عن عمر يناهز 74 عاما وفاة أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي توفي بطل العالم السابق للملاكمة للوزن الثقيل محمد علي في ساعة متأخرة من نهار أول أمس عن عمر يناهز 74 عاما. وعلى مدى مشواره في رياضة الملاكمة سجل علي أرقاما قياسية وكان له حضور مميز بالإضافة إلى مواقفه المثيرة للجدل مما جعله واحدا من أشهر شخصيات القرن العشرين. وصف علي نفسه بأنه (الأعظم) وكذلك الأجرأ والأمهر . وصل الملاكم السابق إلى أوج مجده في الستينيات. وبخفة حركته وقبضتيه السريعتين استطاع على حد تعبيره أن يحلق كفراشة ويلدغ مثل نحلة. وكان أول من يفوز ببطولة العالم للملاكمة للوزن الثقيل ثلاث مرات. وأصبح علي أكثر من مجرد رياضي مثير للاهتمام فقد انتقد بجرأة التمييز العنصري في الستينيات وكذلك حرب فيتنام. ولد في لويزفيل في كنتاكي وكان اسمه كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور عام 1942 وغير اسمه عام 1964 بعد أن اعتنق الإسلام وعلي متزوج من لوني وليامز التي عرفته منذ كانت طفلة في لويزفيل وله تسعة أبناء. بداياته في عالم الملاكمة بداية محمد علي في عالم الملاكمة جاءت بمحض الصدفة حين كان في ال12 من العمر وحقق عدة ألقاب على المستويين المحلي والوطني وهو دون ال18 ونال الميدالية الذهبية لأولمبياد روما الصيفية عام 1960عن فئة وزن الخفيف الثقيل وفي أكتوبر عام 1960 اتجه اللاعب إلى عالم الاحتراف حيث خاض خلال السنوات الثلاث التالية 19 نزالا فاز فيها جميعا من بينها 15 بالضربة القاضية كما حقق المفاجئة في فيفري عام 1964 بهزيمته لبطل العالم في الملاكمة -آنذاك- سوني ليستون وفاز بلقب ببطولة العالم لملاكمة المحترفين للوزن الثقيل للمرة الأولى مسجلا حينها رقما قياسيا كأصغر ملاكم (22 عاما) يحقق لقب البطولة في هذا المضمار. اعتناقه الإسلام محمد علي كلاي مستمعاً لإحدى خطب إليجاه محمد وفي عام 1964 استطاع محمد علي إقصاء الملاكم سوني ليستون عن عرش الملاكمة وكان عمره لا يتجاوز 22 عاماً آنذاك وبعد انتصاره أعلن اعتناق الإسلام عام 1965 وتغيير اسمه إلى اسم جديد وهو محمد علي فقط دون اسمه الأخير كلاي لأنه كان اسم العبودية المطلق عليه ويعني الطين باللغة الإنجليزية وكان وراء تلك الحركة المفكر الأمريكي مالكوم إكس الذي كان صديقا مقربا وحميم لمحمد علي. لقد اعتنق الإسلام ولم يضع اهتمامًا لما سيحدث من انتقاص لشعبيته ولكن شعبيته وحب الناس له زادت واكتسحت الآفاق. ويذهب سبب اختيار كاسيوس كلاي (محمد علي) الانتماء إلى جماعة أمة الإسلام إلى إليجاه محمد فإليجاه محمد ولد في جورجيا في عام 1898 وكان والده قد سماه إلياجا بول. ولكن في عام 1923 اتجه إلى ديترويت واستقر فيها وبعد ثماني سنوات من استقراره في ديترويت زاره تاجر من الشرق اسمه دبليو دي فراد (W.D.Frad) وهو نصف أمريكي ذو أصل أفريقي ونصفه أبيض واستطاع ارن يكون مقبولًا لدى الأمريكيين ذوي الأصل الإفريقي في الولاياتالمتحدة ويصبح قائدًا لهم. وعلَّم فراد إلياجا محمد مبادئ الدين الإسلامي. وهناك قصص وأساطير تروى عن أصل فراد وعن إسلامه وأنه تلقى إسلامه من رجل أسود في مكةالمكرمة اسمه يعقوب. ونخلص إلى أن محمد علي بدأ يتردد سرًا على الياجا محمد ويحضر دروسه الدينية في مطلع الستينات. ومع كون بداية محمد علي كانت مع جماعة أمّة الإسلام إلا أنها لم تستمر طويلًا حيث كان يختلف مع الكثير من أفكارهم ولكنه - رغم انفصاله عن جماعة أمَّة الإسلام استمرَّ في أعماله الخيرية والدعوية محاولًا تصحيح الصورة الخاطئة التي رسخت في أذهان الغرب عن الإسلام والمسلمين. موقفه من حرب فيتنام