نظرت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة في قضية الرسائل التهديدية الإلكترونية التي وصلت إلى عدد من السفارات الأجنبية بالمغرب ومصالح الأمن الأجنبي إلى جانب وزارة الدفاع الوطني ورئاسة الجمهورية، التي كان بطلها حلاق من الأغواط يبلغ من العمر 37 سنة، كرس نفسه منذ سنة 2005 إلى تحرير رسائل تهديد باسم التنظيم الإرهابي الجماعة السلفية للدعوة والقتال وإرسالها إلى المواقع الالكترونية لهيئات دبلوماسية وأمنية أجنبية وحتى الفضائيات التلفزيونية مفادها وجود جماعات إرهابية تخطط للقيام بعمليات انتحارية ذات صدى إعلامي· أجاب أمس المتهم ع· أحمد، وهو حلاق من ولاية الأغواط على أسئلة هيئة المحكمة فيما يتعلق بوقائع جناية الإنخراط في جماعة إرهابية الغرض منها بث الرعب وانعدام الأمن والتهديد بواسطة محررات وشعارات المتابع بها بالنفي التام، أن مستواه التعليمي (السابعة أساسي) لا يسمح بتحرير تلك الرسائل باللغتين العربية والفرنسية، رغم أنه سبق وأن اعترف عبر جميع مراحل التحقيق أنه في سنة 2004 كان يتردد على مقهى أنترنت بعاصمة الولاية، حيث أنشأ بريدا إلكترونيا للتواصل مع أصدقائه وأنه في سنة 2005 قرر تهديد بعض الدول العربية والأجنبية بإسم الجماعات الإرهابية، وكانت البداية بالسفارة الأمريكية بالمغرب، حيت أرسل لها عبر موقعها الالكتروني يخبرها أن المغاربة هم الإرهابيون ويشكلون خطرا على رعاياها بالمنطقة، داعيا إياها إلى توخي الحيطة والحذر· كما وجه رسالة إلى السفارة الفرنسية بالرباط يخبرها عن بوجود أشخاص من جنسية مغربية ينشطون ضمن شبكة إرهابية بفرنسا تعمل على تهديد أمنها القومي، ويخططون للقيام بعمليات إرهابية في أكبر ثلاث مدن فرنسية على طريقة تفجيرات 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدةالأمريكية، كما لم تَسْلَم السفارة الكندية بالرباط ومصالح الأمن البلجيكية من تهديداته، حيث أخطر هذه الأخيرة عن وجود شبكة إرهابية تضم عناصر من جنسية مغربية وباكستانية هم بصدد التخطيط لتفجير مقر الأمن ومركز تجاري، كما راسل مصالح الأمن الإيطالي، الفرنسي، الكندي والقنصلية الفرنسية العامة، وكان يرفق رسائله التهديدية بصور أمير القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال المكنى أبو مصعب عبد الودود وشعار الجماعة السلفية للدعوة والقتال وشعار مؤسسة الأندلس، متبنيا هيئة الإعلام بها حتى تكون رسائله أكثر إثارة ورعبا وتؤخذ على محمل الجد· وخلال شهر فيفري سنة 2010 اغتنم المتهم فرصة الأزمة بين الجزائر ومصر المرابطة بمباراة كرة القدم، وقام بمراسلة المركز الأمني للإدارة العامة والعلاقات وشركة المقاولين العرب وكذا وزارة خارجية مصر يهددهم باسم الجماعات المسلحة بتنفيذ عمليات انتحارية في مصر في حالة عدم خروج كل المصريين من الأراضي الجزائرية· هذا ولم يكتف المتهم بذلك، بل قام بمراسلة وسائل الإعلام منها قناة العربية وقناة ميدي 1 سات، هذه الأخيرة قامت بعرض رسائله على القناة على شكل خبر عاجل وذلك باسم مؤسسة الأندلس هيئة الإعلام لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي· وفي 11 مارس 2010 قام المتهم بمراسلة السفارة الكندية من جديد وإعلامها باحتمال تعرض كندا لعمليات تفجيرية، كما قام المتهم أيضا بمراسلة وزارة الدفاع بالجزائر ورئاسة الجمهورية ليعلمهم بوجود شركة أجنبية بالأغواط توظف جواسيس لديها، وفي 19 مارس من نفس السنة عاود مراسلة رئاسة الجمهورية من جديد يطالبها بالرد على رسالته الأولى وتنفيذ مطالبه المادية· ممثل النيابة العامة من جهته اعتبر أن المتهم خارق الذكاء، لتمكنه من القيام بالأفعال المنسوبة إليه رغم مستواه الدراسي المحدود، مشيرا إلى خطورة الوقائع المتابع من أجلها المتهم كونها تشكل تهديدا وزرع اللاأمن واللااستقرار في هذه الدول أو الجهات التي تلقت هذه الرسائل، معتبرا إياه اعتداء معنوي على النظام والأمة والمجتمع، مضيفا في كلامه أن المتهم طالب في إحدى الرسائل بمبلغ مالي وكذا استعماله لصور تهديدية، ملتمسا في ختام مرافعته توقيع عقوبة 15 سنة سجنا نافذا ضد المتهم و50 ألف دينار غرامة مالية، قبل أن تقرر هيئة المحكمة بعد مداولتها القانونية في القضية بإدانته بعام حبسا نافذا بعد تكييف الجناية إلى جنحة التهديد وتبرئته من جناية الانتماء إلى جماعة إرهابية و500 ألف دينار غرامة مالية نافذة·