* في كثير من الأحيان أرجع لمشاورة والدتي وذلك بهدف المحافظة على زوجي ورعاية أسرتي فهل في هذا التصرف مخالفة شرعية؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبد الرحمن المدرس بالأزهر: الشورى في الإسلام معلم بارز من معالم التشريع سواء كان ذلك في الشؤون العامة أو الشؤون الخاصة.. والأدلة على ذلك كثيرة ومتعددة ومن أهمها: يقول الله تعالي: "فإن أرادا فصالاً عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما" البقرة/.233 ومما جاء في تفسير قوله تعالي: "يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تُردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن واسرحكن سراحاً جميلاً. وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً" الاحزاب 28 .29 فقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم جاءها حين أمره الله أن يخير ازواجه فبدأ بها فقال: "إني ذاكر لك أمراً فلا عليك ألا تستعجلي حتى تستأمري أبويك" وقد علم أن أبويَّ لم يكونا يأمراني بفراقه.. فقالت: ففي أي هذا استأمر أبويَّ؟! فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة" متفق عليه. يقول ابن حجر في قوله: "فلا عليك ألا تعجلي" أي فلا بأس عليك في التأني وعدم العجلة حتى تشاوري أبويك.. ووقع في حديث جابر: حتى تستشيري أبويك". وروي أن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مالَ له، انكحي أسامة بن زيد.. فكرهته ثم قال: انكحي أسامة فنكحته فجعل الله فيه خيراً واغتبطت" أخرجه مسلم. فالإشارة ادعى لتحقيق المصلحة وتجنب الزلل وتلبية حاجة الفطرة لدى الإنسان بشرط إخلاص المستشار في النصيحة وان يكون أهلاً للخبرة عاقلاً، تقياً، ناصحاً، أميناً، وان يفصح عن وجه الحكمة في رأيه فضلاً عن أن موضوع الاستشارة يجب أن يكون مما لا نص فيه.