في عام 1964م رسب محمد علي في الاختبارات المؤهلة للالتحاق بجيش الولاياتالمتحدة لأن مهاراته الكتابية واللغوية كانت دون المستوى. على أية حال في بدايات عام 1966م تمت مراجعة الاختبارات وصنف محمد علي على أنه ينتمي للمستوى 1أ مما كان يعني أنه مؤهل للالتحاق بالقوات المسلحة. كان هذا في غاية الخطورة: لأن الولاياتالمتحدة كانت في حالة حرب مع فيتنام عندما تم إخباره بنجاحه في الاختبارات أعلن أنه يرفض أن يخدم في جيش الولاياتالمتحدة واعتبر نفسه معارضا للحرب. قال محمد علي: هذه الحرب ضد تعاليم القرآن وإننا - كمسلمين - ليس من المفترض أن نخوض حروبًا إلا إذا كانت في سبيل الله ورسوله . كما أعلن في عام 1966 لن أحاربهم - قاصداً فيت كونغ الجيش الشيوعي في فيتنام - فهم لم يلقبوننا بالزنجي . صاحب شخصية جذابة ويتمتع بحركة قدمين هائلة ثماني حقائق عن الأسطورة الراحل محمد علي كلاي محمد علي كلاي كان صاحب شخصية جذابة ويتمتع بحركة قدمين هائلة وسرعة يد مخيفة وهي عوامل تكاملت لتصنع منه بطلا متميزا وفريدا من نوعه لم تعرفه حلبات الملاكمة من قبل. وفيما يلي 8 حقائق عن الملاكم الأمريكي الراحل بطل العالم الأسبق في الوزن الثقيل وأسطورة الملاكمة الذي رحل عن عالمنا عن عمر يناهز ال74 عاما. أولا: مسيرته الرياضية تضمنت 56 فوزا منها 37 بالضربة القاضية وخمس هزائم وتوّج باللقب العالمي ثلاث مرات مختلفة وهو إنجاز غير مسبوق في حلبات الملاكمة. ثانيا: عندما شارك باسمه الأصلي كاسيوس كلاي فاز بميدالية ذهبية في وزن خفيف الثقيل في دورة ألعاب روما الأولمبية الصيفية في عام 1960 وفي سيرته الذاتية عام 1975 قال محمد علي إنه ألقى بالميدالية في أحد الأنهار بعد أن رفضوا تقديم الخدمة له في مطعم في لويزفيل وتعرض للمطاردة والتحرش من قبل مجموعة من البيض. ثالثا: في أول مباراة له على مستوى الاحتراف والتي أقيمت في 1960 فاز محمد علي في الجولة السادسة على توني هونساكر الذي كان في هذا الوقت رئيسا للشرطة في فايتفيل في وست فرجينيا وبعد ذلك ارتبط محمد علي وهونساكر بعلاقة صداقة قوية وكتب محمد علي في سيرته الذاتية بعد ذلك إن هونساكر وجه إليه واحدة من أقوى الضربات التي تلقاها طوال مسيرته مع اللعبة. رابعا: بعد اعتناقه الإسلام تخلى عن اسمه الأصلي كاسيوس كلاي وأطلق على نفسه محمد علي. خامسا: رفض محمد علي دخول الجيش الأمريكي في 1967 وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة أعوام وخسر لقبه ولم يتمكن من خوض مباراة في الملاكمة في وقت كان في أوج قوته وتألقه ولم يدخل محمد علي السجن خلال المحاكمة وفي 1971 ألغت المحكمة العليا الأمريكية قرار السجن. سادسا: في 1984 أصيب محمد علي بمرض باركنسون الشلل الرعاش والذي على ما يبدو كان بسبب مسيرته الرياضية وهو ما أثر عليه بدنيا وجعله غير قادر على سرعة الحركة وعلى الكلام تقريبا رغم أن القريبين منه يؤكدون أنه لم يفقد روح الدعابة والحس الفكاهي أو حرصه على إيمانه الديني. سابعا: اختارت مجلة سبورتس ايلاستريتد محمد علي كأفضل رياضي في القرن العشرين كما التقى الملاكم الراحل بالعديد من زعماء العالم مثل الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا ورئيس جنوب إفريقيا الراحل نلسون مانديلا والبابا الراحل يوحنا بولس الثاني والرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو والرئيس العراقي السابق صدام حسين وحصل على وسام رئاسي رفيع في 2005 أيضا. ثامنا: قدر الجيش الأمريكي مستوى ذكاء محمد علي بأنه 7.8 لكن الملاكم الراحل قال في سيرته الذاتية عن ذلك قلت فقط إنني الأعظم وليس الأذكى .