إمكانيات هامة تسخرها الجزائر لخدمة طلابها إقامة عين الباي 06 بقسنطينة نموذجا حيّا * الحي الجامعي.. جنّة الطالب ومجال لتنمية المواهب والإبداع يصنع الإنسان نفسه وتفوقه لكن البيئة والظروف أيضا تلعب دورا كبيرا في توجيهه بل وتؤثر مباشرة على حياته ومستقبله ومدى نجاحه اليوم نحن بصدد التعرض إلى البيئة والظروف التي يعتمد عليها مستقبل قطاع كبير من شبابنا الجامعي ممّن سيكونون إطارات ونخب ومستقبل وقادة وطن الغد.. هم طلبة وطالبات يقطعون مئات الكيلومترات عبر الولايات طلبا للعلم والمعرفة بعيدا عن أسرهم ومساكنهم ومحيطهم المعهود فتصبح الإقامة الجامعية بيئتهم الأهم نحو الوصول إلى أهدافهم المرجوة. روبورتاج: ياسر بودرع لا يختلف اثنان عن الإمكانيات الهائلة التي تسخرها الدولة لخدمة الطلاب داخل الإقامات الجامعية وفي محاولة للتعرف عن قرب على أجواء الإقامات الجامعية ومعرفة علاقة الطالب بالإقامة وما توفره هذه الأخيرة له من شروط وظروف مناسبة لحياة علمية أسهل اخترنا زيارة الإقامة الجامعية عين الباي 06 التابعة لمديرية الخدمات الجامعية قسنطينة عين الباي كانت الانطلاقة مع مدير الإقامة السيد (بن خليل صابر) الذي استقبلنا بصدر رحب وكان أول من تحدث لنا عن إقامته التي يقيم بها طلاب الهندسة والفنون والثقافة وبعض التخصّصات الأخرى أوضح لنا المدير خلال اللقاء أن الهدف الأساسي الذي تعنى به الإقامة هو توفير أحسن الظروف والشروط المناسبة لإقامة الطلاب وخلق جو من الراحة يساعدهم في التركيز على تحصيلهم العلمي حيث تسهر مختلف المصالح بفروعها على تحقيق ذلك. السهر على توفير المرافق الضرورية بالإقامة تأوي الإقامة التي تم افتتاحها حديثا حوالي 600 طالب في غرف موزعة على عدة أجنحة تتكفل مصلحة الإيواء بكل ما يتعلق بعملية الإسكان ويسترسل المدير متحدثا عما تقدمه الإقامة من خدمات وتحديدا الإطعام بالحرص على جودة الوجبات ونظافة المطعم وهناك عمل كبير يتم في هذا الإطار بالتعاون مع أطباء الإقامة تحت شعار وجبة نظيفة ومتكاملة صحيا فالطلبة يقضون يومهم في الدراسة لذلك أجسامهم تحتاج إلى نظام غذائي مفيد ومتكامل هناك مصالح أخرى على علاقة مباشرة بتوفير الظروف المناسبة لإقامة الطلبة كمصلحة الصيانة والنظافة والأمن الداخلي ومهمتها توفير الصيانة للغرف والأجنحة والحرص على نظافتها ونظافة محيط الإقامة والاعتناء بالمساحات الخضراء أضف إلى ذلك يسهر فرع الأمن على راحة الطلبة والعمال وحماية الممتلكات أخيرا _ يضيف المدير- :أريد أن أركز على مصلحة النشاطات الثقافية والعلمية والرياضية والوقاية الصحية أولا لأنها تضمن السلامة الصحية للطلبة حيث تتوفر إقامتنا على عيادة وأطباء وممرضين وثانيا لأن هذه المصلحة تحديدا هي التي تصنع مجتمعا طلابيا قائما بحد ذاته داخل الإقامة من خلال إدماج الطلاب في برامج ثقافية وأنشطة متنوعة علمية ودينية