رابطة حقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر: ربع الجزائريين يعيشون تحت خط الفقر دون صورة دقت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ناقوس الخطر إزاء ازدياد نسبة الفقر في الجزائر بشكل ملحوظ منذ 2015 حسبها حيث أشارت التقديرات إلى أن ربع الجزائريين يعيشون تحت خط الفقر مشيرة إلى أن الفجوة باتت تتوسع وتكون أعمق بين افراد الشعب الواحد. واعتبرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان في تقرير لها تلقت (أخبار اليوم) نسخة منه بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على الفقر والمصادف ل 17 من كل شهر اكتوبر أن ارتباط الفقر بالجزائر انتهاك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تقرها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وفي مقدمتها الحق في التنمية والحق في العمل الحق في الصحة الضمان الاجتماعي والتعليم السكن اللائق والعيش الكريم والبيئة السليمة.
وأوضح هواري قدور الأمين الوطني المكلف بالملفات المتخصصة للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان خلال اليوم العالمي للفقر الذي اتخذ شعارا له هذه السنة من طرف المنظمات الدولية غير الحكومية منها الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان: تحت شعار (الخروج من دائرة المهانة والإقصاء إلى أفق المشاركة: القضاء على الفقر بجميع مظاهره) بأن عدد الفقراء في الجزائر قد ارتفع بنسبة ملحوظة في سنوات 2015/2016 بعدما أثرت الأزمة الاقتصادية الطبقة العاملة والتي تسببت في ظهور عدد جديد من الفقراء. وأكد هواري قدور أن كافة المؤشرات الإحصائية تكشف عن ظاهرة الفقر المنتشرة في الجزائر منذ تخلي الدولة عن التزاماتها ومحاولة تسويق وترويج شعارات جوفاء منها (اقتصاد السوق) في ظل غياب رؤية واضحة حول السياسة الاجتماعية وهشاشة فئات متزايدة من السكان مشيرا على أن الرابطة لازالت تناضل من اجل إسماع صوت الفقراء ومطالبة الحكومة الجزائرية بالتحرك الجدي والعاجل. هذا ما يجب فعله.. وقال الأمين الوطني المكلف بالملفات المختصة لدى الرابطة أن القضاء على الفقر يستوجب إعادة النظر في السياسة الاقتصادية وعلى الأخص منها توزيع عادل للثروات من خلال نظام عادل للأجور مع محاربة اقتصاد الريع والفساد الذي شمل كل الميادين السياسية والاقتصادية قائلا أن آخر الدراسات والتقارير التي توصل إليها أساتذة باحثون شاركوا في الملتقى الدولي الذي نظمته جامعة الجزائر 3 في يوم 09 ديسمبر 2014 حول تقييم سياسات الإقلال من الفقر في الدول العربية في ظل العولمة كشفوا أن نصف سكان الجزائر فقراء (20 مليون جزائري) يعني بأن جزائري من اثنان يعيش تحت خط الفقر ويعشون ظروفا اجتماعية مزرية. وأكدت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بأن دور الدولة الطبيعي في حماية الفئات الهشة غائب تماما وذلك واضح من خلال نتائج مشاريع التنمية التي تهدف إلى تقليص نسبة الفقر خاصة في إطار انخفاض أسعار النفط والتي تخلت عن الطبقة الشعبية تحت رحمة الأسواق الاقتصادية المتوحشة التي تسيرها جماعات مافيوية وليس تجار . وعلى هذا الأساس فإن رابطة حقوق الإنسان وجهت أصابع الاتهام إلى السياسة الاقتصادية المنتهجة والتي تبتعد يوما بعد يوم عن التنمية الحقيقية وخلق الثروة. وقال التقرير الحقوقي أن 35 بالمائة من الجزائريين مصنفين في خانة الفقر وذلك حسب دراسة ميدانية تمت سنة 2015 للمكاتب الولائية للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان وخصت 4500 عائلة تم اختيارها من مختلف جهات الوطن ووفقا لمؤشر الاقتصادي الذين يعيشون على أقل من 1 24 دولار في اليوم الواحد تنبيه للرأي العام ان للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لم تأخذ مؤشر الحديث للبنك العالمي باعتماد على مؤشر أقل من 1.9 دولار في اليوم الواحد التي في صدد اعتمادها من طرف البنك الدولي في أواخر 2015 حتى لا نعطى مبرر لسجال إعلامي لحكومة على العموم فإن 93 بالمائة من المواطنين المعنيين بالدراسة أكدوا بأن حالتهم المادية والاقتصادية والاجتماعية كانت أفضل قبل انهيار أسعار النفط كما أظهرت الدراسة بأن القدرة الشرائية لدى الجزائريين قد انهارت بنسبة 60 بالمائة خلال الأشهر القليلة الماضية مع ارتفاع الأسعار خاصة فيما يتعلق بالمواد الأساسية مما يضطرهم إلى العيش بتواضع أو ما يسمى بضمان القوت اليومي للعائلات. هذه مظاهر الفقر في الجزائر وبهذه المناسبة فإن الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ترى بأن مظاهر الفقر في المجتمع الجزائري تتجلى من خلال تدهور المستوى المعيشي وسوء الخدمات الصحية والبطالة وتزايد الراغبين في الهجرة بأي ثمن وانتشار ظاهرة التسول وأطفال الشوارع والدعارة وتشغيل الأطفال وانتشار الأحياء الفوضوية على شكل الأكواخ القصديرية مشيرة إلى أن مظاهر الفقر عرفت تحولا كبيرًا في الجزائر بحيث لم يعد الفقر يمس الفئات المحرومة فقط بل حتى الفئات المتوسطة انزلقت إلى هوة الفقر وأصبحت مهددة به وإذا كان الفقر يميز سكان المناطق الريفية فيما قبل فإنه أصبح اليوم منتشرا بشكل كبير حتى في المدن والمناطق الحضرية وساءت الظروف التعليمية والصحية وعادت إلى الواجهة أمراض كان تم القضاء عليها وتم تسجيل نقص في معدل التغذية وارتفاع في معدل البطالة. وعليه فإن الفقر ليس مجرد انخفاض في الدخل فقط فالفقراء يعانون على جبهات كثيرة على حسب تأكيد الرابطة: اعتلال الصحة الحرمان من التغذية السكن التعليم البطالة العزلة الاضطرابات الاقتصادية في تدني السلم الاجتماعي والخوف من المستقبل في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة التي تعيشها الجزائر بعد الانهيار المتواصل لأسعار البترول الجزائر في خطر حقيقي بالنظر إلى اعتمادها المطلق على عائدات تصدير البترول وتراجع كذلك قيمة الدينار إلى مستوى متدني لم يشهد له مثيل منذ الاستقلال مقابل الدولار.