على الرغم من تنوع الحلويات، تبقى بعض الأنواع التقليدية الجزائرية بارزة على الساحة بالنظر إلى نكهتها وكذا شكلها الجذاب على غرار المقروط المعسل، ومقروط اللوز والبقلاوة والتشاراك بنوعيه المسكر والعادي، إلى غيره من الأنواع الأخرى العريقة، إلا انه اليوم ومع دخول أنواع جديدة شرقية وغربية أضيفت إلى تلك الأنواع التقليدية العريقة بعض الروتوشات والتجديدات التي قضت نوعا ما على أصالتها الجزائرية المحضة. وكان غرض تلك اللمسات التجديد في تلك الأنواع على الرغم من بساطتها وروعتها وهي على الأشكال السابقة، إلا أنامل بعض النسوة أبت إلا التجديد في تلك الأنواع فوقعن في مغبة القضاء على أصالتها. ومن النسوة من تجاوبن مع تلك التجديدات التي أدخلت على أشكال بعض أنواع الحلويات، وهناك أخريات لم يتفاعلن معها ورأين فيها قضاء على أصالة وعراقة تلك الحلويات التقليدية المحضة المعبِّرة عن عمق الأصالة الجزائرية كالتجديدات التي طرأت على المقروط المعسل كنوع تقليدي محض عُرف لدى الأسر الجزائرية منذ أمد بعيد، وأصبح يحضر على عدة أشكال دائرية وهو في الأصل اسمه مقتبس من شكله الهندسي الذي يأخذ شكلا معينا، إلا انه اخذ مؤخرا عدة أشكال هندسية على حسب أنواع قوالب الحلوى التي أضحت بعض النسوة تعتمد عليها في تحضيره. على خلاف ما كان في السابق بحيث كانت جداتنا يُحضرنه بأياديهن بعد تشكيل "حربوش" من العجين ويقمن بتقطيعه بالسكين على شكل معينات أو "مقروطات". التشاراك هو الآخر لم يسلم من تلك التعديلات أو التغييرات، وأضحى يُطلى بألوان متعددة وهو في الأصل يعتمد على مسحوق السكر "سكر قلاصي"، إلا انه بات يعتمد على طلائه بألوان متعددة بدل تمريره في مسحوق السكر كمرحلة أخيرة في تحضيره. مقروط اللوز هو الآخر أصبح يأخذ أشكالا متعددة ولم يعد يأخذ فقط شكلا معينا، كما انه لم يُستثنَ من طلائه هو الآخر بألوان متعددة بعد أن كان يعرف ببياضه الناصع المأخوذ من لون مسحوق السكر. وتقول فيروز إنها لا تشجع تلك التعديلات التي طرأت على بعض الحلويات الجزائرية العريقة كالمقروط الذي أصبح يأخذ أشكالا متنوعة، والتشاراك الذي أصبح يطلى بألوان متعددة إلى غيرها من التعديلات التي لم يسلم منها ولو نوع تقليدي واحد، ولو تمعنا قليلا لوجدنا أن الأشكال الأولى هي الأنسب لتلك الأنواع التي توارثناها جيلا بعد جيل ولم نحافظ عليها بعد طغيان الحلويات الشرقية والغربية على الموائد والأعراس الجزائرية، وتناسي تلك الأنواع التقليدية المحضة التي تبقى أنواعا جيدة لا تضاهيها كافة الأنواع الأخرى التي دخلت قاموس حلويات أعراسنا وباتت تميل إليها الكثير من العائلات. السيدة فايزة مختصة في تحضير حلويات الأعراس قالت إنها على الرغم من تفوقها في كافة الأنواع الجزائرية والغربية والشرقية إلا أنها لازالت تحافظ على أصالة بعض أنواع الحلويات التقليدية الجزائرية، وترى انه ليست هناك أشكال أخرى تضاهي تلك الأشكال التي تفوقت فيها جداتنا منذ القدم على غرار المقروط المعسَّل والتشاراك بنوعيه ومقروط اللوز والمخبّز، وقالت أن العديد من زبوناتها يفضلن الاحتفاظ بالأشكال الأصلية لتلك الأنواع وكذا ألوانها المعروفة كاللون الأبيض للتشاراك ومقروط اللوز المأخوذ من لون مسحوق السكر وأضافت أنها هي الأخرى تفضل الالتزام بالأشكال الأصلية لتلك الأنواع حتى لا تفقد أصالتها وبريقها كأنواع تقليدية جزائرية محضة لا تقبل التغيير ولا التجديد ولا يضاهي أشكالها الطبيعية أي شكل آخر.