بعد أشهر من حملته المثيرة للجدل بحرق نسخ من القرآن الكريم، عاد القس الأمريكى المتطرف تيرى جونز للظهور مجددا على سطح الأحداث ليدعو العالم إلى إجراء ما أسماه "بمحاكمة علنية للقرآن" في مارس القادم، بتهم "القتل والاغتصاب والخداع؟"، محددا عقوبات معينة فى حال "إدانة القرآن" وهي "الحرق أو الإغراق أو التمزيق، أو الرمي بالرصاص"، على حد قوله. وقال جونز فى مقطع مصور تم بثه على موقع اليوتوب "سندعو إلى محاكمة القرآن الكريم فى 20 مارس القادم، إنها فرصتكم يا من تدعون أنكم مسلمون مسالمون، فى هذا اليوم سوف تتم محاكمة القرآن"، بحسب موقع تامبا تريبيون الأمريكى. وأضاف القس الأمريكي "نحن نتهم كتاب المسلمين (القرآن الكريم) بتهم الاغتصاب والقتل والخداع، فضلا عن مسؤوليته عن الأنشطة الإرهابية فى جميع أنحاء العالم"؟ واستمر جونز فى التخطيط لحملته الجديدة ضد القرآن الكريم قائلا "إن المحاكمة سوف تتم على أرض كنيسة "دوف وورلد وتريتش" بفلوريدا (وهى الكنيسة التى يمثلها جونز) فى بداية الساعة السادسة مساء (بتوقيت الولاياتالمتحدة) يوم 20 مارس". وأعلن القس الأمريكى تحديه " للعالم الإسلامي للدفاع عن القرآن الكريم"، قائلا "إنهم (المسلمون) يقولون إن القرآن هو كتاب للسلام ودين السلام، إننا نطلب منهم أن يقدموا لنا الشخص الذي سيحاول الدفاع عن القرآن". وحدد جونز، الذى وصف القرآن الكريم ب "الشر؟"، عقوبات معينة فى حال إذا ما انتهت نتائج المحاكمة إلى أن القرآن الكريم "مذنب" فسوف "يعاقب" بواحدة من 4 عقوبات وهى "الحرق أو الإغراق أو التمزيق، أو رميا بالرصاص"، لافتا إلى أن "المحكمة سوف تتألف من 30 شخصا من المسلمين والمسيحيين". واستمراراً لمخططه لما يسميه ب"محاكمة علنية للقرآن الكريم"، عزم جونز على وضع العقوبات التى حددها للتصويت على موقعه الشخصي "ستاند آب أمريكا" أو "قفي يا أمريكا". التجاهل أفضل وفى أول تعقيب على الدعوة الجديدة "المثيرة للجدل" للقس الأمريكى، قال محمد موسرى رئيس الجمعية الإٍسلامية فى ولاية فلوريدا الوسطى"، إن "تيرى جونز هو إنسان يسعى إلى الشهرة والعودة إلى الأضواء فى كل مرة بأشياء مثيرة للجدل". واتهم موسرى القس جونز "بأنه انتهازي يسعى للترويج لنفسه"، مطالباً وسائل الإعلام "بتجاهل القس جونز وعدم بث تقارير عنه لعدم إتاحة الفرصة لجونز لتحقيق مآربه". وعن تأثير ذلك في المسلمين الذين يعيشون فى الولاياتالمتحدة قال موسرى "إن المسلمين فى الولاياتالمتحدة على علم تام بأن جونز لا يمثل المجتمع المسيحي هنا.. إلا أن تهديداته والإجراءات التى يتخذها، يمكن أن تكون دافع لتحريض المسلمين على العنف فى الدول الأخرى". وأضاف رئيس الجمعية الإسلامية فى ولاية فلوريدا الوسطى "لا نريد أن يحدث ذلك (لجوء المسلمين إلى العنف) موضحا "أنه يمكن تجنب عواقب دعوة جونز إذا اختارت وسائل الإعلام تجاهله". ومن جانبه قال القس دان جونسون، راعى الكنيسة الميثودية للثالوث المتحد فى جينشفيل بفلوريدا الأمريكية، والذى أدان دعوة القس تيرى جونز السابقة لحرق القرآن، إنه "لم يسمع عن مخطط لمحاكمة القرآن الكريم". وقال "إنه لمن الجنون السير فى نفس الطريق مرة أخرى.. إنه لشيء غريب وبعيد عما دعا إليه يسوع (المسيح) فى كل شيء"، مضيفا "هناك المزيد من العمل الذى يتعين القيام به فى مجال التسامح والتفاهم.. إذا حدث هذا الأمر". مستعدون للمحاكمة ومن جانبه، أكد الدكتور عبد المعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، "أن المسلمين مستعدون لأي محاكمة، بشرط أن تكون عادلة وموضوعية، للدفاع عن القرآن الكريم". وأضاف بيومي "لدينا القدرة على إبراز وتوضيح ما فى القرآن الكريم من جوانب حضارية ورقى إيماني، والتعريف بحقيقته". واستدرك عضو مجمع البحوث الإسلامية قائلا "إلا أننا نشك فى قدرة جونز على دخول هذه المحاكمة؛ لأنه بنى وأصدر حكما مسبقا بحرق القرآن الكريم قبل الدخول فى هذا المحاكمة". الجدير بالذكر أن القس جونز كان قد أثار جدلا واسعا فى جميع أنحاء العالم العام الماضي عندما أعلن عن خطة لحرق 200 نسخة من القرآن الكريم، بالتزامن مع الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر. وأثارت حملة جونز وقتها عاصفة من الاحتجاجات ضد حرق القرآن، من مؤسسات إسلامية ومسيحية تندد ب"الكراهية" التى تحملها دعوة جونز، ومحذرين من مغبة حرقه للقرآن الكريم وزيادة التوترات بين المسلمين والمسيحيين حول العالم. * قال جونز فى مقطع مصور تم بثه على موقع اليوتوب "سندعو إلى محاكمة القرآن الكريم فى 20 مارس القادم، إنها فرصتكم يا من تدعون أنكم مسلمون مسالمون، فى هذا اليوم سوف تتم محاكمة القرآن"، بحسب موقع تامبا تريبيون الأمريكى.