وفنية ورياضية.. يبتسم المدير قائلا : هذا باختصار شديد وعموما طلبة اليوم أكثر حظا من طلبة الأمس فكل شروط الإقامة المريحة متوفرة كالمصلى والنادي وقاعة الرياضة وقاعة كمال الأجسام والمرش وخدمة الواي فاي وقاعة إنترنت وهذا إن دل على شيء فهو يدل على تطور قطاع الخدمات الجامعية في حركة تلقائية متناسقة مع النمو الذي تشهده الجزائر في مختلف القطاعات خلال السنوات الأخيرة. طلبة يجدون راحتهم داخل الإقامة الطالب (آبري ابراهيم) سنة أولى هندسة قادم من مدينة تلمسان يقول: أنه أحس في أول أيامه بالإقامة باختلاف الحياة الجامعية فالنمط الدراسي المعتاد روتيني يقضي بعودتي من الثانوية إلى المنزل مباشرة لكنني الآن أعود إلى الإقامة بعد انتهاء دراستي بالكلية وهي بالتأكيد بيئة مختلفة تماما نظاميا وعلميا في مختلف النواحي هي حياة لها كيانها الخاص لكنني الآن معتاد على جو الإقامة ولم أعد أشعر بالغربة ونظرتي إيجابية جدا فأنا مركز على هدفي الدراسي الذي رسمته لنفسي وقد وجدت أن الخدمات التي توفرها الإقامة الجامعية تساعدني في الوصول إلى هدفي. في حين عبر الطالب (إدريس محمد الأمين) من العلمة سنة ثالثة بالقول: أن الإقامة الجامعية أكسبته مهارات جديدة لمواكبة الحياة فهنا تعلمت معنى الاعتماد على النفس وفهمت معنى اتخاذ القرار خاصة فيما يتعلق بمساري الدراسي ببساطة بيئة الإقامة كان لها اثر بارز في صقل شخصيتي وتكوينها هنا تعلمت طريقة التفكير بعمق في قراراتي ومستقبلي من حيث الخدمات لا أقول أن كل شيء مثالي ولكنها ساعدتني على تحقيق كثير من أهدافي وأنا سأتخرج هذا العام إن شاء الله والنقائص دائما يمكن إتمامها والعيوب تصحح مثلا تمنينا لو أن الإقامة تتوفر على مكتبة كما أن هناك أشياء جميلة أخرى لا تقدر بثمن أعطتني إياها الإقامة كأصدقائي الذين تعرفت عليهم فبعد أن جئنا هنا غرباء نحن الآن كالإخوة في أسرة واحدة الآن لدي أصدقاء من تمنراست والشلف الإقامة منحتنا فرصة تكوين علاقات اجتماعية لا تنسى ولا شك أن هذا يساعد في كسر الحواجز الجهوية بين أبناء المناطق المختلفة عبر الوطن الكبير وسينعكس إيجابيا بتخريج جيل شاب من النخب المندمجة والمتجانسة مستقبلا. جوانب للدراسة والبحث وأخرى للترفيه يرى الطالب (عبد الكريم) أن الحياة الجامعية تشكل واحدة من أهم مراحل حياته كما يقول فهي حيوية وممتعة وتعطينا فرصة حقيقية لبناء الذات وهنا نتعلم الشعور بالمسؤولية الكبيرة تجاه ذواتنا ومجتمعنا وأمتنا فالدولة الجزائرية وفرت لنا إمكانيات ضخمة حتى نصنع مستقبلنا ونجاحنا ونحصل على مكانة محترمة في المجتمع لذلك نشعر أنه علينا رد هذا الدين عبر المساهمة مستقبلا في بناء أمتنا وصناعة نهضتها. من جهته يقول الطالب (محمد): توفر لنا الإقامة جل الخدمات الأساسية من غرف مؤثثة ومطعم يقدم الوجبات الثلاث وهي عادة متنوعة وكثيرا ما نحصل على وجبة