شهدت الدول النووية العظمى الكثير من الحوادث المتعلقة بالأسلحة والتكنولوجيا النووية. وخلال سنوات الحرب الباردة رميت وتركت هناك المفاعلات والقنابل والطوربيدات المزودة برؤوس نووية. على سبيل المثال ترك الأمريكيون في مياه المحيط غواصتين نوويتين. في 10 أبريل/نيسان 1963 خلال التجارب في أعماق المحيط الأطلسي غرقت على مسافة 200 ميل شرق كيب كود الغواصة دراس (مزودة بمفاعل نووي واحد) ولا تزال موجودة في عمق 2560 متر. وفي يوم 22 مايو/ أيار 1968 اختفت في شمال المحيط الأطلسي غواصة سكربيون (مزودة بمفاعل نووي وطوربيدين نوويين) وعثر عليها لاحقا في عمق 3000 متر وعلى بعد 740 كم جنوب الغرب جزر الأزور ولم تتضح أسباب غرقها حتى الان. ولكن المآثر النووية الرئيسة للجيش الأمريكي في البحار ترتبط طبعا بالطيران ففي يوم 14 فبراير/شباط 1950 انطلقت قاذفة B-36 من ولاية ألاسكا في محاكاة ضخمة لضربة نووية ضد الاتحاد السوفياتي واستخدمت سان فرانسيسكو في دوري الهدف. وكانت القاذفة خلال ذلك تحمل قنبلة نووية من طراز Mk.IV بعد انتزاع شحنة البلوتونيوم من الرأس القتالي ولكن في القنبلة بقي غلاف من اليورانيوم المعدني و5 آلاف رطل من المتفجرات. ودخلت الطائرة منطقة أحوال جوية سيئة فوق البحر قبالة ساحل كولومبيا البريطانية وتغطت بالجليد وتوقفت عن العمل ثلاثة من محركاتها الست. وعندما شاهد الطاقم ذلك قام برمي القنبلة التي انفجرت وبعد ذلك تركوا الطائرة وهي تهوي في مياه المحيط. وفي يوم 10 مارس/آذار 1956 اختفت فوق البحر الأبيض المتوسط قبالة الساحل الجزائري قاذفة أمريكية من طراز B-47 وعلى متنها قنبلتين نوويتين. وحتى الآن لم يعثر أحد على الطائرة ولا القنبلتين. وفي 28 يوليو/ تموز 1957 توجهت طائرة نقل عسكرية من طراز C-124 نحو أوروبا وهي تحمل 3 قنابل نووية وقنبلة رابعة مجهزة برأس البلوتونيوم قبالة سواحل ولاية نيو جيرسي وبدأت الطائرة تفقد قدرتها وتوقف محركان من أصل أربعة عن العمل واضطر الطاقم إلى رمي قنبلتين من القنابل الثلاث وذلك على مسافة 100 ميل من أتلانتيك سيتي. وفي يوم 5 فبراير/ شباط 1958 اصطدمت مقاتلة F-86 في الجو قرب سافانا (ساحل ولاية جورجيا) بقاذفة استراتيجية من طراز B-47 وهوت المقاتلة فيما تمكنت القاذفة من العودة إلى القاعدة بعد أن اضطرت لرمي قنبلة نووية حرارية من طراز Mk.15 ( طاقتها التفجيرية 1.7 ميغا طن) في مياه الأطلسي ولا تزال فيه. وفي يوم 5 ديسمبر/ كانون الأول 1965 بالقرب من أوكيناوا وخلال عاصفة بحرية شديدة انزلقت من سطح حاملة طائرات تيكونديروجا قاذفة A-4 سكاي هوك مع قنبلة نووية تكتيكية وغرقت في عمق 4900 متر ولم يقر البنتاغون بذلك إلا في عام 1989. وفي 7 يناير/كانون الثاني 1966 اصطدمت قرب بالوماريس الإسبانية قاذفة B-52G مع طائرة للتزود بالوقود KC-135. ونتيجة لذلك سقطت 4 قنابل نووية حرارية من نوع Mk.28 (B28RI) بما في ذلك 3 على الأرض مع انهيار اثنتين وتسرب البلوتونيوم وتلويثه للأراضي والرابعة في البحر ورفعت بعد 81 يوما من هناك.