منعطف خطير يستوجب الحذر منه كيف تتعامل الأسرة مع الطفل المراهق؟ دقيقة هي مرحلة المراهقة الّتي تعني فترة محدّدة من عمر الإنسان وهي تعني فيما تعنيه مجمل التغيّرات الجسديّة والعاطفيّة والانفعاليّة والعقليّة والروحيّة التي تطرأ على شخصيّته إنها حالة تحوُّل مهمَّة في البناء الشّخصي للفرد تستدعي إيجاد أرضيّة صالحة تحتضنه في هذه المرحلة وتؤمّن له كلّ استقرار وتوجيه هذا التّوجيه المفقود عند بعض الأهل الّذين لا يعون دقّة هذه المرحلة ومتطلّباتها وحساسيّتها وأهميّتها في تكوين الشخصية المستقبلية لأبنائهم فيلجأون إلى جملة ممارسات جاهلة توقعهم وتوقع أولادهم في مشاكل ومحاذير كثيرة. فهم مثلاً يعمدون إلى فرض قرارات معيّنة وإلزام أولادهم بسلوكيّات معيّنة فيصل بهم الحدّ إلى اختيار طبيعة اللّباس وحتى التوجُّه العلميّ ويفرضون عليهم أنماط تفكيرهم الخاصّة بالشّكل الّذي يحدث انعداماً للتوازن في شخصيَّة المراهق الَّذي يختلف في تفكيره وشخصيّته ونمط حياته الفكري والنفسي والعاطفي عن الأهل الناضجين جسديّاً لكنهم للأسف ليسوا كذلك على مستوى التّعامل مع توجيه أولادهم الّذين عليهم أن يكونوا قريبين منهم ومتفهّمين لأعمارهم ومتطلّباتهم وهو ما يتطلّب منهم تغيير أسلوبهم وفهم أنّ أولادهم يمرّون بمنعطف دقيق من عمرهم عاطفياً وجسدياً فيصادقونهم ويقدّمون لهم النّصح دون إلزام ويشرحون لهم خلفيّات ما يتعرّضون له من تغيير عاطفي وجسدي يصيبهم بالأسلوب الموضوعي والعلمي الصّريح والواضح وأن يعاملوهم كأناس راشدين بالغين عقلياً وجسدياً وليس كمجرّد أطفال تتقاذفهم رياح الغرائز والمراهقة وأن يمنحوهم كلّ ثقة بأنفسهم ويفسحوا لهم المجال في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وعدم إرغامهم على أشياء غير مقتنعين بها وأن يشعروهم على الدّوام بأجواء الأمان والدّفء المنزلي. إنّ على الأهل مسؤوليّة كبيرة في تحضير أولادهم لهذه المرحلة وألا يكونوا عامل ضغط إضافيّ عليهم فلا ينقص المراهقين اليوم ما يواجهونه من تحدّيات وضغوطات نفسيّة واجتماعيّة وإعلاميّة واقتصاديّة تتجاذبهم وتؤثّر فيهم إلى حدّ بعيد على مستوى الوعي والسّلوك إنَّ حكمة الأهل والمحيط الاجتماعيّ العام ضروريَّة في تأهيل المراهقين وتربيتهم وتثقيفهم الثقافة التي تهدّئ من عواصف المراهقة الهوجاء والّتي ربّما يستغلّها الطّامعون وأصحاب المشاريع المريضة لتنفيذ غاياتهم في استثمار قوّة المراهقين وحماستهم. إنّ مراعاة المنهج الإسلامي لصناعة الشخصيَّة الإسلاميَّة للشابّ أمر ضروري بغرض الاهتمام بتربيته وتوجيهه إلى القيم الروحية والأخلاقيّة الإنسانيّة وتعويده على العادات الحسنة وتأكيد الانفتاح على التعلّم بما ينمّي عقله ويوسّع آفاقه ويفتح حياته على التقوى ومحبّة الله. والتّفقّه في الدّين يجعله ملتزماً بالإسلام من موقع الثقافة الإسلامية ليكون داعية للإسلام وعاملاً في سبيله على خلاف الدّعوة إلى التّراخي في التعاطي مع الشّباب في مقتبل العمر فإنها قد تكون مقبولةً من حيث أسلوب الرّفق ولكنها غير مقبولة من حيث إهمال التربية.