خاصة تحديدا في المناسبات كما أن إقامتنا تشمل صالة انترنت وخدمة الواي فاي وهناك الرعاية الصحية والترفيه عبر الأنشطة والفعاليات التي تنظمها الإدارة وأنا أستمتع كثيرا بممارسة الرياضة في قاعة الرياضة وقاعة كمال الأجسام كما أن الموظفين والعمال كلهم موجودون لتقديم المساعدة عندما نحتاجها ولذلك لا نغادر الإقامة إلا للدراسة فكل ما نحتاجه نجده هنا ويجب أن اعترف بأننا في راحة كبيرة بما أن الكلية لا تبعد عن الإقامة سوى أمتار قليلة وهذا كله يساعدني في التركيز على الدراسة والبحث العلمي وشخصيا أجمل ما سيبقى في ذاكرتي من هذه السنوات التي قضيتها هنا هو الذكريات الجميلة ومن بينها تعابير وجوه زملائي وأنا أهزمهم في لعبتي (البلياردو) و(البابيفوت) يقول محدثنا مازحا !. التحسيس حول الآفات الاجتماعية من ضمن النشاطات تحدثنا إلى رئيسة مصلحة النشاطات الثقافية والعلمية والرياضية بالإقامة (خلّادي ليليا) فأخبرتنا قائلة: مصلحتنا تسهر على خلق جو مفعم بالحراك الثقافي الأدبي والحياة العلمية والكشف عن الموهوبين من الطلبة فنيا وعلميا هي من أبرز المهام التي تضطلع بها إقامتنا والبرامج التي نقدمها تعد وسيلة لتنمية المهارات والاستعدادات والميول المتنوعة للطلبة وهذا سيساعدهم على رفع كفاءتهم العلمية المهمة في الحياة الجامعية هذا من جهة ومن جهة أخرى نحن نحاول جاهدين شغل تلك المساحة الزمنية من فراغ الطلبة بشكل محفز وندخلهم في دورة من التجديد المثمر بعيدا عن الروتين والملل وتضييع الوقت وكلنا نعلم أن الزمن الذي يقضيه الطالب في الإقامة أكبر بكثير مما يقضيه في الكلية لذلك نحن في عمل مستمر لجعل الإقامة دائرة نشاط لا تتوقف بين ما هو ثقافي وعلمي وديني وفني وترفيهي وتحسيسي فبما أننا نتعامل مع فئة من الشباب فنحن ملزمون بحملات التحسيس ضد المخدرات والتدخين ومرض فقدان المناعة وباقي الآفات التي تتربص بالطلاب وذلك بالتعاون مع أطبائنا لقد تزودت إقامتنا مؤخرا بخشبة مسرح وهو ما سوف نركز عليه في قادم الأيام فالمسرح يخرج لنا نخبة واعية بالواقع الاجتماعي أيضا هناك نية لتنظيم رحلات ترفيهية وتعليمية إلى المتاحف والمناطق الأثرية وفي كل هذا مهمتنا هي الإرشاد والنصح والتوجيه في حين نترك مساحة كافية للطالب حتى يكتشف نفسه ويبدع. تفعيل دور المسابقات والمنافسات الفكرية في هذا الشأن تخبرنا رئيسة مصلحة الإدارة العامة والوسائل (مزراق وسيلة ): المسابقات والمنافسات الثقافية والفكرية والجوائز لها أهمية بالغة في دعم الإبداعات وتحفيز الموهوبين لتقديم المزيد ونحن كإدارة نولي أهمية بالغة لهذا الجانب بخصوص الجوائز فإن قيمتها المعنوية تفوق بكثير قيمتها المادية فهي تمثل دعما نفسيا للفائز ولقب (الفائز) يكون غالبا له مفعول السحر للتأثير في مستقبل الطالب إيجابا ما نقوم به هنا يغرس في الطلاب حلم تحويل إبداعاتهم وابتكاراتهم