برامح تروّج للعنف والانحرافات السلوكية شاشة التلفاز ...آثارها وخيمة على نفسية الأطفال تتنوع أضرار شاشة التلفاز وتبعاته السلبية وآثاره الهدامة على أطفالنا بتنوع اهتمامات الأطفال ووضعهم الأسري والاجتماعي والصحي فرغم منافية العديد من وسائل التكنولوجيا إلا أنه لازال للتلفاز حضور بين الأطفال من أجل مشاهدة الأفلام الإلكترونية وبعض البرامج المخصصة ظاهريا لفئتهم إلا أن التلفاز يحمل جوانب سلبية. خ. نسيمة /ق. م إن ما يعرض على شاشة التلفاز من برامج الأطفال وما يصاحبها من إغراءات ومغامرات وقصص الخيال وغيرها مما يسحر عقل الطفل ونظره قد نجحت في سلب كثير من أوقات الأطفال خاصة في تلك السنين الأولى التي ينضج فيها عقل الطفل وينمو وفي دراسة أمريكية تقول إن الطفل يشاهد التلفاز بمعدل 23 ساعة في الأسبوع الواحد وفي دراسة مصرية وجدت إن أطفال مدينة القاهرة يشاهدون التلفاز بمعدل 28 ساعة في الأسبوع الواحد وسواء صدقت تلك الإحصائيات أم كان فيها نوعاً من المبالغة إلا إن المهم هو أن شاشة التلفاز فعلاً أخذت من أوقات أطفالنا الشيء الكثير وأصبحوا أسرى لما يبث من مشاهد وبرامج على تلك الشاشة الجذابة وصار ذلك الوقت مما يحسب سلباً على صحتهم وفكرهم وحياتهم بشكل عام. نشوء الأمراض النفسية والجسدية إن مواجهة الطفل لشاشة التلفاز لأوقات طويلة يعرضه لأمراض نفسية وجسدية متعددة وتختلف هذه الأمراض باختلاف مدة مكوث الطفل أمام الشاشة وقربه وبعده منها وتأثره لما يعرض فيها من عدمه ومن تلك الأمراض حصول القلق والاكتئاب والشيخوخة الكبيرة والتي تنتج من التعرض للموجات الكهرومغناطيسية المنبثقة من شاشة التلفاز إضافة إلى ما يحصل من أضرار جسمية كزيادة الوزن وترهل العضلات وآلام المفاصل والظهر. زيادة معدل الخوف وذلك نظراً لزيادة المشاهد المرعبة على شاشة التلفاز(دماء- جرحى _ قتلى _ أسلحة -حيوانات مفترسة _ أشباح ....الخ) وكل ذلك يولد لدى الطفل شعور بالخوف المتكرر والدائم أحيانا وينزع منه الأمان الذي يستحق أن يتمتع به بل هو حق واضح على الوالدين خاصة والمجتمع بشكل عام أن يمنحوه أطفالهم ومكوث الطفل أمام هذه الشاشة باستمرار يجعله يُؤمن بطبيعتها وإنها حتمية الحصول فتؤثر على مسيرته المستقبلية وشخصيته القادمة الأمر الذي يصاب من خلال ذلك الشعور بالازدواجية في الشخصية والعقد النفسية المتكررة وهي تنمي فيهم أيضا الصفات السلبية كالحقد والكراهية وحب الانتقام. فقدان الثقة لدى الطفل إن الطفل وهو يشاهد تلك الأفلام التي أخذت طابع العنف والاستبداد والقتل والخيانة تكوّن له نظرة سلبية تجاه أسرته ومجتمعه مما يؤدي إلى نزع كل أواصر الثقة وحبال الظن الحسن مع الجميع ويبدأ يتلبس بلباس الشك معهم وهذا يعني أيضا أن كراهيته لكل ما حوله قد تتكون من خلال ذلك الشك والظن السيئ بأفراد مجتمعه وقد يتسبب الوالدان في حصول ذلك الشعور السيئ وهما بذلك يناقضان أهم أعمالهم الموكولة إليهم تجاه التربية ألا وهو بناء الثقة في نفوس أطفالهم. الإقدام على التدخين وإدمان المخدرات في كثير من المشاهد التي تعرض وللأسف الشديد تظهر التدخين على أنه حل سريع ومهم للقضاء على المشاكل النفسية والهموم الاجتماعية وهناك أيضا من المشاهد ما يعرض المخدرات بأنواعها وكيفية بيعها وشرائها وترويجها وأيضا كيفية تعاطيها وما يصور من أنّ من يتناولها يعيش في عالم آخر سعيد وكل تلك المشاهد يتقبلها عقل ذلك الطفل بدون وعي مسبق أو حصانة قبلية أو حتى تحذير أو تعليم من الوالدين يوازي ما يراه الطفل