أب المشاريع الخيرية والرجل الأمة الحاج بكير أملون في ذمة الله .... عرصة تهاوت من صرح الجزائر ومزاب وغار الماء في عز الظمأ عزاؤنا أنه ملأ الدنا مبرات فمن باب الوفاء للصالحين والعاملين والأصفياء الإشارة لهذا المصاب الجلل الذي حلّ بربوع الجزائر الآمنة في وفاة عمنا الفاضل حاج بكيربن حمو بن الناصر أملون يرحل بعد أن نقش إسمه في قاموس فعل الخيرات وقائمة الخيرين من رجالات الجزائر فلم تكن يده ممدودة بالعطاء على مزاب ومسقط رأسه غرداية فحسب بل شمل الوطن والناس أجمعين فلا فرق عنده أن تكون من عشيرته أو تكون جزائري بابه مفتوح للجميع سلوكه ترجمة لتربيته القويمة اصنع المعروف ولا تنتظر المقابل اصنع المعروف حيث حللت وارتحلت اصنع المعروف في كل مكان وهو الذي نشأ في بلدة طيبة لها من الخصوصية ما قد تجعله في بعض الأحيان حذر متوازن ومع ذلك كسب القلوب من حوله باختلاف أطيافها ومداركها وتوجهها الفكري فقد امتاز بنظرة ورؤية ثاقبة للأمور جعلته يتجاوز العديد من المحن والصعوبات وصروف الزمن هو ذا الذي فُجِعَت فيه غرداية بل فُجِعَت فيه الجزائرووهران مع نهاية الأسبوع الفارط الخميس 21 جمادى الثانية 1437ه الموافق ل 31 مارس 2016 م وشهدت جنازته بمسقط رأسه بمقبرة الشهداء بابا السعد غرداية حضور السلطات المحلية والوطنية منها الوزير السابق د. سليمان الشيخ ابن شاعر الثورة مفدي زكرياء وجموع من المؤمنين وفدوا من عدة جهات من الوطن. نشأ الراحل منذ صغره بارًا لوالديه بالإحسان لهما بالرغم من الظرف العائلي الذي نشأ فيه وهو بين حب والده وحب والدته المنفصلة عن والده وبعد وفاة والده كان لزاما عليه أن يرعى والدته كما أحسن رعاية زوجة أبيه الأرملة فجمع بينهما بشراء مسكنين متجاورين فعاشتا فيهما في وئام وانسجام منقطع النظير كان رحمه الله رجلا شهما نشأ مجتهدا كالا عاملا حازما منضبطاً لا يرضى الذلة والمهانة ويغار على عرضه ومحيطه وعرض المؤمنين حيث كانوا يسعى في إصلاح ذات البين ونبذ الفرقة ويبذل في ذلك جهده كما يوثر ماله في سبيل ذلك مرضاة لله تعالى صلة للأرحام ومحبة وألفة للقلوب ولأن عبادته لله تعالى وسعيه في الخير كان أمراً خاصاً به بينه وبين خالقه فليس من المروءة أن نعدد ما سعى فيه الفقيد على الأرملة والعانس وتزويج الشباب ومرافقة العائلات المعوزة وإسهاماته من قبل ذلك إبان حرب التحرير وما لا يعلمه إلا الله ولا نزّكي على الله أحد. وهو الذي نشأ عاملا مجتهدا موثراً الفضيلة والثبات على حساب عروض الدنيا الفانية إخلاصه وفاءه نكرانه للذات وخصال حميدة عدة أكسبته قبل ملايين الدنيا حب الصالحين وحب الخيرات ومحبة أهل السماء حيث كان كريم النفس يعشق فعل الخير ويبذل في سبيله المال والجهد الفكري وينبذ الخلاف ويحب الوحدة والثبات على المبادئ الحقة والصحيحة في كل ميدان يميل الى المحافظة على تراث الأجداد خاصة الصالح منه محبا للعلم والعلماء ويتعرف بهم في كل بلاد زارها أو أقام فيها يعاشر الأخيار منهم ويلازمهم ويأخذ من تجاربهم في ذكاء وقاد ورجاحة عقل رصين وتواضع قل نظيره فقد كان ذا بصيرة وقادة وبعد نظر في كل أموره ومجريات حياته سعى في بناء مسجد للعبادة مع مدرسة لتعليم القرآن للبنين والبنات جعلها وقفا في سبيل الله في مسقط رأسه غرداية وكانت له مساهمات فعالة بماله خاصة في إصلاح وبناء المساجد ودور التعليم في مدن التل سطيفوهرانالجلفةمستغانم حيث نشاطه في الحركات التجارية وبعدها في الميدان الصناعي على مستوى القطر الجزائري من ميزته أنه محبوبا من طرف مشائخ واد مزاب الذين عاصرهم دون استثناء ناهيك عن أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين القدامى كالشيخ شيبان وغيرهم من رجالات الجماعة والشخصيات الوطنية المناصرة للحق وطبعا لرجال المال والأعمال نصيبهم من حسن المعاملة والصداقة رحمه الله ورحم أباه أملون حمو الذي أخذ عنه هذه الخصال الطيبة كان مولده خلا 1919م.. أخيرا رحل عمنا أملون وبقي الأثر والذكر الحسن وفعل الخيرات شهود على محاريب الله وحسناته على أطياف البلدة تترى حتى بعد وفاته وفي الصميم وضع ماله ووقع إسمه عناوين للخير ورصيد مفتوح لروحه الطاهرة منها العيادة والمشاريع الاجتماعية الكبرى والمدارس والتربية ومنابر الدين صدقة جارية ولعلي أركز على الصفة التي ينبغي الاهتمام بها في خضم توديعنا للرمز الحاج بكير هي تلك الصفات الحميدة التي ورثها أبناءه من جد ومثابرة ونصح وعرق جبين حلال...هي غيض من فيض مما عُرف به المرحوم فاللهم تقبل منه وأكرم نزله رحمة الله عليك عمنا الحاج بكير آملون وطيّب الله ثراك وجعل الجنة مثواك ورضي الله عنك وأرضاك.