يناشد سكان البناءات الجاهزة لولاية الشلف رئيس الجمهورية، إعادة النظر في القرارات المتخذة في حقهم، والتي اعتبروها »مجحفة« ولا ترقى إلى مستوى طموحات الدولة في إزالة مشكل البناء الجاهز بالولاية، خاصة بعد الاجتماع الذي جمعهم مع المسؤول الأول للولاية. يُعتبر هذا الملف من أصعب الملفات التي لازالت تنتظر الحلول النهائية بعدما مرت بعدة مراحل منذ إنشاء اللجنة الأولى لمعالجة الملف سنة 2002 إلى غاية إنشاء اللجنة الولائية المكلفة بالملف والقرارات المتخذة في ذات الشأن بموافقة الحكومة، والتي تتعلق مبدئيا بثلاث نقاط، أبرزها إبقاء سكان البناءات الجاهزة بأماكنهم الأصلية، وبإمكانهم شراء القطع الأرضية بالمبلغ الرمزي الذي كان عليه سنة 1982، إضافة إلى اقتراح إعانة مالية بقيمة 700 ألف دينار، وقرض مبلغ مالي بفائدة رمزية، إلا أن العملية بقيت تراوح مكانها منذ سنتين من إصدار التعليمة، وهو ما جعل المسؤول الأول عن الولاية يعقد اجتماعا بتاريخ 17 أفريل الماضي للخروج بنتائج إيجابية. وضم هذا الاجتماع رؤساء أحياء البناءات الجاهزة ورئيس تنسيقية أحياء البناءات الجاهزة لولاية الشلف السيد محمد يعقوبي. وبعد المناقشات والحوار الجاد مع والي الولاية باعتباره ممثل الحكومة خرج الطرف الثاني غير مقتنع، رافعين انشغالاتهم إلى القاضي الأول في البلاد بعد إصدار بيان تحصلت الجريدة على نسخة منه، والذي جاء محتواه بعد اقتراح أعضاء المكتب التنفيذي على الحضور إمكانية مباشرة العملية؛ وذلك بتحديد نموذج على مستوى مجمع سكني بالمبلغ المرصود بعد توقيع من طرف المعني المستفيد مع توفير نقاط بيع المواد الأولية، خاصة الإسمنت والحديد كتجربة أولى للتعرج على بعض المشاكل التي لايزال يعاني منها الملف كمشكل الإحصاء والجرد، وكذا مشكل الاستفادة من عقود الملكية التي عرفت تأخرا ملحوظا بفعل تماطل الإدارة في تسويتها، الأمر الذي عاد بالسلب على الملف ككل، وليفتح المجال بعد ذلك لممثلي قاطني البناءات الجاهزة من رؤساء اللجان المعنية وبعض المواطنين، الذين حضروا الاجتماع، حيث أجمع المتدخلون على استحالة انطلاق العملية في الظروف الراهنة بالمبلغ المرصود، الذي اعتبره المجتمعون زهيدا لا يفي حتى بالمتطلبات الأولية في عملية التخلص من هذه السكنات التي »أكل عليها الدهر وشرب« إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أسعار المواد الأولية كالإسمنت والحديد إضافة إلى تكاليف الهدم ونقل المسترجعات وإنجاز المجسمات وتراخيص البناء وغيرها من الخطوات التي يجب اتخاذها قبل الانطلاق الفعلي في عملية التعويض، وبالتالي فإن التسليم بالواقع المفروض من قبل الجهات المسؤولة مرفوض في الوقت الراهن من قبل الجميع، ولا مناص من إعادة النظر في القيمة المالية المرصودة والرفع من سقف الإعانة، حتى يتمكن الجميع من تخطي هذه الصعاب. كما طالب الجميع بضرورة إعادة تشكيل اللجنة الولائية المكلفة بمتابعة الملف، وفتح حوار جدي بين الإدارة والمواطنين المعنيين، آملين في ذات الوقت في رفع انشغالاتهم من جديد إلى القاضي الأول في البلاد؛ بغية إعادة النظر في القرارات المتخذة في حقهم، والتي اعتبروها مجحفة ولا ترقى إلى مستوى الطموحات التي ينشدها الجميع.