سلط خبراء ومحللون سياسيون الضوء على تداعيات فوز مرشح حزب العمال البريطاني المسلم ذي الأصول الباكستانية، صادق خان، بمنصب عمدة لندن بعد حصده أعلى الأصوات الانتخابية في الانتخابات المحلية التي شهدتها بريطانيا. وقال رئيس التحرير المساعد بصحيفة "ديلي ميرور" البريطانية، كيفن ماغواير، إن انتخاب صادق خان عمدة للندن "لحظة عظيمة في السياسة البريطانية"، مشيرا إلى أن خان يعد من كبار شخصيات المسلمين في بريطانيا وأوروبا. وأوضح ماغواير، خلال حلقة من برنامج "ما وراء الخبر" على فضائية "الجزيرة"، أمس الجمعة، أن فوز خان بشارة أمل، خاصة أنه واجه خلال حملته الانتخابية هجوما عنصريا من خصمه زاك غولد سميث لكونه مسلما. وأشار مساعد رئيس تحرير "ديلي ميرور" إلى أن فوز خان لا يعني أنه ليس هناك تمييز ضد المسلمين في بريطانيا، لكن عندما يفوز مسلم بمنصب عمدة لندن التي يقطنها نحو ثمانية ملايين نسمة بينهم مليون مسلم، فهذا يعني أن كثيرين من غير المسلمين صوتوا لصالحه، معتبرا أن هذا بحد ذاته إشارة عظيمة ودليل صارخ على أن التمييز الذي يتعرض له المسلمون في بريطانيا يتم التصدي له. وتمنى ماغواير أن يكون فوز خان انتصارا للتسامح وهزيمة للإسلاموفوبيا في بريطانيا، كما أن هذا الانتصار -من وجهة نظره- يظهر أن البريطانيين سيصوتون بسرور للمسلمين على أساس برنامجهم السياسي، بعيدا عن انتمائهم الديني. وتابع ماغواير أن بريطانيا صوتت ضد أولئك الذين شنوا حملة قذرة ضد خان، معربا عن اعتقاده بأن العنصرية والإسلاموفوبيا لن تختفيا في بريطانيا بفوز خان، لكن هذا الفوز سيعطي زخما جديدا للمسلمين في بريطانيا بأكملها والذين يقولون إنهم يريدون العيش في مجتمع ديمقراطي متسامح لا ينقسم فيه المواطنون بسبب انتمائهم الديني. واعتبر ماغواير أن فوز خان سينعكس على باقي المجتمعات الأوروبية، قائلا "عندما تكون بريطانيا مثلا يحتذى فإن الأوروبيين سيحذون حذوها". بدوره، أوضح الكاتب الصحفي فراس أبو هلال فوز خان بأنه لحظة تاريخية ليس للمسلمين في بريطانيا وأوروبا فحسب، وإنما لبريطانيا نفسها واللندنيين بشكل خاص الذين أثبتوا أن تصويتهم ليس عنصريا ولم يستمعوا للأصوات التي حاولت عزل خان لكونه مسلما وبسبب عمله السابق في الدفاع عن معتقلين إسلاميين. ورأى أبو هلال أن فوز خان ليس ردا فقط على الإسلاموفوبيا في المجتمع البريطاني، بل أيضا ردا على حالة السعار التي أصابت بعض السياسيين في حزب المحافظين تجاه خان، كما يثبت فوزه أن المجتمع البريطاني مجتمع ديمقراطي ومتعدد ثقافيا. وأكد أبو هلال أن فوز خان يمكن أن يكون مصدر إلهام للمجتمعات الأوروبية باعتبار أن لندن هي أكبر عاصمة أوروبية وتتميز بإرث تسامح وديمقراطية عريق، مضيفا "ربما لن نرى عمدة مسلما في عاصمة أوروبية أخرى، لكن فوز خان رسالة للأوروبيين مفادها أن مجتمعاتهم لن تنجح دون القضاء على الظواهر السلبية مثل الإسلاموفوبيا". وطالب أبو هلال الجالية المسلمة في بريطانيا إلى الانغماس في الحياة السياسية من خلال الأحزاب، وأن يتعاملوا كمواطنين لهم كامل الحقوق في ممارسة العمل السياسي لصد أي محاولة للضرب على وتر الدين والعرق في بريطانيا.