خبراء وناشطون يرصدون تحرّكات مشبوهة *** تزايدت حدّة المطالب الشعبية بضرورة تدخّل السلطات لوضع حدّ لنشاط الملحق الثقافي الإيراني في الجزائر على خلفية تحذيرات دورية يطلقها مختصّون وناشطون رصدت أقلامهم تحرّكات مشبوهة لتنشيط خلايا المدّ الشيعي في بلادنا ما يعتبر تهديدا قارّا للأمن القومي. دقّ خبراء وناشطون جزائريون ناقوس الخطر جرّاء ما اعتبروه (نشاطا مشبوها) للملحق الثقافي الإيراني لنشر التشيّع في الجزائر. وفي السياق قال الباحث والمحلّل الاستراتيجي إسماعيل خلف اللّه إن الخطر الإيراني انتقل من الدول التي تجاورها إلى دول المغرب العربي لافتا إلى أنها تسعى عبر ملحقياتها الثقافية إلى نشر التشيّع وتأسيس كيانات شيعية تمهّد للتمدّد الإيراني في المنطقة. وأفاد خلف اللّه في تقرير نشر على مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية أوّل أمس تحت عنوان (تخريب الجزائر هدف إيران القادم): (من المؤسف أن الكثيرين يعتقدون أن الخطر الإيراني يحدق فقط بالدول العربية المجاورة لإيران وهي دول الخليج العربي) وتابع: (هذا السرطان خطره يمتدّ إلى أبعد من ذلك فمن الخليج العربي إلى دول المغرب العربي مرورا بمصر) ولفت إلى أن هذا الخطر المحدق بالجزائر اتّضح بعد تعيين أمير موسوي كملحق ثقافي بسفارتها بالجزائر. وأوضح التقرير أن (أمير موسوي كاتب وإعلامي إيراني كان يشغل منصب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية بطهران وله ظهور واسع عبر القنوات العربية) وأضاف أن (ظهوره في هذه البرامج يقتصر وينحصر حول الدفاع عن الميليشيات الشيعية الموالية للنظام الإيراني والمؤتمرة بإمارة الولي الفقيه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية) كميليشيا حزب اللّه وقوّات الحرس الثوري والحشد الشعبي وميليشيا الحوثي وذكر أن (تعيين أمير موسوي الذي من الواضح أنه تمّ اختياره بعناية دقيقة مستغلّين هذا التقارب الحاصل بين طهرانوالجزائر في العديد من الملفات والقضايا يكون دور الجزائر قد حان ضمن سلسلة الدول العربية المستهدفة). كما أشار خلف اللّه إلى أنه (بمجرّد وصول هذا الملحق الثقافي اندلعت أحداث غرداية الأليمة التي لا يُستبعد وقوفه وراءها وكادت تحرق منطقة بني ميزاب الآمنة منذ سنين وعقود). وختم الباحث خلف اللّه تقريره بإعرابه عن أسفه اتجاه الموقف الرسمي من هذه الشواهد والتحذيرات منتقدا تصريحات وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى التي قال فيها: (إننا لم نلمس تجاوزات قامت بها السفارة الإيرانية في الجزائر مع أن القانون الجزائري واضح وصريح في هذه النقطة وهي تجريم كلّ الأعمال الترويجية والتبشيرية سواء للمذهب الشيعي أو لديانات أخرى) يقول خلف اللّه. ووجّه خلف اللّه رسالة للسلطات الجزائرية مطالبا إيّاها بأن (تتعامل مع هذا الموضوع بكلّ جدّية وحزم فالأمر خطير ويهدّد الأمن القومي ولنأخذ العبرة من نيجيريا والسودان والعراق واليمن ولبنان وغيرها كثير ففي هذه الدول في البداية تمّ السماح وغضّ البصر عمّا تقوم به حركات التشيُّع داخلها حتى تشكّلت ميليشيات مدرّبة ومسلّحة تأتيها الأوامر مباشرة من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية). وينسجم تحليل خلف اللّه مع تأكيدات الناشط الجزائري في مجال حقوق الإنسان والمختصّ في الشأن الإيراني أنور مالك عن تحرّكات إيرانية عبر أمير موسوي الملحق الثقافي بالسفارة الإيرانية في الجزائر لتنشيط خلايا المدّ الشيعي في بلادنا. ودشّن مالك في منتصف جانفي الماضي حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعت إلى طرد موسوي من الجزائر حملت وسم (اطردوا أمير موسوي). وحظيت الحملة بتفاعل كبير بين النشطاء الجزائريين حيث تخطّت المليون مشارك في أيّامها الأولى وتصدّرت تداولات المغرّدين عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر).