أزمات نفسية تلازم الأطفال مدى الحياة التحرش ...جريمة تغتال البراءة هم أطفال في عمر الزهور اللعب والحلوى عنوان حياتهم والبراءة سمة من سمات طفولتهم ورغم كل هذا هناك وحوش بشرية تغتال براءتهم وتمزق مشاعرهم دون الشعور بتأنيب الضمير. غني عن البيان أن التحرش الجنسي يعد من أهم القضايا الدخيلة التي تؤرق العالم بأسره مما دفع بعض الدول إلى سن قوانين رادعة للمتحرشين من بينها الجزائر التي تعاني من الآفة. خ. نسيمة /ق. م
عرف التحرش الجنسي بالأطفال ارتفاعا رهيبا في مجتمعنا حتى تحول إلى ظاهرة بل جريمة يندى لها الجبين فكيف لهؤلاء الوحوش أن ينتهكوا براءة الطفولة ويزعزعوا ثقتهم بأنفسهم حتى تلازمهم العُقد النفسية لحين الكبر خاصة وأن هذه الممارسات تحدث أحيانا في المنازل وفي المدارس وحتى المساجد القرآنية فالعينات التي كشفها الواقع يندى لها الجبين مما يدعو إلى ضرورة المراقبة الدورية للأطفال بصفة عامة حتى نحميهم من الاعتداء. التفكك الأسري من بين الأسباب أكثر الأطفال تعرضا للتحرشات الجنسية هم ضحايا مجتمعات سادها التفكك الأسري والانفلات الأخلاقي ويرى المختصون في علم النفس أن طريقة التربية السليمة وأسلوب الحياة الذي يفرض على الطفل من الوسائل الكفيلة لوقاية الطفل من الاعتداءات الجنسية فضلا عن احتضان عقليته وتوعيته. وعلى الأم أن تجيب عن أسئلة طفلها المحرجة وتزرع في داخله الثقة والصراحة ليبوح لها. بما في داخله ليكون خير صديق لها. آثار نفسية وجسدية وخيمة يؤكد الدكتور م. مهدي أستاذ الأمراض النفسية أن التحرش الجنسي بالأطفال هو نوع من الإساءة النفسية والجسدية للطفل حيث ترتبط هذه الإساءة بموضوع الجنس كالاعتداء الجنسي اللمس أو الألفاظ البذيئة مؤكدا أن هذه الظاهرة منتشرة عالميا ومدعمة بالإحصائيات مقارنة بالدول العربية رافعة شعار المحافظة خوفا من الفضيحة التي قد تلحق بالأسرة وأبنائها. وأرجع الدكتور سبب انتشار الظاهرة إلى عدة عوامل منها تناقض أساليب التربية بين المجتمعات العربية والغربية حيث نجد أن العلاقة بين الأبوين والأبناء رسمية غير مبنية على المكاشفة والصراحة والبرامج والأفلام التي تقدمها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وأخيرا انعدام الرقابة اليومية وضعف الوازع الديني. وأشار إلى أن الظاهرة لها آثار نفسية وجسدية جسيمة على الطفل الذي تعرض للتحرش منها اختلال في القيم الأخلاقية ومعاناة الطفل وشعوره بالانعزالية والانطواء إضافة إلى الخوف من المواجهة وشعوره أنه مرمى أساسي للمتحرشين. وأضاف أن الأسرة تلعب دورا محوريا في معالجة الطفل نفسيا من خلال عرضه على أخصائي أو معالج لتشخيص الحالة وتنظيم الجلسات النفسية من أجل ترميم الذات وتغيير الأفكار السلبية عن الآخرين مؤكدا على ضرورة تزويد الأسرة بأساليب التعامل مع الطفل المعتدى عليه من خلال الدورات وقراءة استشارة المختصين موضحا أن تشديد الرقابة في المدارس والمنازل يحمي الطفل. أرقام عربية مخيفة هناك بعض الدول العربية أعلنت عن بعض الإحصاءات الخاصة بالتحرش الجنسي بالطفل داخل إطار العائلة مع العلم أن ما يتم الإبلاغ عنه إلى السلطات المختصة لا يتجاوز نسبة ضئيلة مقارنة بالحالات الحقيقية نتيجة حالة السرية والصمت التي تحيط بهذا النوع من الاعتداء وفيما يلي الإحصاءات: - في الجزائر: سجلت مصالح الأمن مع نهاية 2014 و بداية 2015 أثقل حصيلة للاعتداءات الجنسية على الأطفال منذ الاستقلال بزيادة قدرت ب100 حالة اعتداء جنسي على البراءة لتصل إلى أزيد من 1800 اعتداء جنسي ضد البراءة وفي يوم تحسيسي حول ظاهرة جنوح الأطفال كشفت ذات المصالح عن أرقام مخيفة لتورط البراءة في أبشع أنواع الجريمة في مقدمتها أعمال القتل واستهلاك المخدرات. - في الأردن: تؤكد عيادة الطبيب الشرعي في وحدة حماية الأسرة بالأردن أن عدد الحالات التي تمت معاينتها خلال عام 1998 قد بلغت 437 حالة شملت 174 حالة إساءة جنسية كان المعتدي فيها من داخل العائلة في 48 حالة وكان المعتدي معروفا للطفل الضحية (جار _ قريب) في 79 حالة وفي 47 حالة كان المعتدي غير معروف للطفل أو غريبا عنه. - في لبنان: أظهرت دراسة صادرة عن جريدة (لوريان لوجور) أن المتحرش ذكر في جميع الحالات ويبلغ من العمر 7 - 13 عامًا وأن الضحية شملت 18 فتاة 10 أولاد تتراوح أعمارهم ما بين سنة ونصف 17 سنة وأشار المؤتمر اللبناني الرابع لحماية الأحداث إلى ارتفاع عدد الاعتداءات الجنسية على القاصرين خاصة الذكور منهم على يد أقرباء لهم أو معتدين قاصرين. - في مصر: تشير أول دراسة عن حوادث التحرش بالأطفال في مصر أعدتها الدكتورة (فاتن عبد الرحمن الطنباري) - أستاذة الإعلام المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس - إلى أن الاعتداء الجنسي على الأطفال يمثل 18 من إجمالي الحوادث المتعلقة بالطفل وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية أشارت الدراسة إلى أن النسبة هي 35 من الحوادث يكون الجاني له صلة قرابة بالطفل الضحية وفي 65 من الحالات لا توجد بينهم صلة قرابة.