إلى منتج مستقبلا في مختلف الميادين نحن لا نريد أن تبقى هذه الإبداعات والمواهب داخل عقولهم فقط أو مجرد حبر على ورق بل ندفع بهم لتقديمها كمنتج ولو صغير فهكذا سنضمن أن مواهبهم ستفيد المجتمع والوطن عندما نجدهم في المستقبل كتابا ومفكرين ومؤرخين ومستكشفين في مختلف الحقول العلمية والتكنولوجية وحتى الرقمية بمنتجات ملموسة تحقق النفع للجميع وبهذا نجعل مسابقاتنا أكثر عملية وهنا لا أنسى أن أنوه بوجود ضرورة ملحة لإحداث تغيير في طريقة تنظيمنا لهذه المنافسات والمسابقات بجامعاتنا بحيث أرى أنه بالإمكان جعلها أكثر عصرية ونجاعة فنحن للأسف ما نزال نتبع الطرق القديمة التقليدية في تنظيمها إن العمل الكبير الذي نقوم به على مستوى الإقامة في هذا الصدد جعل من ثقافة التنافس والابتكار ثقافة ملازمة للطلاب في مختلف المسابقات التي ننظمها وأعتقد أن التحدي القائم حاليا بالنسبة لنا كما ذكرت هو محاولة جعل هذه المنافسات والمسابقات أكثر مواكبة للطفرة العلمية والفكرية والتكنولوجية الحاصلة في العالم هناك مسابقات ومنافسات ننظمها داخل الإقامة فقط وهناك أخرى تنظمها مديرية الخدمات بين مختلف الإقامات وهناك مسابقات ذات طابع وطني وقد نشارك أحيانا خارج الوطن خاصة في الدول العربية المجاورة خلال المهرجانات الطلابية. تضيف محدثتنا: نحن نثمّن اهتمامكم اليوم بإقامتنا لأنه يوجد تقصير كبير من جانب الإعلام المحلي والوطني في نقل وتغطية هذا الزخم الثقافي والإبداعي الذي تعيشه الإقامات الجامعية وبالمناسبة أنتم مدعوون لحضور تظاهرة تخص رسم الكاريكاتير تحتضنها إقامتنا عين الباي 06 في الأيام القليلة القادمة. طلبة يبحثون عمّا يميزهم داخل الإقامات (بهلول ضاوي) اختار أن يحمل على عاتقه مهمة توثيق مختلف النشاطات التي تقوم بها الإقامة والأحداث اليومية فيها يحب أن يعبر بطريقته ويعيد الكتابة بأسلوب مختلف عن الآخرين شعاره جمال الصورة وأداته الآلة الفوتوغرافية بهذه الطريقة يريد الطالب (ضاوي) أن يخوض غمار الحياة في الإقامة الجامعية ويدرك كنهها الخاص ويسبر أغوارها المشرقة.. مسلحا بالعزيمة والحيوية والحس لتوثيق كل ما يمكن أن تكون له قيمة راقية وذات معنى فكانت الكاميرا عبارة عن زاوية مختلفة يمكن لنا أن نتعرف من خلالها على هذا المجتمع القائم بحد ذاته إنه المجتمع الطلابي النشط والمفعم بالحياة.. وأكد الطالب المصور مختلف الأنشطة الرياضية والثقافية والعلمية والمحاضرات.. كان حاضرا ليصور تدشين وافتتاح قاعتي الانترنت وكمال الأجسام التقط صورا للإقامة تغطيها الثلوج واهتم بإعلام زملائه بما يحدث خلال أيام المهرجان الوطني للمعلوماتية الذي أقيم مؤخرا بقصر الثقافة مالك حداد في قسنطينة.. يقول هذا الطالب المتميز: لقد تلقيت تكوينا في التصوير الفوتوغرافي في مدينتي تبسة أعتقد كل شيء يمر بسرعة وأنا أصور تلك اللحظات الجميلة وأحتجزها للأبد