تشهد العديد من المخابز الناشطة على المستوى الوطني نقصا كبيرا في مادة الفرينة الموجّهة لصناعة الخبز حسب شكاوَى الخبّازين والمعروض منها يباع بأسعار مضاعفة بسبب المضاربة وجشع بعض التجّار الخواص الناشطين في هذا المجال، الأمر الذي أدّى إلى غلق ما نسبته 20 بالمائة من المخابز، في حين تشير بعض المؤشّرات إلى أن عددا لا يستهان به من المخابز التي ظهرت إلى الوجود والمدعّمة من طرف لونساج توقّفت عن النشاط نظرا لتفاقم المشاكل القديمة والجديدة· أكّد يوسف فرفاط رئيس الاتحاد الوطني للخبّازين في تصريح للإذاعة الوطنية، أن عددا لا يستهان به من الخبّازين على المستوى الوطني اشتكوا من نقص في مادة الفرينة الموجّهة لصناعة الخبز وارتفاع أسعارها بشكل مفاجئ لدى الخواص، إضافة إلى نقص الكمّيات المعروضة لدى المطاحن العمومية، ممّا أدّى إلى التوقّف النهائي بالتقريب ل 20 بالمائة من المخابز عن النشاط على المستوى الوطني، مضيفا أنه ومنذ أكثر من أسبوعين ظهرت أزمة في المادة الأساسية لصناعة الخبز. فمادة الفرينة المدعّمة أضحت ناقصة وغير متوفّرة في مطاحن القطاع الخاصّ، أمّا في مطاحن القطاع العام فالموجود منها بكمّيات غير كافية لا يمكن لها أن تغطّي احتياجات كافّة الخبّازين، وهو المشكل الذي استدعى تدخّل النقابة التي تقدّمت بشكوى لدى وزارة التجارة من أجل التدخّل لوضع حدّ لمثل هذه الظاهرة التي يمكنها أن تقضي على النشاط الذي سيكون له أثارا سلبية على المواطنين مستقبلا، علما أن الاتحاد كان قد تدخّل الأسبوع الماضي لتسليم حوالي 50 بالمائة من مادة الفرينة للخبّازين قصد التخفيف من النقص المسجّل على المستوي الوطني. وأشار فرفاط إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في الحيل التي ينتهجها أصحاب مخازن البيع بالجملة من خلال تكديس مادة الفرينة لبيعها في سوق السوداء بأثمان غالية وجنونية وهي زيادة غير شرعية، موضّحا أن السعر المحدّد من طرف الحكومة متمثّل في 2000 دج لقنطار الفرينة الموجّهة للخبز، مشيرا إلى أن سبب غلق بعض الخبّازين يعود إلى رفضهم هذه الزيادة غير الشرعية من طرف الخواص، والتي ستجبرهم على الرّفع من سعر الخبز مستقبلا في حال عدم النّظر في الإشكال من طرف الجهات الوصية. يذكر أن وزير التجارة مصطفى بن بادة كان قد أكّد مؤخّرا على وجود نقص في مادة الفرينة في ثلاث مناطق من الوطن، خصوصا ولايات البيض، النعامة، وهران والبليدة، موضّحا أن التحقيقات الأوّلية أكّدت أن أصحاب المطاحن يفضّلون بيع مردود الفرينة من العلف للفلاّحين عوض بيعها للخبّازين نظرا للطلب المتزايد على الأعلاف في هذه الفترة، حيث تعمل أغلبية المطاحن - حسبه - على الغشّ في استخراج مردودية النخّالة من القمح الليّن لبيعها على شكل أعلاف، على أن يتمّ إنقاصها من حصّة الفرينة الموجّهة لتصنيع الخبز، مؤكّدا أنه سيتمّ تسليط عقوبات صارمة على هذه المطاحن· ومن جهتنا، اتّصلنا برئيس الاتحاد الوطني للخبّازين يوسف فرفاط من أجل معرفة النسبة المضبوطة لدى مصالحه حول عدد المخابز المدعّمة من طرف لونساج، والتي توقّفت عن النّشاط، إلاّ أننا لم نتمكّن من ذلك كونه كان في اجتماع·