حملة تنتقل من الفايسبوك.. إلى الشوارع نعاهد ربّي.. ما نوسّخش بلادي أطلق (فايسبوكيون) جزائريون غيورون على وطنهم حملة واسعة للتوعية بضرورة تحقيق النظافة كشرط نجده للأسف غائبا عن غالبية الشوارع والمدن رغم الحملات التحسيسية والتي كان الفايسبوك في هذه المرة على موعد معها لاسيما أنه بات موقعا اجتماعيا مؤثرا في مختلف الفئات وحملت الحملة شعار (نعاهد ربي ما نوسخش بلادي) والتي تجاوب معها كثير من متصفحي الموقع ونقلوها إلى الواقع لاسيما أنها تهدف إلى المنفعة العامة وتجسيد محيط نظيف ينتفع الجميع بإيجابياته. نسيمة خباجة (نعاهد ربي ما نوسخش بلادي) حملة جزائرية تجوب الشوارع في الجزائر لزرع ثقافة (كل ورقة ترميها ينحني لها رجل في عمر أبيك) خاصة وأن معاناة أعوان التنظيف هي لا توصف بصفة يومية حتى أنهم يبذلون قصارى جهودهم لأجل العناية بنظافة الشوارع وبمجرد تحقيقها بعد عناء كبير وجهد مضني لساعات لا يتوانى البعض على رمي مختلف النفايات والقضاء على وجهها الجمالي بعد سويعات من التنظيف. النفايات تدمّر الوجه الجمالي للشوارع تحقيق النظافة عبر الشوارع والمدن هو هدف يسعى اليه الجميع سواء السلطات أو المواطنين وقد كان وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي قد أوصى على تحقيق ذلك الشرط في العديد من المناسبات التي جمعته مع ولاة الجمهورية بالنظر إلى أهمية تحقيق النظافة عبر الشوارع فهي تعكس الرقي والبعد الحضاري لأي دولة وفي الوقت الذي تسعى فيها العديد من المدن الجزائرية لتحقيق ذات الهدف في إطار الحملات الواسعة للتنظيف على غرار الحملة التي تم إطلاقها في ولاية البليدة تحت شعار (البليدة وريدة) والتي عرفت صدى واسعا تجند له الكل من أجل تجسيد ذاك الشعار ولم يقتصر الأمر على تلك الولاية بحيث صارت تلك العادة متداولة في أغلب الولايات على غرار منطقة العلمة بسطيف التي تعد أيضا مثالا يحتذى به من حيث تحقيق شرط النظافة عبر شوارع المنطقة إلى غيرها من الولايات التي تسعى الى نفس الهدف. كما أن الفضاء الأزرق يولي اهتماما كبيرا من أجل جزائر بيضاء ونظيفة بدليل الحملة التي تمّ إطلاقها مؤخرا لتشمل مختلف المناطق والشوارع التي باتت من البؤر السوداء بسبب انتشار النفايات والأوساخ في كل مكان كما أن الظاهرة زحفت حتى الى الطرقات السريعة بسبب الرمي العشوائي من نوافذ السيارات رغم سهولة الحل بالاستعانة بكيس لرمي النفايات ثم إلقائه بالحاوية إلا أن الرمي من نوافذ السيارات هو أسهل طريق لدى البعض على الرغم من الانعكاسات السلبية لذلك التصرف على المحيط وتشويه المنظر الجمالي للطرقات السريعة. تأييد واسع لحملة التنظيف حظيت الحملة التي تم إطلاقها من طرف نشطاء الفايسبوك بتأييد واسع من طرف المواطنين ما ظهر من خلال تعليقاتهم التي تناصر الحملة كثيرا بالنظر إلى فوائدها الكبيرة على الكل وجاء في أحد التعليقات (النظافة هي ثقافة تبدأ من البيت إلى المدرسة إلى المجتمع ... والله المستعان) وقصد المواطن في تعليقه أن ترسيخ ثقافة النظافة لابد أن يبدأ من الأسرة من خلال تربية الأبناء على النظافة وترسيخها