انتحر سائق يعمل في إحدى شركات المياه الغازية شنقاً مساء الخميس بسبب تراكم الديون عليه وعجزه عن سدادها، وقضى السائق على الفور، ليصبح مجموع المنتحرين في مصر خلال 4 أيام على التوالي سبعة، توفي ثلاثة منهم حتى الآن. وحذرت حركة "مصريون ضد الغلاء" من ارتفاع معدلات الانتحار في الأيام القادمة احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، كما حذرت من تداعيات الانفجار الاجتماعي المحتمل في حال استمرار السياسات الاقتصادية المستفزة، وإمكانية أن تفرز هذه السياسات مزيداً من الفقر، مما قد يدفع المحبطين إلى مزيد من حالات "الانتحار الاحتجاجي". وكان اللواء إسماعيل الشاعر، مساعد أول وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة، قد تلقى بلاغاً بانتحار المصري يونان فؤاد عبد المسيح، 42 سنة، ويعمل سائقاً بإحدى شركات المياه الغازية، ومقيم في شارع السلام بمنطقة المرج شرق القاهرة. وانتقل على الفور اللواء أمين عز الدين مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة إلى مسكن المنتحر، وتبين أنه انتحر شنقاً بعد أن ربط رقبته بسلك من الألومونيوم في سقف غرفته. وعثرت الشرطة المصرية على جثة المنتحر مشنوقاً ومعلقاً في "النجفة" بإحدى غرف شقته ومربوطاً بسلك ألمونيوم. وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق. وتعد هذه هي الحالة السابعة لمصريين يقدمون على الانتحار احتجاجاً على أوضاعهم الاقتصادية خلال 4 أيام متتالية. ظاهرة الانتحار وكشف تقرير لمركز المعلومات بمجلس الوزراء المصري صدر مؤخراً عقب تزايد حالات الانتحار "أن عدد محاولات الانتحار في عام واحد بلغت 104 آلاف حالة من مختلف الأعمار، وتشكل الفئة العمرية منهم ما بين 15 و25 سنة نحو 67 % من المنتحرين، وتبين أن 11 ألفاً من المنتحرين من السيدات اللاتي استخدمن السموم والمبيدات الحشرية، منهم 8500 سيدة وفتاة بالمحافظات، و2500 سيدة وفتاة في القاهرة والجيزة. وجاء في التقرير أن نحو 42 ألفاً من مختلف المحافظات المصرية حاولوا الانتحار بوسائل مختلفة على رأسها المبيدات الحشرية وقتل الأسرة والنفس في الوقت ذاته، إضافة إلى 54 ألف حالة انتحار بالقفز من أعلى المباني أو في الترع والنيل وغيرها، ووصل عدد الوفيات منهم نحو 6 آلاف و50 حالة في عام واحد. وقال الخولي سالم الخولي أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر " إن "الاسلام يحرم الانتحار، وقد صدرت فتوى رسمية من مجمع البحوث الإسلامية الخميس بعد تكرار هذه الحالات، ولكن مع تقديرنا للرأي الشرعي في هذا الأمر، يجب أن نبحث عن الأسباب الحقيقية وراء تكرار معدلات الانتحار خاصة هذه الأيام وقراءة الواقع السياسي للمجتمعات العربية خاصة بعد أحداث تونس". وأكد الخولي "أن أسباب الانتحار ترجع للفشل اجتماعياً وإحساس المنتحر بالاكتئاب الشديد واليأس الذي لا رجعة فيه، أو إحباط يصيب الإنسان سواء في العمل أو التجارة أو الفقر الشديد، لكنه في النهاية يُصنف على أنه فشل في تركيبة الشخص النفسية، وضعف إيمانه وتدريبه علي مواجهة الحياة والأزمات، وانفصاله عن الدين، مما يستوجب الاهتمام بالأجيال القادمة من قبل الحكومات العربية". ووفقاً لإحصاءات مركز السموم القومي بمصر، فإن 45% من المنتحرين يعيشون تحت خط الفقر ولا يملكون مواجهة الأسعار، وتشكل الفئة العمرية منهم ما بين 15 و25 سنة نحو 67 % من المنتحرين. سياسات ضد الفقراء وكشف بيان لحركة "مواطنون ضد الغلاء" أن هناك "حالات تلقى ربها انتحاراً نتيجة حزمة السياسات الاقتصادية ولا نسمع عنها وهي السياسات المنحازة للأغنياء وأصحاب السلطة الذين يمثلون حواجز مانعة لوصول الحقيقة لأصحاب القرار رغم فرضية أنهم مرايا تعكس الأوضاع الحالية". وأكد محمود العسقلاني منسق الحركة أن هناك خللاً في توزيع الدخل القومي، وهو الأمر الذي يلحظه الناس ويرفضونه دون تحرك إيجابي من قبل المسؤولين يوقف هذا الظلم مما يولد الاحتقان، ويدفع الجميع إلى حافة الهاوية ويهدم السلام الاجتماعي في ظل انهيار وشيك للطبقة الوسطى التي كانت تفصل قبل عقود بين الطبقتين الفقيرة والغنية، مما ينذر بمواجهة وشيكة بين الأغنياء والفقراء سيدفع الجميع ثمناً باهظاً لتداعياتها المدمرة. * حذرت حركة "مصريون ضد الغلاء" من ارتفاع معدلات الانتحار في الأيام القادمة احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، كما حذرت من تداعيات الانفجار الاجتماعي المحتمل في حال استمرار السياسات الاقتصادية المستفزة، وإمكانية أن تفرز هذه السياسات مزيداً من الفقر، مما قد يدفع المحبطين إلى مزيد من حالات الانتحار الاحتجاجي. * عدد محاولات الانتحار في عام واحد في مصر بلغت 104 آلاف حالة من مختلف الأعمار، وتشكل الفئة العمرية منهم ما بين 15 و25 سنة نحو 67 % من المنتحرين، وتبين أن 11 ألفاً من المنتحرين من السيدات اللاتي استخدمن السموم والمبيدات الحشرية، منهم 8500 سيدة وفتاة بالمحافظات، و2500 سيدة وفتاة في القاهرة والجيزة.