اعتقالات وتحقيقات متواصلة حقائق جديدة حول هجمات نيس تضاربت المعلومات وكثرت التكهنات بشأن ارتباطات وشخصية وتاريخ منفذ الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل 84 شخصا في مدينة نيس الفرنسية قبل أن يضاف لغز جديد إلى سجل الرجل الذي قتل برصاص الشرطة. وبعد أن رفض وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف تأكيد وجود صلات بين الرجل والمتشددين مناقضا تصريحات رئيس الوزراء مانويل فالس أوردت صحيفة دايلي ميل البريطانية شهادة غريبة أدلى بها شقيق المهاجم. فالجاني الذي يدعى محمد لحويج بوهلال وانتقل من بلاده تونس إلى فرنسا قبل نحو عقد كان قد أرسل إلى عائلته قبل أسابيع قليلة على الهجوم الدامي نحو 110 آلاف دولار حسب ما كشف شقيقه جابر للصحيفة. وأوضح جابر أن شقيقه البالغ من العمر 31 عاما كان في العادة يحول مبالغ بسيطة لعائلته في تونس على غرار معظم التونسيين العاملين في الخارج إلا أن المبلغ الذي أرسل أخيرا يعد ثورة الأمر الذي فاجئ العائلة. وتزيد هذه الشهادة من الغموض والشكوك بشأن الرجل الذي قاد شاحنة نحو 2 كلم وهو يقتل دهسا عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء خلال احتفالهم بعيد الثورة الفرنسية في نيس الواقعة في الريفيرا الفرنسية. فالشاب كان حسب شقيقته مصابا بالاكتئاب ويعاني من أزمات نفسية ويتعاطى المخدرات ويتناول الكحول وغير متدين ولم يمارس يوما طقوس العبادة من صوم وصلاة طبقا لما نقلت مواقع غربية وعربية عن والده. وبالإضافة إلى الشكوك التي تثار عن مصدر حصول بوهلال على هذا المبلغ والتناقض في شخصية الرجل الذي كان يعمل سائق شاحنة جاءت تصريحات المسؤولين الفرنسيين لتضع مزيدا من علامات الاستفهام حول الهجوم. فرئيس وزراء فرنسا مانويل فالس قال في تصريحات نُشرت امس الأحد إن الرجل تطرف بشكل سريع وكان على علاقة بالتطرف إلا أن وزير الداخلية الفرنسي نفى وجود صلات بين المهاجم والمتشدد. وتضارب التصريحات بشأن انتماءات منفذ الهجوم الذي تبناه تنظيم داعش ترافق مع اتهامات للشرطة والداخلية بالتقصير في حماية المدنيين لاسيما أن الشاحنة سارت لمسافة كيلومترين عبر حشود ضخمة قبل وقفها. اعتقالات جديدة قال مصدر قضائي إن الشرطة الفرنسية ألقت القبض على رجل وامرأة صباح الأحد فيما يتصل بالهجوم الذي نفذ بشاحنة وأودى بحياة 84 شخصا على الأقل في مدينة نيس يوم الاحتفال بالعيد الوطني. وقاد المهاجم التونسي محمد لحويج بوهلال (31 عاما) الشاحنة ودهس حشداً في المدينة الفرنسية مساء يوم الخميس وسار في مسار متعرج على طول طريق برومناد ديزانجليه الساحلي لمسافة كيلومترين مع انتهاء عرض للألعاب النارية بمناسبة العيد الوطني لفرنسا. وقتلت الشرطة المهاجم بالرصاص في نهاية المطاف. بدوره قال مانويل فالس رئيس وزراء فرنسا في تصريحات نُشرت الأحد إن منفذ هجوم نيس تحول إلى التطرف منذ فترة قريبة. وأغرق الهجوم الذي وقع مساء الخميس في نيس الواقعة في الريفيرا فرنسا في حزن وخوف جديدين بعد ثمانية أشهر فقط من قيام مسلحين بقتل 130 شخصا في باريس. وهز هذان الهجومان بالإضافة إلى هجوم آخر في بروكسل قبل أربعة أشهر أوروبا الغربية التي تشعر بقلق بالفعل من تحديات أمنية ابتداء من الهجرة الجماعية وفتح الحدود إلى جيوب التطرف.