بعد الأسعار الملتهبة التي أعلنتها المحلات محلات الشيفون ضالّة المواطنين لشراء الملابس الشتوية يعتبر فصل الشتاء من أقسى فصول السنة وذلك نظرا إلى شدة برودة الطقس لذلك يعد الجزائريون العدة من أجل مواجهة برودة الجو من خلال شراء ملابس ومعاطف ثقيلة ودافئة إلا أن محدودية القدرة الشرائية للعديد من المواطنين من جهة وارتفاع أسعار الملابس خصوصا المستوردة في المحلات بعد انهيار عملة الدينار في الأسواق العالمية جعلت أسعار الملابس جنونية ففر العديد من المواطنين من الطبقة المحدودة إلى ملابس الشيفون لاقتناء الملابس الشتوية ومقاومة البرد. عتيقة مغوفل عرفت تجارة الشيفون ازدهارا كبيرا في السوق الجزائرية وذلك نظرا إلى انخفاض أسعار الملابس والأحذية حتى بعض الأغطية التي تعرض في المحلات المخصصة لمثل هذه الأنشطة وهو الأمر الذي جعل الكثير من المواطنين يقبلون عليها خصوصا محدودي الدخل. ملابس شتوية بأسعار زهيدة تجولت أخبار اليوم ببعض شوارع العاصمة على غرار شارع حسيبة بن بوعلي الذي يعرف عبور الكثير من المواطنين عليه وذلك نظرا إلى وجود العديد من المحلات التجارية المختصة في بيع الملابس ومن بين تلك المحلات محلات مخصصة لبيع ملابس الشيفون هاته الأخيرة تعرف إقبال الكثير من المواطنين عليها إلا أنها في هذه الأيام ومع حلول فصل الشتاء وبدء موجة البرد والأمطار تعرف إقبالا منقطع النظير وحتى نعرف أسباب هذا الإقبال دخلنا إحدى تلك المحلات وبقينا نتفقد تلك البضائع التي كانت معروضة في المحل إلا أننا دهشنا لانخفاض الأسعار التي فعلا تجذب الفئات الزوالية إليها فكنزات شتوية للأطفال ما بين الرضع حتى العشر سنوات تتراوح أسعارها ما بين 150 دج إلى غاية 300 دج على أقصى تقدير أما السراويل الرياضية والسراويل من نوع الجينز لنفس الفئة دائما فيتراوح سعرها ما بين 200 دج إلى غاية 500 دج للسروال الواحد أما أسعار معاطف الأطفال حسب الجودة والنوعية فتتراوح ما بين 600 دج إلى غاية 1200 دج فحين الأحذية العادية والأحذية الرياضية التي وجدناها في حالة جيدة وصالحة للباس فإن أسعارها تتراوح ما بين 700 دج إلى غاية 1300 دج. من جهة أخرى فحتى أسعار ملابس الكبار تجلب إليها الكثير من الزبائن نظرا إلى انخفاض أسعارها فأسعار السراويل الخاصة بالرجال تتراوح ما بين 600 دج إلى غاية 1200 دج أما المعاطف فتبلغ ما بين 800 دج إلى غاية 1500 دج ونفس الأسعار تقريبا لملابس النساء. وهناك أيضا بعض المحلات التي تعرض حتى بعض أنواع الأغطية للبيع فوجدنا بذات المحل لحافا شتويا دافئا يبلغ سعره 850 دج وبعض منشفات الحمام من النوع الرفيع التي يقدر ثمنها ب150 دج للمنشفة الواحدة. إقبال كبير لمحدودي الدخل بينما كنا متواجدين داخل المحل لفت انتباهنا توافد العديد من المواطنين فكانت فرصة سانحة لنا حتى نتقرب من البعض منهم ونسألهم عن الأسباب التي تجعلهم يقتنون هذا النوع من الملابس عوض الملابس الجديدة وكان أول من قابلنا السيدة مليكة صاحبة 47 عاما متزوجة وأم لخمسة أطفال كلهم متمدرسون ما بين الطورين الابتدائي والمتوسط إلا أن هذه الأخيرة تعيش في ظروف اجتماعية قاهرة فزوجها يعمل حفار قبور بمقبرة بينام بالجزائر العاصمة لذلك فإن هذا الأخير يتلقى راتبا ضعيفا جدا لا يستطيع أن يسد به احتياجات أبنائه الخمسة لهذا فإن زوجته تقبل على محلات بيع ملابس الشيفون حتى تقتني للأبناء كسوة الشتاء وقد أخبرتنا في الحديث الذي جمعنا بها أنها بمبلغ 3000 دج يمكنها كسوة أطفالها الخمسة غير أنها لو توجهت إلى محلات الملابس الجديدة لن تستطيع كسوة ابن واحد من أبنائها رغم أنها سمعت في العديد من المرات أن هذا النوع من الملابس قد يتسبب بالأمراض الجلدية لكن الظروف الاجتماعية تحتم عليها ذلك خاصة أنها من ذوي الدخل المحدود جدا. جودة الملابس المستوردة سرّ آخر من جهة أخرى هناك صنف آخر من الناس من يفضل هذا النوع من الملابس على اعتبار أن هذه السلعة جيدة فهي ألبسة تأتي من العديد من الدول الأجنبية وهو الأمر الذي جعل المواطن يقبل عليها بكثرة وينتظر بداية الأسبوع من أجل الظفر بأحسن الألبسة لأن ملابس البالة تصل إلى محلات الشيفون يومي السبت والأحد وفور وصولها حسبما أكدته لنا إحدى الفتيات التي تجد في محلات الملابس المستعملة ما لم تجده في محلات الملابس الجديدة بحكم أن النوعية المستعملة القادمة من الدول الأوروبية مثل إيطاليا وفرنسا أحسن بكثير من الأخرى القادمة من الصين إضافة إلى ذلك أن ثمن هذه الملابس رخيصة مقارنة مع أسعار تلك الملابس الجديدة فالزائر لهذه المحلات يتفاجأ بالإقبال الكبير للعنصر النسوي خاصة الفتيات اللواتي وجدن ضالتهن هناك بحثا عن الماركات العالمية وبأبخس الأثمان.