رسائل تهديد عنصرية على أبواب مساجد هولاندا ** تتصاعد نار الإسلاموفبيا في الدول الغربية بشكل متسارع في الآونة الأخيرة حيث بات المسلمون المتواجدون في نطاق هذه الدول معرّضين للخطر في أيّ لحظة. ولم تسلم أماكن العبادة من الأحقاد الغربية والكراهية حيث باتت في عين العاصفة فلا أمان بعد اليوم مع نار الأحقاد الأوروبية. ق.د / وكالات تلقّت عشرات المساجد في هولندا بشكل متزامن رسائل تهديد وعبارات مسيئة إلى الإسلام والمسلمين ممّا يعيد إلى الأذهان تهديدات واعتداءات سابقة في ظلّ حملات لليمين المتطرف وحملت الرسالة التي وصلت إلى جلّ المساجد رموزا نازية (صليب معقوف ونسر) وعبارة تهديد تقول (انتظروا زيارة هامّة.. خنازير) كما كتب في الرسالة التي جاءت في شكل مطوية عبارات مسيئة إلى الإسلام. وحسب العديد من رؤساء إدارات المساجد وشخصيات إسلامية في هولندا فإن رسائل التهديد وصلت إلى مئات المساجد من أهمّها مسجد السلام في مدينة روتردام وهو أكبر مسجد في هولندا ومسجد السُنّة في لاهاي المحسوب على السلفية ومساجد أخرى في معظم مدن البلاد. * الإسلاموفوبيا تحاصر المساجد قال إمام مسجد السلام عزّ الدين أقرط إن الرسائل تحمل تهديدا واضحا لا لبس فيه واصفا الخطوة بأنها نقلة نوعية في أساليب التهديد. ومع تصاعد حملات اليمين المتطرّف تعرّضت العديد من المساجد في وقت سابق لتهديدات ومحاولات حرق غير أنها في الغالب كانت تقتصر على عمل فردي وتوجّه إلى جهة أو منطقة معيّنة في هولندا. غير أن رئيس مؤسّسة مسجد السُنّة عبد الحميد طهيري أكّد أنه تواصل مع العديد من مسؤولي المساجد وتأكّد من أن الجناة توجّهوا برسائلهم إلى عموم المساجد في هولندا دون تخصيص لمسجد أو فئة معيّنة كما كان يجري سابقا معتبرا أن العملية منظّمة وخرجت عن النمط الفردي المعهود. وتقدّم أحمد مركوش عضو البرلمان عن حزب العمل المشارك في الحكومة بأسئلة برلمانية يطالب فيها السلطات المختصّة بضرورة الكشف عن الجهات التي تقف وراء إرسال هذه الرسائل وتساءل عن مدى تطبيق إجراءات تضمن سلامة المساجد وحمايتها من هذه التهديدات. من جهته استنكر مجلس المساجد المغربية في هولندا الحادث واعتبره مثار اشمئزاز واستفزاز وطالب الشرطة والحكومة بتوفير حماية للمساجد والقائمين عليها وروادها وتعقب الجناة. * تخوّف غير مسبوق كما اعتبرت تنسيقية المؤسّسات الإسلامية في لاهاي وضواحيها أن التهديد حقيقي وأنهم لا يستبعدون أن يتمّ تنفيذ عمليات ضد مرتادي المساجد وطالبوا في بيان صحفي زائريهم بمزيد من الحيطة والحذر والإبلاغ عن كلّ اشتباه. عبد الحميد طهيري وصف رسائل التهديد بأنها منظّمة واستهدفت عموم المساجد (الجزيرة نت). ونشرت ستّ مؤسّسات حقوقية ومقاومة للعنصرية والكراهية والإسلاموفوبيا في هولندا بيانا عقب الحادث طالبت فيه المواطنين بعدم السكوت عن كلّ مظاهر الإسلاموفوبيا والتفرقة وتقديم شكاوى أمام الشرطة. ودعت هذه المؤسّسات إلى لقاء يبحث تزايد حالات الإسلاموفوبيا والدوافع التي تقف وراءها وكيفية التصدّي لها. ونشر أرنولد فان دورن عن حزب الوحدة في مدينة لاهاي رسالة التهديد وعبّر في تغريدة له على (تويتر) عن عدم استغرابه من التهديد في ظلّ ما يوصف بتنامي خطاب الكراهية لدى بعض السياسيين والذي يغذّي بدوره الجماعات اليمينية المتطرّفة. ويوجد في هولندا أكثر من 500 مسجد يؤمّها مليون مسلم من أصل 17 مليون نسمة يعيشون في هولندا. ويوافق يوم 25 فيفري الجاري الذي وصلت فيها رسائل التهديد إلى المساجد ذكرى مرور 75 عاما على إضراب فيفري في هولندا حيث أضرب رجال الأمن عن أعمالهم احتجاجا على ما تعرّض له حينها اليهود من أعمال نازية من قِبل النازيين في ألمانيا.