حتى لا تهرب ولا تضيع توثيق ما يحدث في إقامتنا عبر الصورة يهدف أساسا إلى تعميم الفائدة خاصة بين الطلاب مثل توثيق المحاضرات أو تصوير طلبة متطوعين قاموا بحملة تشجير وغيرها من الصور التي يمكن لها أن تحقق الفائدة والنفع... مبادرات التشجير... اهتمام آخر للطلبة بمبادرة خاصة قام مجموعة من طلبة الإقامة عين الباي 06 بالتعاون مع العمال بحملة تشجير وتنظيف للمحيط وشعارهم (من أجل إقامة أجمل وأنظف) غرس (سيف الدين الوالي) وزملائه عددا من الشجيرات في عملية تعتبر تدريبا فعليا في مجال البيئة ويرى مسؤول الصيانة بالإقامة (جلال الأمين) المدعو (عادل) أن هذه المبادرة التي شارك فيها الطلبة تدل على تميزهم وتمتعهم بقدر كافي من الثقافة البيئية والحس التنظيمي والوعي بالمسؤوليات. مواهب ومهارات خلف أسوار الإقامة هذا وأبان كثير من الطلبة عن مهارات فكرية ورياضية عالية ذات مستوى وقيمة تميز بعض الطلبة في منافسات الشطرنج وآخرون في الرياضة كما يقول أحد أعضاء فريق كرة القدم المثالي للإقامة: خلقت لنا الإقامة الجامعية جوا ملائما يساعدنا على الدراسة والتحصيل وأيضا هي أعطتنا المساحة التي نحتاجها لإبراز مختلف مواهبنا والقيام بهواياتنا فهي تشكل عالمنا الخاص الذي نبدع فيه في فريقنا يمكنك أن تجد لاعبين مميزين جدا وأتمنى لو أن المنافسات الرياضية تحظى بقدر أكبر من الاهتمام في جامعاتنا ولو أخذنا التجربة الأمريكية كمثال في هذا المجال لوجدنا أن أبرز نجوم كرة القدم الأمريكية أو نجوم كرة السلة كانوا طلبة ينشطون داخل نوادي رياضية جامعية وحتى ثانوية. بعيدا عن الرياضة تنافس مجموعة من الطلبة في مسابقة (الماهر بتجويد القرآن وحفظه) حاول كل منهم التميز بحنجرته وصوته وأداء التلاوة بأحكامها في مسابقة هي أصلا عنوان للتميز أُختتمت بمحاضرة للشيخ شعيب قسوم تحت عنوان (فأصبحتم بنعمته إخوانا) تكلم فيها الشيخ عن الدين وأخلاق الرسول الكريم والصحابة والتابعين وحث الطلبة على التمسك بقيم الإسلام من أخوة وأخلاق وصفح وعفو في جو من الخشوع والسكينة ارتاح فيه الجميع. حس وطني.. أخلاق عالية وتعاون دائما هناك تفاصيل صغيرة في حياتنا قد لا نلقي لها بالا ونحسبها عادية جدا لكنها في الحقيقة تكشف قيما ومعاني كبيرة تختفي بين طياتها وفي خلال رحلتنا داخل الإقامة عين الباي 06 التقينا فيها بالجميع طلبة وموظفين وعمالا لمسنا أشياء جميلة كالوطنية والوعي والأخلاق والتحضر والتعاون يروي لنا مسؤول الإطعام بالإقامة (بوساحة فارس) كيف يلتف الطلبة داخل المطعم حول شاشة التلفاز انتظارا لمباراة المنتخب الوطني في منافسات كأس الأمم الإفريقية التفاف عجيب لا يفسر سوى بحب الوطن الكامن في دواخلهم وطنية تكشفها انفعالاتهم مع كل لقطة بعضهم كان يحمل العلم الوطني بين يديه ولا حاجة لوصف حزنهم الشديد عند خروج المنتخب من المنافسة فبالنسبة لهم الخروج كان