ق. حنان نسمع كثيرا عن الشاي الأخضر ومدى نجاعته خاصة لمن يتبعون الحميات الغذائية لتخفيف الوزن، بالإضافة إلى عدد من الفوائد الصحية الاخرى التي يتضمنها، ورغم وجود أنواع كثيرة من الشاي، إلا أن الشاي الأخضر يعتبر أكثرها شهرة على الإطلاق، وقد بدأت الكثير من المحلات خاصة المحلات التجارية الكبيرة أو المعروفة ب"السوبيرات"، في استيراد أنواع متعددة منه، لا يقل ثمن العلبة الواحدة منها عن 120دج، وتشهد إقبالا من طرف المواطنين الذين يفضلونه على أنواع الشاي المتوفرة الاخرى، خاصة من طرف الجنس اللطيف، ممن يثقون ثقة عمياء في مختلف المنتجات الصينية الطبيعية الموجهة خصيصا للباحثات عن تخفيف الوزن والرشاقة. كما ذكر أيضا انه مفيد في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، والجلطات الدماغية، بل وحتى بعض أنواع السرطان. ويقول العلماء إن الشاي الأخضر يساعد على الوقاية من التهابات المفاصل، أو الروماتزم كما يُعرف على نطاق واسع. ويقول الباحثون من جامعة شيفيلد البريطانية إنهم وجدوا مكونين في الشاي الأخضر لهما القدرة على الوقاية من بعض أنواع التهابات المفاصل. لكن وحسب بعض الدراسات في المجال، فان هنالك بعض المحاذير الخاصة بتناول الشاي الأخضر كمكمل غذائي بسبب احتوائه على 2 الى 4 بالمائة من الكافيين أي أقل مما يحتويه كوب من القهوة بقليل. ومن الأعراض الجانبية للشاي الأخضر، الهياج، الأرق، تسارع نبضات القلب، وذلك بسبب احتوائه على الكافيين. أما لدى الأطفال فقد يؤدي الشاي الأخضر إلى خلل في أيض الحديد، كذلك ينبغي على الحوامل التقليل من تناول هذا النوع من الشاي لان جرعات الكافيين التي يحتويها يمكن أن تؤذي الجنين الآخذ بالنمو، وبالإضافة إلى ذلك فإن تناول كميات كبيرة من الشاي الأخضر يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في المعدة، خاصة مع الإفراط في تناوله التي قد تنتهي بقرحة في المعدة والاثني عشر، وإذا ما إذا تم غليه كثيرا بحيث تحول لونه إلى اللون البني الغامق الذي قد يتسبب ايضا في اضطراب بعضلة القلب وإمساك وكسل بالجهاز الهضمي. بالإضافة إلى محاذير أخرى تعلق بطريقة استهلاكه نفسها، حيث انه إذا ما تم شربه بعد الأكل مباشر يسبب عسر الهضم، ولذلك يفضل شربه بعد ساعة من تناول الأكل، أما إذا تم شربه على الريق فانه يكون طبقة تسمى (كيتينية) على الغشاء الداخلي للمعدة والأمعاء، مما يمنع خروج عصارات الهضم ويسبب إمساكا وعسر هضم. ما يستدعي الانتباه إلى مثل هذه المواد الاستهلاكية الواسعة الانتشار، خاصة مع أساليب الدعاية والإشهار التي تفيض بها مختلف القنوات التلفزيونية، كما ينبغي أن ندرك دائما أن لكل شيء فوائد ومضار، ومن المستحيل أن يكون هنالك أي منتج خاليا من الآثار الجانبية أو بعض الأضرار حتى وان كانت غير واضحة، وهو ما يتطلب ضرورة معرفة الشخص بكل ما يستهلكه، فوائده وأضراره وآثاره، في وقت صار فيه الربح التجاري، أكثر ما تهتم له شركات عديدة مختصة في صناعة المواد الاستهلاكية الواسعة الانتشار.