تلقت تنبيها شديد اللهجة من سلطة الضبط *** أصبحت قناة بور تيفي الفضائية الخاصة في قلب إعصار حقيقي على خلفية تداعيات ما بثته قبل أيام ضمن برنامج (حكايتي) فبعد سلسلة من الاتهامات التي وجهها لإدراة القناة صحفي سابق بها وكذا أحد (ضيوفها) جاء الدور على سلطة ضبط القطاع السمعي البصري التي أفاد بيان لها تلقت (أخبار اليوم) نسخة منه أن رئيسها ميلود شرفي قد قام باستدعاء مدير القناة لتبليغه تنبيها شفيا بخصوص التجاوزات المسجلة في محتوى المادة التي تم بثها على القناة من حلال حصة حكايتي حول موضوع الشذوذ الجنسي في الجزائر. وقال البيان أنه تم تسجيل بأسف كبير وعميق خدش الحياء للمجتمع الجزائري مضيفا أنه (بالنظر للموقف الحرج ذكر رئيس سلطة ضبط السمعي البصري مدير القناة بضرورة احترام أخلاقيات المهنة والآداب العامة وأخلاق مجتمعنا الكريم). وتوعد رئيس سلطة ضبط السمعي البصري أنه في حال عدم التدارك ومعالجة هذا الوضع وتصويب محتوى البرنامج فإن السلطات العمومية لن تتأخر في اتخاذ الإجراءات اللازمة . وفي سياق ذي صلة يبقى الضبط الذاتي أحسن وسيلة لتمكين الصحفي من ممارسة مهنته (بكل مسؤولية) و(استقلالية) حسب ما أكده أمس الاثنين بالجزائر العاصمة الخبير التونسي صدوق حمامي مسجلا أنه يتعذر ضبط وسائل الإعلام الاجتماعية. وخلال تنشيطه لدورة تكوينية حول الصحافة في عصر وسائل الإعلام الاجتماعية أوضح السيد حمامي وهو مدير المركز الافريقي لتأهيل الصحفيين والمكلفين بالاتصال أن الضبط الذاتي (يبقى أحسن وسيلة للدفاع عن مهنة الصحافة من خلال وضع مواثيق افتتاحية تسمح بممارسة المهنة بكل مسؤولية واستقلالية). واعتبر أن التجارب عبر العالم بأسره (أثبتت بأنه يتعذر ضبط وسائل الإعلام الاجتماعية). وفي تدخله تطرق الخبير لاسيما إلى انعكاسات وسائل الإعلام الاجتماعية على البيئة الثقافية وطرق تقديم الأخبار. وحاول كذلك تقديم إجابات للأسئلة التالية: (هل ينبغي ضبط وسائل الإعلام الاجتماعية على غرار التلفزيون والإذاعة) و(هل تعد المواثيق الافتتاحية الحل المناسب) و(هل تنطبق أخلاقيات الصحافة على وسائل الإعلام الاجتماعية)؟. وفي هذا السياق أوضح أن بعض المجموعات الإعلامية العالمية الكبرى تمكنت من إعداد مواثيق تنص على أن وسائل الإعلام الاجتماعية تعد أدوات وليس ألعابا وتؤكد على ضرورة التأكد من المعلومات التي تنشرها. ومن جهته أكد وزير الاتصال حميد قرين الذي حضر هذه الدورة التكوينية أنه (ليست هناك حرية مطلقة) وأن الصحفي مجبر على ممارسة الضبط الذاتي للابتعاد عن الشتم والقذف. وأشار السيد قرين إلى أن الصحفيين يخضعون لمدونة أخلاقيات المهنة حتى في الدول المتقدمة.