في ظلّ العزلة وغياب التنمية سكّان القرى في بلدية يسّر يعانون في صمت يشكو سكّان قرى بلدية يسّر التابعة لولاية بومرداس من النقص الفادح في المشاريع التنموية والغياب شبه التام لمختلف الهياكل الحيوية والضرورية على غرار وحدات العلاج وهياكل ترفيهية إلى جانب استفحال أزمتي السكن والعطش وغيرها من النقائص التي جعلت معاناتهم تتفاقم. ل. حمزة طرح سكّان قرى بلدية يسّر على غرار قرية بويدر الطرفة وونوغة عدّة مشاكل يتخبّطون فيها منذ عقود من الزمن منها مشكل التزوّد بالمياه الشروب الذي يعدّ حسب محدّثينا مشكلا عويصا أرّق حياتهم بفعل الجفاف الذي يطال حنفياتهم حتى في عزّ الشتا ء. وأمام انعدام هذه المادة الحيوية يضطرّ السكّان إلى التزوّد بالمياه عن طريق آبار المنطقة التي تفتقد هي الأخرى إلى شروط النظافة فمياهها غير صالحة للشرب ممّا يعرّض حياتهم للخطر والإصابة بمختلف الأمراض المتنقّلة عبر المياه الملوّثة. كما كشف لنا هؤلاء السكّان أن البعض منهم يضطرّون إلى شراء صهاريج المياه بأثمان مرتفعة تتجاوز في أغلب الأحيان 1500 دينار في ظلّ ضعف إمكانياتهم المادية التي لا تسمح لهم بتحمّل أعباء إضافية وسط الزيادات الثقيلة التي حملتها سنة 2016. وقد دعا السكّان بالمناسبة السلطات المحلّية لدائرة يسّر إلى التدخّل وانتشالهم من هذه الوضعية المزرية التي وصلوا إليها في ظلّ هذه النقائص التنموية وكذا ربط قراهم بشبكة الغاز الطبيعي الذي من شأنه وضع حدّ لمعاناتهم التي دامت طويلا مع قارورات غاز البوتان والتي تشهد هي الأخرى نقصا فادحا خلال أيّام الشتاء والثلوج التي تغطّي عادة المناطق ممّا يفسح المجال أمام معاناة حقيقية يتخبّط فيها السكّان وسط برد قارص شديد يتسبّب في شلّ أطرافهم على حدّ تعبير سكّان قرى يسّر. وتبقى التدفئة بالطرق البدائية هي الحلّ الوحيد الذي يهتدي إليه محدّثونا مع رحلة البحث عن الحطب مضيفين أن قراهم تغرق ليلا في ظلام دامس بسبب افتقارها إلى الإنارة العمومية ممّا يؤزّم من معاناة السكّان ويصعّب من تنقّلاتهم خاصّة في الفترات اللّيلية والصباح الباكر. في هذا الصدد شدّد قاطنو قرى يسّر على ضرورة تزويد طرقات ومسالك قراهم بالإنارة لتسهيل تنقّلاتهم وتخليصهم من الظلام الذي أدّى إلى انتشار السرقات واعتداءات تحترفها عصابات تسطو على ممتلكات السكّان وتعمل على نشر الرعب في أوساطهم مستغلّة افتقار القرى إلى الإنارة العمومية. ولعلّ أخطر مشكل يعاني منه سكّان قرى بلدية يسّر هو افتقارهم إلى شبكات حديثة للصرف الصحّي حيث يضطرون إلى تصريف مياهم القذرة بطرق تقليدية ممّا أغرق مناطقهم في المياه القذرة أدّت إلى انتشار مختلف الحشرات الضارّة كالبعوض والذباب وجعلهم عُرضة للسعاتها المؤلمة خاصّة في فصل الصيف ممّا جعل صحتهم في خطر. وفي هذا السياق أكّد لنا محدّثونا أن غياب شبكات للصرف الصحّي في قراهم أنهكهم وجعلهم يدقّون ناقوس الخطر ويناشدون السلطات المحلّية التدخّل قصد برمجة مشاريع لتزويدهم بشبكات صرف حديثة تخلّصهم من معاناتهم إلى جانب مشاريع أخرى للقضاء على جملة النقائص التي طرحها السكّان سابقا.