يعني أن الراية الوطنية لن تكون ممثلة في الدور المقبل عكس الدول المتأهلة هذه الوطنية تظهر أيضا بشكل عفوي في الأعياد الوطنية أين يندمج الطلبة خلالها في نشاطات ثقافية ورياضية مكثفة على غرار الفاتح من نوفمبر أين اصطف الطلبة ليلا لرفع العلم وترديد النشيد الوطني في جو من الفرح والبهجة.. في هذا المجتمع الطلابي الجميع يلقي التحية والتعاون هو شعارهم فالموظفون والعمال لا يدخرون أدنى جهد لمساعدة الطلبة في مختلف انشغالاتهم كما يساعد الطلبة بعضهم بعضا فقد تقرأ وأنت تدخل المطعم أو النادي إعلانا لطالب ما وهو يعلن عن إيجاد مبلغ من المال فقده صاحبه أو هاتف ضائع ويسجل صاحب الإعلان رقم هاتفه وغرفته حتى يستطيع صاحب الشيء الضائع استرجاعه ومثل هذه التفاصيل الصغيرة إن دلت على شيء فإنها تدل على أمانة الطالب الجزائري ومستوى تحضره وأخلاقه. أشكال التعاون داخل الإقامة كثيرة خاصة التعاون القائم على تنمية المهارات الشخصية العلمية والرياضية للطالب من خلال النشاطات المختلفة بما فيها النوادي حيث تعتبر هذه الأخيرة عبارة عن حاضنة لنشاط الطلبة وهي مركز إشعاع ثقافي وعلمي وفني ورياضي يتواصلون من خلالها مع رواد هذه النشاطات داخل الإقامة وخارجها ما يمكنهم من إثراء معارفهم وتغذية مواهبهم والنوادي هي التي تبرز تميز الطالب كل في مجال نشاطه وتمنحه فرصة لتطوير قدراته ومهاراته عبر تبادل الخبرات مع زملائه في نفس النادي الذي تبقى أهم ميزة فيه تعاون أعضاءه لتحسين مستواهم العلمي الثقافي والرياضي والإقامة الجامعية عين الباي 06 كغيرها من الإقامات تعمل على استحداث نوادي كل سنة مثل النادي العلمي والنادي الأدبي.. الإقامة شعاع علمي للطلبة الناجحين لقد كان للإقامات الجامعية منذ الاستقلال فضل كبير ورئيسي في زيادة عدد الشباب الجامعي المتعلم وأكيد أنه كان سيستحيل تخرّج هذا الكم الهائل من الطلاب والطالبات خلال عقود مضت لولا الإقامة التي تعتبر من مكتسبات مجانية التعليم في بلادنا وهذا ما لا يوجد حتى في أغلب الدول المتقدمة التي تسير جامعاتها بمنطق الشركات فيكون التعليم الجامعي حكرا على الأغنياء فقط في حين يعجز أغلب شبابهم من البسطاء عن دفع الأقساط الجامعية! بينما في الجزائر تجد أن الأسرة الواحدة قد يتخرج أبناؤها الأربعة أو الخمسة وربما أكثر من الجامعة بفضل مجانية التعليم وتوفر الإقامات الجامعية وهنا وجب الإشارة إلى أن دور الإقامة الجامعية لا يقل أهمية عن دور الكلية في تحسين المستوى التعليمي للطلبة وطريقنا لتحسين جودة التعليم العالي لا بد وأنه يعتمد أيضا على المضي قدما في تحسين الخدمات التي يتحصل عليها الطالب داخل الإقامة وعلينا أن ندرك جيدا أنه إذا كانت الكلية أو المعهد تمنح الطالب الزاد الأكاديمي فان الإقامة الجامعية هي ما يعطينا طلبة بشخصية مبدعة وموهوبة وناجحة تربويا تحترم المجتمع ومستعدة لنفعه.