من تلك المشاهد فيحصل ما لا يُحمد عقباه وقد يصبح ذلك الطفل أسيراً للمخدرات والسموم وقد أثبتت الدراسات أن من أهم طرق الانحراف لدى الاطفال في طريق المخدرات هو شاشة التلفاز وما يعرض فيها. حدوث فجوة كبيرة بين الوالدين والطفل إذ أن تأثير شاشة التلفاز على وقت الطفل المشاهد يكمن في بقائه لفترات طويلة أمامها الأمر الذي يجعل مشاكسات الطفل وعبثه في حياته وأثاث المنزل تقل بنسبة كبيرة وهذا يريح الوالدين وخاصة الأم في مسألة المتابعة في المنزل والتنظيف إلا إن هذا يسبب الكثير من المشاكل بين الوالدين وطفليهما كعدم اهتمام كلا الطرفين بالآخر وعدم فهم نفسية الوالدين لطفلهما وقلة الوعي والحصانة التربوية من الوالدين للطفل وهذا كله يزيد من مساحة البعد بينهما. إثارة الغرائز لدى الطفل مبكراً وهذا سببه ما يعرض في أفلام الرسوم المتحركة من قصص العشق والغرام ودفاع البطل عن حبيبته في أفلام الأكشن واللباس الفاضح وصور الضم والقبلات بين عناصر الفيلم ذكوراً وإناثا وكل تلك الصور والمشاهد يتشبع بها عقل الطفل ويبدأ في تقليد ما يرى مع إخوانه وأخواته في المنزل أو في لباسه وتصرفاته ومعاملاته وهذا ينشئ خطراً عظيماً على ناشئة الأمة وذلك بعنايتهم بكل هم سافل أو أمر منحط حتى لا تجد من بينهم (إلا من رحم ربي) من يسمو بنظرته أو يرقى باهتمامه. إفساد اللغة العربية لدى الأطفال إن ما يعرض من صور ومشاهد على شاشة التلفاز يصحب دائماً بلغة هشة إما أن تكون لهجة بلد معين ليست حتى بلهجة بلد ذلك الطفل أو عربية مكسورة في الأداء والقول ومن المؤسف أن تجد اهتمامات منتجي تلك الأقلام باللغات المحلية والدارجة على ألسن الناس وتغافلهم عن اللغة العربية الفصحى وهذا مما يؤدي أيضا إلى انحراف لسان الطفل إضافة إلى انحراف فكرة توجهه واهتماماته ومن الآثار أيضا أن يتربى الطفل على العادات السيئة والأنماط المشينة والأخلاق المنحطة من خلال متابعته الدائمة لشاشة التلفاز ومن تلك العادات والأنماط السهر على المعاصي والآثام وعشق الفنانين والفنانات والتعلق السيئ بالأفكار الهدامة وتتبع العناوين المغرضة والتي يدعو أكثرها إلى التفسخ من الدين وضرورة الانحلال من تعاليمه وعقائده فينشأ الطفل على تربية مهزوزة ومزدوجة تكون آثارها وخيمة على الطفل وعلى أسرته ومجتمعه. حب الطفل لأدوار الخطر وتنتج تلك المشاعر مما يراه من مشاهد متعددة تحكي قصص الجواسيس ورجال المخابرات والشرطة والأفلام البوليسية المختلفة فيبدأ الطفل بتكرار ما يشاهده وفعله على أرض الواقع بدون تفكير في التبعات وعواقب الأمور مما يؤدي ذلك كله إلى خطر عظيم قد يؤدي بالطفل سواءً كان ذلك الخطر موتاً أو إصابة بليغة أو أضراراً بالآخرين وممتلكاتهم وهذا ما نعانيه الآن من شباب الأمة وواقعهم المتمثل في سرقة المنازل وحوادث القتل. عزلة الطفل وحرمانه من اللعب وذلك نتيجة ضياع وقته كله أمام شاشة التلفاز وهذا يؤدي إلى ضيق صدر الطفل وكرهه لأصدقائه ورفضه لهم المشاركة في اللعب معهم وحب الانطواء والعزلة وسعيه وراء كل ما يبعث للراحة وحبه للكسل والخمول ونبذه للعمل والسعي والحركة. وأخيراً فإن علينا أن نعي خطورة هذه الشاشة الجذابة على عقول أطفالنا وأوقاتهم واهتماماتهم وأن نقدر حاجتهم لها بقدر ما يشبع رغباتهم في المشاهدة وأن لا نستهين بما تقدمه لهم من برامج وعروض مختلفة وعلى الوالدين أمانة عظمى في السعي بأولادهم إلى أمكنة الأمان وحمايتهم من كل ما يؤثر عليهم سلباً في حياتهم وتربيتهم بأن يكونوا عدة لدينهم ومجتمعاتهم.