقلالية ذلك ما أوقع جل الأمهات في صراع دائم مع الأبناء بسبب رفقة السوء. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض الأمهات لرصد آرائهن حول النقطة التي حيرت العديدات وأوقعت مشاكل بينهن وبين أبنائهن. قالت وردة أنها تواجه ولحد الآن ذلك المشكل مع ابنها البالغ من العمر 14 عام بعد أن اختار مرافقة احد المنحرفين على مستوى الحي، وواجه الكل لأجله، وعلى الرغم من سعيها على إبعاده عنه إلا أن جل محاولاتها باءت بالفشل وقالت أنها ترعه كثيرا بما تخبئه لها الأيام، خاصة وان النتيجة الأولى التي واجهتها الأسرة من تلك الصحبة هو الطرد المدرسي المبكر للابن من المدرسة، وقالت أنها أجبرت على إدراجه رغما عنه في مدرسة للتكوين المهني، علّ ذلك الحل سوف يبعده عنه ذاك الرفيق الذي اختار رفقته من وسط العشرات بل المئات من الرفقاء وفي نفس الوقت سيستفيد من تكوين يواجه به معترك الحياة الصعبة. أما السيدة "و" فقالت أن ذلك المشكل العويص عانت كثيرا منه ولولا ستر الله لكان مآل ابنها الضياع خاصة وان في سنوات مراهقته كان دائم المعاشرة لأحد أبناء الحي الذي يكبره بأربع سنوات وكان دائم الالتصاق به ليل نهار إلى حد تسجيل غيابه الكامل عن البيت طيلة اليوم، ذلك ما اجبرها على تشديد الرقابة عليه خاصة وان ذلك الشخص عرف بسوء أخلاقه على مستوى الحي، وتعاطيه وحتى ترويجه للمخدرات وعلى الرغم من إنكار ابنها لكل ذلك عند مواجهته بالحقيقة ودفاعه الكامل عنه ، إلا أن تصرفات ذلك الرفيق تبرهن على سلوكاته المشينة، وأضافت أن ذلك الرفيق من علّم لابنها التدخين فساءت صحته وكان الحل الذي لجأت إليه هو مقاطعته إلى أن تم استدراك الموقف شيئا فشيئا، وعاد ابنها إلى جادة الصواب بعد تيقنه أن مرافقته لذلك الشخص لا تؤدي إلى أية فائدة وسلم ابنها من بركان كان في فوهته. وبالفعل كثيرا ما كانت رفقة السوء لبّا للمشاكل والانحرافات التي يقع فيها الطفل على غرار الطرد المبكر من المدرسة ، التدخين وحتى تعاطي المخدرات ، السرقة ... لذلك وجب تشديد الأولياء رقابتهم على الأطفال لاسيما في سن المراهقة التي تعد اخطر مرحلة عمرية في حياة الطفل.