جزائريون عرضة للبهدلة والاحتيال والوزير في عالم آخر ** عقوبات صارمة تنتظر الوكالات المحتالة والمقصّرة ع. صلاح الدين يتحول (حج الكرامة) الذي وعدت وزارة الشؤون الدينية الجزائريين به هذه السنة إلى مجرد شعار لا يمكنه أن يخفي مجموعة الفضائح التي جعلت حجاجنا عرضة للبهدلة حينا والاحتيال حينا آخر وهو واقع يبدو أن وزير القطاع محمد عيسى لا يدركه أو لا يريد أن يعترف به وكأنه يعيش في عالم أو كوكب آخر.. ولم يكد الرأي العام يطوي صفحة الاحتيال الذي تعرض له عشرات الحجاج الجزائريين الذين أنقذتهم السلطات السعودية من مصير مجهول بعد أن (عبثت) بهم وكالة سياحية خاصة حتى طفت إلى السطح فضائح أخرى تشير إلى أن موسم الحج الجاري لا يبدو أنه سيكون مختلفا عما سبقه من مواسم تكبد فيها الحجاج الجزائريون الويلات فرغم وعود وتطمينات الجهات الوصية من وزارة الشؤون الدينية وديوان الحج والعمرة والبعثة الرسمية إلا أن الواقع غير ذلك حسب ما أكدته مصادر من البقاع المقدسة أوضحت أن عددا غير قليل من حجاج الجزائر وجدوا أنفسهم عرضة للإهمال التام ولم يجدوا من أعضاء البعثة من يتولى أمرهم. وإذا كان عدد الجزائريين المتوفين هذا الموسم حتى الآن قد وصل إلى أربعة ووفاتهم تصنف في خانة القضاء والقدر فإن خانة الإهمال و(التمسخير) راح ضحيتها عدد معتبر من الحجاج الذين تاهوا أو ضاعت أغراضهم ومنهم من يشكو نقص الرعاية والتكفل لاسيما كبار السن الذين ينبغي أن تُوليهم البعثة الرسمية اهتماما خاصا.. وقال بعض الحجاج أنهم تعرضوا لخداع وكالات سياحية وعدتهم ب(حج كريم) قبل أن يصطدموا بواقع مغاير ويجدوا أنفسهم في غرف مكتظة وبعضها دون حمام مستقل وفي ظروف جوية صعبة. حجاج جزائريون في ورطة وشركة أردنية في قفص الاتهام! اتهم نحو 60 حاجا جزائريا شركة الخطوط الملكية الأردنية بحرمانهم من الحج بعد أن رفضت نقلهم إلى الأردن ثم الى المدينةالمنورة الأمر الذي نفته الشركة الأردنية محملة مسؤولية الخطأ لوكلاء السياحة. وردا على استفسارات موقع (خبرني) الأردني على الأنترنيت نفى المتحدث باسم الملكية الأردنية باسل الكيلاني الاتهامات الجزائرية محملا المسؤولية لوكلاء السياحة الجزائريين الذين تعاقد معهم هؤلاء الحجاج. وقال الكيلاني أن الجزائر حصرت نقل الحجاج بالخطوط الجوية الجزائرية وأن الملكية لم تكن تعلم أن الجزائريين المسافرين الى عمان حجاج لكي تخطر شركات السياحة أن السلطات السعودية سوف تغلق بصفة رسمية مجال استقبال رحلات الحجاج ابتداء من منتصف ليل الأحد / الاثنين. وأضاف الكيلاني: لو أن الملكية عملت على نقل هؤلاء الحجاج الى مطار المدينةالمنورة فسوف ترفض السعودية إدخالهم وسوف يترتب على الشركة غرامات مالية بسبب مخالفتها للتعليمات. وكانت صحيفة الشروق اليومي قالت في تقرير لها إن حوالي 60 حاجا جزائريا و5 وكالات للسياحة والسفر راحوا ضحية للخطوط الملكية الأردنية بعد أن تملصت من مسؤولية نقلهم إلى البقاع المقدسة وتركتهم بمطار هواري بومدين الجزائري بداعي أن السلطات السعودية أغلقت مجال استقبال رحالات الحجاج ابتداء من منتصف ليلة الإثنين. وبحسب الصحيفة فقد علم الحجاج من مسؤولي الملكية في الجزائر أنه لا يمكنهم السفر على متن الرحلة المبرمجة على الساعة الثالثة إلا الربع عصرا (بتوقيت الجزائر) على اعتبار أن الرحلة ستحط بمطار المدينةالمنورة على الساعة الرابعة صباحا من اليوم الموالي بعد أن تنزل بعمان لمدة 6 ساعات لتعيد الإقلاع مرة أخرى في وقت أن السلطات السعودية تكون قد أغلقت بصفة رسمية مجال استقبال رحلات الحجاج ابتداء من منتصف الليل. وبينت أن الحجاج احتجوا أمام مكتب الخطوط الجوية الأردنية بالمطار على أن الشركة لم تعلم لا الحجاج ولا أصحاب وكالات السياحة والسفر باستحالة نقلهم إلى البقاع المقدسة في الرحلة المبرمجة. الوزير سعيد بدا وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى (سعيدا) وهو يقول بمكةالمكرمة أن المرحلة الأولى من موسم حج 2016 كانت (ناجحة) مقارنة ب(التجارب السابقة). وذكر الوزير الذي ترأس اجتماعا تقييميا بحضور المدير العام ومنسق بعثة الحج والعمرة يوسف عزوزة والقنصل العام للجزائر بجدة عبد القادر القاسمي الحسني ورئيس مركز بعثة الحج والعمرة مسعود بولجويجة وممثلي مختلف القطاعات المعنية ببعثة الحج والعمرة (إننا لا ندعي القول بأننا حققنا الكمال). وتابع قائلا أن (كل عمل ينطوي دائما عن نقائص واختلالات لكن إذا لاحظنا عيوب يجب علينا البحث عن مكمن المشكلة من أجل إيجاد الحلول سيما خلال نقل الحجاج من مكة إلى المدينة أو جدة باتجاه المطارات من اجل العودة للوطن). في هذا الصدد دعا السيد عيسى رؤساء الفروع إلى تقديم اقتراحاتهم التي من شأنها السماح بتحسين الأمور. من جانب آخر وعلى هامش اللقاء التقييمي صرح الوزير للصحافة الجزائرية أن قضية ال47 شخصا الذين تحصلوا على تأشيرات تجارية عوض تأشيرات الحج والذين لم يتم إرجاعهم نحو الوطن يؤكد أن (الجزائر تتمتع بتقدير واعتبار بين الأمم). وتابع أن (تحقيقا قد باشرته السلطات بالجزائر) مضيفا أن التأشيرات قد طلبت وسلمت بالجزائر. أما فيما يخص تقصير بعض وكالات السفر فقد أشار السيد عيسى إلى أن هذه الأخيرة ستتعرض لعقوبات قاسية في حال أثبتت نتائج التحقيقات ادانتها. وبخصوص مخطط إنجاح موسم حج 2017 فقد أوضح الوزير أنه سيضبط بعد نتائج نهاية الموسم الحالي أي بعد مناسك الحج (وقفة عرفات ومزدلفة ومنى).