في سلوكاتهم. أما تعليق آخر جاء فيه (يجب أن تكون محاور خطب الجمعة عن النظافة فغرس السلوك في المواطنين هو أيضا من مهام أئمة المساجد) وأحد المواطنين جاء في تعليقه ما يلي: (النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان بهذه الكلمات الإنسان يحكم على نفسه من هو... هل هو من أهل الإيمان أو من أتباع الشيطان). فيما راحت آراء أخرى الى إبراز دور الإعلام في ترسيخ النظافة في المجتمع عن طريق الحملات والبرامج المرئية والمسموعة والمقالات المكتوبة عبر الجرائد. فيما عرج أحد المواطنين وحمّل البلديات جزءا من المسؤولية في عدم تحقيق نظافة الشوارع والمحيط بوجه عام وجاء في التعليق (الشعب لا يساهم في اتساخ بلده شيء إيجابي ... لكن نتساءل هل البلدية وفرت الحاويات في جميع الأحياء هل شاحنة عمال النظافة تصل الى كل الأحياء هل البلدية أنهت تهيئة جميع الأحياء فيما يخص تعبيد الطرق ووضع البلاط للأرصفة.. وغرس النباتات التزيينية والورود بالمساحات الخضراء واللّه بعض الأحياء رغم أنها داخل المحيط العمراني نجدها كارثة... كل شيء منعدم وفي جميع البلديات والولايات نظافة المحيط سلوك تنتهجه الدولة ويطبقه الشعب). معا من أجل جزائر آمنة ونظيفة تحقيق نظافة جزائرنا الحبيبة هي ليست بالمعجزة فهي تتحقق بانتهاج تصرفات بسيطة جدا عدم الرمي العشوائي في أي مكان فكل واحد يلتزم برمي نفاياته ولو كانت مجهرية بكيس يصطحبه معه في السيارة أو حتى في جيبه أو في الحقائب بالنسبة للنسوة لاسيما السيدات برفقة أطفالهن بالنظر الى كمية النفايات التي يخلفنها عبر الشوارع على غرار قوارير المياه المعدنية واغلفة العصائر ومختلف الحلويات لكن وللأسف ثقافة إرفاق كيس بلاستيكي نجدها منعدمة بالنسبة للمترجلين أو أصحاب السيارات إلا من رحم ربي... ويحضرني تعليق جذبني عبر الفايسبوك لأحد المواطنين الذي استحسن كثيرا سلوك أحدهم بمحطة الميترو بلندن إذ بعد أن أكمل تناول حبة من الموز أخرج كيسا من محفظته ورمى قشر الموزة في الكيس وأعاده الى المحفظة بطريقة حضارية حتى لا يساهم في اتساخ محطة الميترو لكن نحن وللأسف الرمي العشوائي يكون في مختلف الأماكن على مستوى المحطات وبالأحياء والطرقات وبأدراج العمارات وزحفت الظاهرة حتى الى الطرقات السريعة فهناك البعض سامحهم الله ولا نقول الكل يتجرؤون حتى على الرمي من نوافذ السيارات بعد استكمال وجبتهم وهو سلوك غير حضاري البتة والخاسر الأكبر هم عمال النظافة الذين تتضاعف مجهوداتهم لجمع النفايات التي تملأ مختلف الأمكنة وللأسف فالنظافة هي سلوك كان من الواجب أن يتحلى به أي إنسان بطريقة عفوية دون إجبار وحتى لا يصل الأمر إلى فرض غرامات مالية على كل من يتسبب في اتساخ المحيط برمي النفايات بصورة عشوائية وكانت مطلبا للبعض في إطار حملة (نعاهد ربي ما نوسخش بلادي) خاصة وأن كافة السبل لم تنجع مع البعض ولابد من تطبيق بعض الإجراءات الصارمة للحد من الظاهرة السلبية التي شوهت المدن والشوارع ومن الواجب وضع اليد في اليد والتلاحم من أجل تحقيق عامل النظافة ومن اجل جزائر نظيفة وآمنة بتضافر كل الجهود.