أوهمت فرنسا العالم أنها ستقوم بتجارب نووية وأن مفعولها ضيق ولا يأخذ مساحة كبيرة مؤكدة أن أمكان التجارب عبارة عن مناطق خالية من السكان بل وحتى من الحيوان ثم بعد ذلك الشروع بشكل نهائي بإنشاء المواقع العسكرية النووية جنوب غرب واحة مدينة رقان على بعد 50 كم والذي أصبح جاهزا للتفجيرات النووية بداية من عام 1960. ففي صبيحة يوم 13 فيفري من سنة 1960 على الساعة السابعة صباحا وأربع دقائق فجرت القنبلة الأولى تحت أسم اليربوع الأزرق بطاقة تفجير بلغا 60 كيلو طن بمنطقة حموديا الواقعة على بعد 60 كلم عن مدينة رفان وبعد نجاح التفجير الأول باسم اليربوع الأزرق بطاقة 70 كيلو طن الحقته السلطات العسكرية وخلال فترة امتدت بين فيفري 1960 إلى أفريل 1961 بتفجير بقية القنابل النووية بمادة التفجير الأساسية من عنصر البلوتونيوم وترجع هذه التسمية إلى قارض صحراوي يسمى اليربوع وألوان العلم الفرنسي الأزرق الأبيض والأحمر وحسب الاختصاصيين بأن طاقات تفجيرية عالية ومختلفة كان أكبرها اليربوع الأزرق الذي بلغت طاقته بحدود (60 70) كيلو طن أي فاقت أربع أضعاف طاقات قنبلة هيروشيما وناغازاكي. لاحظ سكان منطقة رقان بولاية أدرار قبل تفجير 13 فيفري 1960 أنّ ثمة تحركات غير عادية للقوات الفرنسية التي اتخذت إجراءات صارمة ومراقبة دائمة للسكان استخدمت فيها البيئة والمحيط من بشر وحيوانات ونباتات بسرية تامة ولم يخطر للسكان أنهم سيصبحون أهدافا للتجربة النووية وأنهم فئران بشرية للمخبر الفرنسي وزرع الفرنسيون والقائمون على التجربة كميات من البذور النباتية موضوعة بصناديق وطلبوا من السكان توزيعها ووضعها على مسافات معنية متباعدة عن مركز نقطة التفجير المقرر وتبعد الواحدة عن الأخرى مسافة نصف كيلومتر ثم طلبوا من السكان جمعها بعد التجربة لقد أخبرت السلطات العسكرية الفرنسية السكان آنذاك أن حدثا كبيرا سيقع في تاريخ معين حددته لهم وأنه يتوجب عليهم فور سماعهم لدوي انفجار قوي أن يجثموا على الأرض وأن يضعوا رؤوسهم في التراب وأن لا يعودوا إلى حالهم الذي كانوا عليه إلا بعد عودة الأمور إلى طبيعتها الأولى وزوال صوت الانفجار وما يتبعه من آثار كما أن السلطات العسكرية أعطت كل شخص يقطن هناك قطعة معدنية صغيرة بها رقم تسلسلي يقابل هوية الشخص الذي يحملها وفق ما كان قد تم تقييده قبل توزيع في سجلات خاصة تحضيرا لعملية الانفجار والهدف من وراء ذلك هو أن يتم التعرف على جثتهم في حال تشوهها من جراء الانفجار ولمعاينة الخبراء نتائج الانفجار على أجساد أشخاص تم اختيارهم ليكونوا موضوع تجارب وقد قبل الناس آنذاك الموضوع كما طرح عليهم وأحاطوا رقابهم بالقلائد الفرنسية بسذاجة وببساطة. لم يكن يخطر ببالهم بطبيعة الحال أنهم يواجهون خطرا حقيقيا ولم يكونوا يعرفون حتى معنى عبارة قنبلة نووية كما نقل الفرنسيون عددا من الأسرى والسجناء يتجاوز 150 شخص كانوا متساوون أمام الموت بالإشعاع ومن الجرائم التي تحسب على الجيش الفرنسي بمنطقة رقان هو تعريض الأسرى للتلوث الإشعاعي بصورة مباشرة حيث استخدمت الأسرى في التجربة النووية التي قامت بها في 13 فيفري 1960 وهذا يعتبر مخالفا للقوانين الدولية و نجحت فرنسا في تجاربها النووية وهي تدرك أن سكان هذه المنطقة الصحراء الجزائر سيعانون لفترة تزيد عن 4500 سنة من وقع إشعاعات نووية لا تبقي ولا تذر ولا تفرق بين نبات وحيوان وإنسان أو حجر.