أثار منشور طلابي تم توزيعه في جامعة الكويت جملة من التساؤلات، وذلك على خلفية احتوائه على هجوم لطلاب إسلاميين على زميلاتهم الطالبات من غير المحجبات، وترديد عبارة "المتبرجات بالنار". في المقابل لم يخلُ المنشور من الدعوة إلى العودة للحجاب من خلال طرح مسابقة دينية. ومن بين الأسئلة التي أثارها توزيع المنشور في هذه الفترة التي تعيش فيها الكويت حالة من الاحتقان السياسي: "لماذا هذا التوقيت؟". وعانت جامعة الكويت الحكومية الوحيدة في البلاد الفترة الماضية من هجمة لمجموعة من المنشورات التي حملت تارة نفساً طائفياً وتارة أخرى بعداً سياسياً موجهاً لطلبتها ومن الجنسين. وخرجت الإدارة الجامعية الإثنين 3-1-2011 عن صمتها إزاء ذلك في بيان قالت فيه إنها رصدت في الفترة الأخيرة انتشاراً لظاهرة المنشورات والمطبوعات التي يقوم بتوزيعها الطلبة داخل أسوار الحرم الجامعي من دون أن يحصلوا على إذن مسبق من قبل الجهة المختصة. وأوضح البيان أن من بين تلك المنشورات ما يتبنى قضايا طائفية وأخرى سياسية، معربة عن استيائها من بعض التصرفات والممارسات اللامسؤولة من قبل بعض أصحاب الفكر في المجتمع، والذي تجسد بتوزيع بعض المنشورات والمطبوعات التي تغلغلت أفكارُها داخل أسوار الحرم الجامعي، دون أخذ الترخيص بالموافقة من أصحاب الشأن. وكشف عن عزم إدارة الجامعة محاسبة المخالفين للقوانين واللوائح التي تحكم العملية التعليمية داخل الحرم الجامعي، داعياً أصحاب الفكر والجموع الطلابية إلى السير على النهج القانوني والنظم المعمول بها. مؤكداً أن جامعة الكويت كانت ومازالت وستظل تلك المنارة العلمية والصرح الأكاديمي الشامخ الذي يؤمن بالمبادئ الديمقراطية والحريات التي كفلها الدستور الكويتي، ضمن الأطر المنهجية الواضحة، ولن تسمح بمخالفة تلك القوانين والخروج عنها، بل ستحاسب المسؤول ولن تتهاون في ذلك. وكانت عملية توزيع المنشورات بدأت في كلية البنات الجامعية، عندما قامت طالبة بتوزيع منشور يقدم مسابقة دينية تحث على ارتداء الطالبات للحجاب، إلا أن إدارة الكلية منعتها من ذلك، ما اضطرها إلى توزيع المنشور أمام أبواب الكلية وفي مواقف السيارات. وحمل المنشور شعار الاتحاد الوطني لطلبة الكويت والذي يتزعمه طلاب يحملون توجهاً قريباً من الإخوان المسلمين "الحركة الدستورية"، كما يطلق عليها في الكويت. وطرح المنشور مسابقة للترويج لارتداء الحجاب، حملت عنوان: "عائدة بقلبي.. حياء من ربي". توعّدت فيها الطالبات غير المتحجبات بالنار. واحتوى على عدة عبارات منها أن "المتبرجات يبعدن عن رحمة الله"، وكذلك "إن من اتخذت قراراً بالتنازل عن الحجاب والتلذذ بسماع التعليقات عن جمالها يجب أن ترضى بالتنازل عن شيء غالٍ في المقابل". يُذكر أن جامعة الكويت كانت قد أصدرت في جوان الماضي قراراً يقضي بتطبيق "زي أو لباس محتشم" لطلبتها، ينص على عدم جواز لبس الطالب أو الطالبة لملابس مثل الشورت والتنورة القصيرة أو وضع سلاسل سواء في اليد أو الرجل أو الرقبة داخل الحرم الجامعي، إلى جانب منع ارتداء أي لباس يحمل كلمات مسيئة أو خادشة للحياء.