قبل أيام من انطلاق الامتحانات النهائية ممتحنون يفرون إلى الأقارب هروبا من ضغوطات الأولياء لم تعد تفصلنا إلا أيام قليلة على انطلاق الامتحانات الرسمية الخاصة بنهاية السنة في كل المؤسسات التربوية عبر كامل الوطن وهو الأمر الذي يجعل التلاميذ في مختنلف الأطوار الدراسية يستعدون من أجل النجاح والمرور للقسم الموالي إلا أن الضغط يكون كبيرا على تلاميذ الأقسام النهائية بسبب الامتحان المصيري وهو ما يدفع العديد من التلاميذ إلى الهروب من البيت إلى وجهة أخرى بسبب ضغط الأولياء. عتيقة مغوفل يحلم كل الآباء والأمهات بنجاح فلذات أكبادهم والوصول إلى أعلى وأرقى درجات العلم والنجاح ولكن حب النجاح هذا قد يكون مبالغا فيه عند الكثير من الآباء والآمهات وهو ما يجعلهم يركضون وراء أبنائهم من أجل حثهم على مراجعة الدروس وهناك من يفضل أن يأخذ طفله دروسا خصوصية في كل المواد حتى تكون فرص النجاح أمامه أكبر إلا أن كثرة الإلحاح تدفع التلاميذ إلى الهروب من ضغط الآباء وتفضيل البقاء عند الأهل والأقارب تحاشيا لكل تلك التصرفات. انتقل إلى بيته جده في فترة المراجعة من بين التلاميذ الذين يعانون من هاجس الرسوب في امتحانات شهادة البكالوريا (هشام) تلميذ في القسم النهائي بإحدى ثانويات العاصمة تخصص تسيير واقتصاد هذا الأخير سيجتاز امتحان شهادة البكالوريا للمرة الثانية على التوالي بعدما رسب في العام الماضي وهو الأمرالذي جعل والدته تضغط عليه كثيرا من أجل النجاح في هذه السنة ويدخل الجامعة ليتحقق حلمها حسب(هشام) إلا أن هوس الأم بنجاح ابنها جعلها تدمجه في الدروس الخصوصية في كل المواد تقريبا فالتلميذ المسكين فور خروجه من المدرسة يبدأ رحلة دخوله إلى الأقسام الخاصة بالدروس الخصوصية ولا يخرج من درس حتى يدخل في آخر وبعد أن يدخل إلى البيت تطلب منه أمه مراجعة دروسه التي أخذها وأحيانا تأمره بتسميعها حفظه في الدروس الأدبية على غرار التاريخ والجغرافيا للتأكد من الحفظ ليس هذا فحسب فقد وصل الأمر بالأم إلى أن تحرم ابنها من ممارسة هوايته المفضلة وقد حرمته من مشاهدة مباراة نهائي كأس الجزائر التي تابعها الملايين من الجزائريين وطلبت منه أن يذهب إلى درسه عوض الاهتمام بالأمور التافهة إلا أن حرص الأم هذا جعل(هشام) يفقد صوابه لذلك قرر مغادرة منزل العائلة والتوجه للبقاء في منزل الجد أين يتفادى ضغط أمه الملح في التحضير للامتحان وحسبما أخبرنا به (هشام) فقد حاولت أمه أن تعيده إلى البيت إلا أن هذا الأخير هددها بعدم الدخول إلى الامتحان كليا إذا ما استمرت في مضايقته. يفرون من بيتهم الذي تحوّل إلى معسكر وعلى ما يبدو فإن (أم هشام) ليست الأم الوحيدة التي تضيق الخناق على ابنها من أجل الامتحانات بل غيرها كثيرون ومن بينهم السيد(مرزاق) هذا الأخير أب لأربعة اطفال لديه هذه السنة طفلان سيجتازان امتحانات الأول طفل في السنة الرابعة متوسط سيجتاز امتحان الطور المتوسط والثانية بنت تدرس سنة ثالثة في الطور الثانوي تخصص آداب ولغات أجنبية إلا أن حرص الأب على نجاح أبنائه جعله يفعل المستحيل حتى يحثهم على المراجعة الدائمة والمستمرة ليتفوقوا في الامتحانات بمعدلات عالية وحسب الأب فإنه قام بقطع الأنترنت من البيت حتى لا ينشغل أبناؤه بها كما أنه قام بنزع الهاتف النقال للبنت حتى لا تنشغل به في محادثة صديقتها والإبحار في الأنترنت من خلال تقنيات الجيل الثالث وقد حرم ابنه أيضا من لعبته الإلكترونية المفضلة التي حسبه كانت تشغله عن المراجعة كثيرا إلا أن أبناء السيد(مرزاق) لم يتقبلوا تلك التصرفات من والدهم وهو الأمر الذي جعلهم يستنجدون بجدهم أب والدهم ويطلبون منه أن يقنع والدهم بالعدول على تلك التصرفات التي قيدتهم فالنجاح في الامتحانات جعله يكلف أبناءه ما لا يطيقونه وحين تدخل الجد وطلب من ابنه أن يفك الحصار الذي سلطه على أبنائه والذي قد يوصلهم إلى ما لا يحمد عقباه رد الأب على أبيه أنه يعلم ما يفعل وهو يعلم جيدا كيف يخطط لمستقبل أبنائه إلا أن بنت السيد(مرزاق) قررت وضع حد لتصرفات أبيها وقررت أن تحل ضيفة على خالتها إلى غاية انقضاء فترة الامتحانات ورغم أن الاب عارضها بشدة إلا أنها قررت البقاء في بيت الخالة.