قرّر سكان تامدلست ببلدية مناصر في ولاية تيبازة الهجرة الجماعية مع بعض أقاربهم القاطنين بمناصر مركز من أجل الاستقرار بالقرب من المحيط الحضري للرحيل عن البقعة التي وصفوها بنهاية العالم. هدد السكان بالهجرة إن لم تحرك السلطات وتبرمجهم في برامج التنمية المختلفة بداية بإصلاح الطريق، هذا الوضع الذي يهدد البلدية باختلال عميق للتوازن قد تعجز فيما بعد أي سلطة عن إعادة المياه إلى مجاريها عندما يتم إخلاء ما تبقى من سكان الريف بدواوير مناصر بعدما شهدت عدة مرات هجرات جماعية هربا من بطش الإرهاب والتخلف والمعاناة التنموية، حيث اشتكى السكان من الحالة المتدهورة للطريق الرابط بين مجمع مساكنهم وقرية تملول، حيث وصفوها بأنها غير صالحة للاستعمال، كونها تعد مسلكا ترابيا، وعبّر محدثون عن استيائهم لما وصفوه بالإقصاء والتهميش من الاستفادة من مشاريع التنمية المحلية التي من شأنها تشجيع سكان الريف للبقاء بمواطنهم الأصلية حسب ما تصبو إليه السلطات العليا في البلاد. ويذكر أن دوار تامدلست المتواجد على مستوى قرية تملول والذي يحتوي على أزيد من 30 عائلة ركز أهله في حديثهم مع »أخبار اليوم« على قلقهم من التحصيل الدراسي المتذبذب الذي يتلقاه أبناؤهم كل موسم دراسي جراء تضييعهم لعدد من الدروس وحرمانهم من تلقيها على أحسن حال، إذ يضطر الأولياء إلى إرغام أبنائهم على البقاء في البيوت أيام تساقط المطر والتغيب عن مقاعد الدراسة إلى حين تحسن الأحوال الجوية ما يمكنه أن يطول إلى ما يفوق الأسبوع، وهذا نظرا لما آلت إليه حال الطريق التي يستحيل المرور عبرها أو المشي عليها سواء مترجلين أو على متن عربة بسبب التربة الطينية، أين أضافت هذه الأخيرة على السكان أعباء أخرى لا يقدرون على تحملها من إصلاحات أعطاب أسبوعيا، مما تتسبب فيه تلك الطريق من أضرار لمركباتهم. وفي سياق متصل، راسل قاطنو دوار تامدلست والي تيبازة للتدخل من أجل النظر في مطلب تخصيص غلاف مالي لإصلاح وتعبيد الطريق المؤدي إلى مساكنهم، علما أن المسافة الفاصلة بين دوار تامدلست وقرية تملول تقدر بواحد كيلومتر ونصف فقط.