** عندما كنت في السابعة عشرة من العمر خُطِبت لابن خالتي، مع العلم أني كنت أحبه حتى من قبل خطبتنا، فطالت الخطبة خمس سنوات، كما أنني ارتكبت أخطاء لم أتصور أني أرتكبها في يوم من الأيام، لأني والله رباني والداي أحسن تربية، إلا أنني ضربت بكل هذا عرض الحائط، إلا أنني ندمت إلى درجة الاكتئاب، وهذا ناتج من ابتعادي عن الله· والأمَر من هذا اكتشفت أن ابن خالتي إنسان كاذب ومنافق بعد هذه السنين، كما أن له اعتقادات غير سليمة في الدين· أما الآن فلقد ابتعدت عنه لكنه ما زال يهددني بالقتل، مع العلم أنه خطبني شخص آخر متدين وخلوق، ولا أعرف ماذا أفعل؟ هل أخبر هذا الشخص عن أخطائي، لأني أحس أنني أخدعه إن لم أقل له· أفيدوني مأجورين· * أختي السائلة الكريمة: العجب كل العجب أن تكوني قوية وفي موقف قوة وتحاولين الضعف، لا شك أن ما تتعرضين له الآن، وما كان منك سابقا نزغة من نزغات الشيطان· وكما تعلمين فكيد الشيطان ضعيف فكوني قوية· لقد حدث لي انزعاج من شيئين: 1 . ما حدث بينك وبين خطيبك السابق، والحق أن تعلمي أن الخطوبة فترة لكشف الأخلاق وليس لكشف العورات· 2 . سلوك هذا الخطيب السابق معكِ الآن مما يثبت نفسية عدوانية لا تحب الخير للغير· ولذا فإني أنصحكِ بالآتي، وأوجه لكِ خواطر سريعة لعل الله ينفعك بها: أولاً: اعلمي أن البعد عن الله يسبِّب الاكتئاب بلا شك· ثانياً: ما علمتيه من صفات الخطيب السابق يجب أن يفرحك، وأن يكشف لك مدى رحمة الله بك وأنكِ لم تقعي في الزواج بهذا الشاب، فما فيه من صفات مذمومة يجب ألا تندمي عليه· ثالثاً: يلزمك تحديدُ الهدف من الزواج، والصفات التي تريدينها بما يتوافق مع الدين والخلق الفاضل· رابعاً: بالنسبة للتهديد بالقتل، فأعلمي أهلك بذلك، ولا تنجرفي وراء رغباته ونزواته فقد يجرك إلى ما فيه هلاكك وضياعك فعلا· وإن لزم الأمر لعمل محضر بعدم التعدي أو عمل تعهد بقسم الشرطة فلا بأس· خامساً: أعلمي خطيبك الجديد _طالما تأكدتِ منه ومن أخلاقه- أن يسارع بالزواج· سادساً: بالنسبة لما سبق بينكِ وبين خطيبك السابق، فطمئني نفسك بأن الخطيب السابق لن يستطيع عمل أي شيء ولا يهددكِ بشيء ولو كان كلاما، ولا تتفاوضي معه مهما كانت الظروف· - ولو رأيتِ أنكِ مستورة _مما سبق- فلا تفضحي نفسك، ولا تهتكي ستر الله عليكِ· - أما لو رأيتِ أن ما فات سينكشف، فتكلمي بينك وبين خطيبك سرا، وأعلميه بطرف من الأمر، وصارحيه بأسلوبٍ لطيف مؤدب هادئ وتعلميه بما حدث، حتى تكون الثقة موجودة بينك وبينه، ولو كان شابا صالحا فاهما للأمر لتفهم الموضوع معكِ· ثم إني أوصيكِ وأنصحكِ وأنت الإنسانة الضعيفة بأن ترفعي رأسك إلى السماء، فهناك رب لا يضيع عنده شيء، ولا يضيع من التجأ إليه· الجئي إلى الله، واقرئي القرآن، وحافظي على الأذكار، وثقي بالله وصاحبي الصحبة الصالحة، ومن أرادك بسوء فاعلمي أنه لن يكون إلا ما قدر الله لكِ· يوفقك الله ويسترك ويزوجك قريبا·