حتى لا يتسكع أبناؤهم في الشوارع المدارس القرآنية تستقطب اهتمام الأولياء أيام العطلة يقضي الملايين من التلاميذ الجزائريين هذه الأيام أوقاتا ممتعة لأنهم في عطلة الصيف العطلة التي تعتبر أحسن عطلة للأطفال بحكم طول مدتها ولكن عادة ما يحتار أولياء الأمور في تنظيم برنامج عطلة مميز لأبناهم فسرعان ما يشعر الأطفال بالدجر لأنهم لا يجدون ما يفعلون خصوصا أبناء العائلات البسيطة التي لا تستطيع أن تخيم على شاطئ البحر نظرا لغلاء التكاليف فيجد الآباء المدرسة القرآنية أحسن مكان يمكن توجيه الطفل إليه أيام العطلة وذلك حتى لا يتسكع في الشارع. عتيقة مغوفل عرفت المدرسة القرآنية إبان الثورة التحريرية انتعاشا كبيرا لأنها كانت المصدر الوحيد لتعلم اللغة العربية من جهة وتعلم أصول الدين والفقه من جهة أخرى لذلك كان الكثير من أولياء الأمور يأخذون أبناءهم إلى هناك من أجل تلقينهم أصول دينهم التي خاف الكثير من فقدانها وبعد الاستقلال عرفت هذه المدارس نوعا من الركود بسبب بروز المدرسة الحديثة ولكن لوحظ في السنوات الأخيرة رجوع المدارس القرآنية بكثرة وذلك بعد انتشار الوعي الديني في المجتمع نظرا لانفتاح الجزائريين على القنوات الدينية الأجنبية وهو الأمر الذي دفع بالكثير منهم إلى أخذ أبنائهم إلى مثل هذه المدارس أيام العطل المدرسية من أجل التعلم وحتى نتمكن من إنجاز موضوعنا قابلت (أخبار اليوم) بعض أولياء الأمور من أجل سؤالهم عن موضوعنا.
تعلم مبادئ الدين الإسلامي حجة الأولياء أول أولياء الأمور الذين قابلناهم من أجل أن نتمكن من إنجاز موضوعنا السيد إسماعيل البالغ من العمر 52 ربيعا والذي يملك محلا للمواد الغذائية العامة بشارع طنجة بالجزائر العاصمة التقيناه أمام باب المدرسة القرآنية لمسجد ابن باديس بشارع علي بومنجل بالعاصمة هذا الأخير كان ينتظر آبنه أسامة للخروج من المدرسة القرآنية التابعة لذات المسجد والتي تستقطب طيلة أيام فصل الصيف الأطفال الذين يكونون في عطلة من أجل تلقينهم بعض تعاليم ديننا الحنيف سألنا السيد إسماعيل عن السبب الذي دفعه إلى القدوم بابنه إلى هذه المدرسة فأجابنا السيد إسماعيل أنه ومنذ حوالي الأربع سنوات وفي كل عطلة صيفية يأتي بابنه سفيان البالغ من العمر12 سنة وذلك حتى يتلقن ابنه أصول الدين ويحفظ القرآن الكريم أحسن له من البقاء في الشوارع طوال اليوم يرافق أصدقاء السوء الذين عادة ما يجرون الأطفال إلى ارتكاب مختلف أنواع الجرائم كسرقة والاعتداء على الغير كما أن الطفل في الشارع يتعلم العديد من الآفات الاجتماعية على غرار السرقة والتدخين وتعاطي المخدرات وغيرها من الظواهر التي كانت في يوم من الأيام دخيلة على مجتمعنا الجزائري. بعد السيد إسماعيل قابلنا عمي منصور شيخ هرم يفوق عمره السبعون عاما هو الآخر قصد المدرسة القرآنية من أجل اصطحاب حفيده من هناك لمحناه جالسا على درج المدرسة ينتظر الطفل يخرج من هناك فكانت فرصة لنا حتى نتقرب منه ونسأله عن موضوعنا فأجابنا عمي منصور أنه فضل أن يقوم بتسجيل ابنه في المدرسة القرآنية طوال أيام العطلة وذلك مثلما فعل معه أبوه هو الآخر يوما من الأيام عندما سجله في الكتاب من أجل تعلم اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم فهاهو اليوم يفعل ذلك حتى يحفظ ابنه آيات الله فعلى حد تعبير عمي منصور الأطفال أمانة في أعناق الأولياء يجب المحافظة عليها قدر الإمكان لأنهم هم من يدخلون أولياءهم للجنة أو أخذهم إلى طريق الهلاك والنار. حتى الفتيات لهن حظ من التعليم في هذه المدارس وعلى ما يبدو أن الذهاب إلى المدرسة القرآنية أيام العطلة الصيفية لا يخص الذكور فقط بل الإناث أيضا فبينما كنا نتحدث على عمي منصور بدأ الأطفال يخرجون من المدرسة فلاحظنا أن البنات أيضا يدرسن في المدرسة وهو الأمر الذي أثار فضولنا فتقربنا من السيدة (عقيلة) التي قصدت المكان من أجل أن تقوم باصطحاب ابنتها وابنة جارتها إلى البيت فسألناها عن الأسباب التي جعلتها تقوم بتسجيلها في هاته المدرسة فأجابتنا هذه الأخيرة أنها حريصة دوما على أن تلقن لبناتها التربية الصحيحة وذلك من خلال تعليمهن أصول ديننا الحنيف وتحفيظهن كتاب الله خصوصا في عصر الانحلال الأخلاقي الذي وصلنا إليه أين الفتيات أصبحن بارونات المخدرات مع الرجال لذلك أصبحت تخاف على بناتها من كل ذلك خصوصا بعد أن حاولت إحدى بنات شقيقها أن تهرب مع شاب من بيت أهلها إلى أن هذا الأخير خدعها ونال من شرفها لذلك تحرص السيدة عقيلة على متابعة كل تحركات بناتها خوفا من أن ينحرفن.