ينتشر الباعة الفوضويون في الطرقات والشوارع، بعضهم دفعهم الفقر والحاجة الى العمل بتلك الطريقة واخرون راحوا يستغلون الوضع، بل ويقومون بابشع من ذلك، من احتكار للسلع تجعل المواطنين يشترونها بضعف سعرها الاصلي، مثل باعة الخبز الذين يبسطون سللهم في كل مكان. مصطفى مهدي اضافة الى ان ذلك الخبز الذي يبdعه المواطنون على الطرقات، يشكل خطرا كبيرا على صحة المواطنين، فان بعض هؤلاء الباعة يقومون بشرائه من المخابز، بثمن عشرة دنانير ويبيعونه للمواطنين خمسة عشر دينارا، ليس هذا فحسب، ولكنهم يعمدون الى شراء كل الكميات المتواجدة في المخابز حتى اذا ما ذهب اليها المواطن لا يجد شيئا يشتريه، ويضطر حينها الى ان يتجه الى هؤلاء الباعة الفوضويين، وهو الامر الذي يجعلهم يربحون بسرعة، واي ربح؟. هذا ما لاحظناه ونحن نمر بساحة الساعات الثلاثة بباب الواد، الخامسة مساء ولكن الخبز كله من نفذ من المخابز، ولم يتبق الا الخبز الذي يبيعه بعض الشباب على قارعة الطريق، اما الثمن فكان خمسة عشر دينارا، وهو الذي سبب استياء لدى المواطنين، خاصة وانهم تفطنوا الى تلك الحيل، يقول لنا بوعلام: "عادة ما نجد الخبز يباع في المخابز بشكل طبيعي هذا الوقت، ولكننا منذ فترة لم نعد نعثر عليه، والسبب ان هؤلاء الباعة يحتكرون الخبز، ويبعونه لنا بخمسة عشر دينارا، وهو الامر الذي يعتبر استغلالا، حتى ان بيع المخابز في السلال صار منذ مدة تجارة رابحة بين الشباب البطال، وهو امر غريب، أي انه لا يلجأ اليه الا المواطنين الذين هم فعلا في حاجة الى النقود، ولكن حتى اخرون يشتغلون في النهار، ولكن ياتون ليعملوا في المساء في بيع الخبز، وكيف لا يفعلون وقد صاروا يربحون خمسة دنانير كاملة في الخبزة الواحدة، وهو مبلغ كبير، ومن يفعل ذلك لا يمكن ان نقول عنه الا انه جشع" اما رضوان فقد قال لنا من جهته ان الامر صار لا يُطاق، ولا يمكن احتماله ابدا، ويضيف: "ان المخابز متفقون معهم على هذه الطريقة، فهم يريدون ان يبيعوا سرعة، ويكون ذلك على حساب المواطن، فلا يكفينا ارتفاع سعر كل شيء، وحتى السكر الذي بلغ السقف، ليس هذا فحسب، ولكن حتى الخبز صرنا نشتريه بأسعار خيالية، ويجب ان يوضع حد لهذا، هناك شباب يبيعون عن حسن نية، واخرون يستغلون الاوضاع، وهذا امر معيب". ولكن يبدو ان عدوى الاحتكار وصلت الى اماكن اخرى مثل بن عكنون، والتي وقع فيها نفس الشيء احتكار للخبز جعل المواطنين يستاؤون، اما سامي، فهو بائع في التاسعة عشرة من العمر، قال لنا انه منذ زمن يشتري الخبز بكميات كبيرة ليعيد بيعه للمواطنين، ولا يفعل ذلك الا في ساعات المساء حيث لا يجد المواطنون الخبز وبالتالي يلجؤون اليه، ولكن لا يفعل هذا، يقول لنا، بسوء نية، فهو يتاجر فقط، ويبحث عن رزقه، خاصة وانه لا يكاد يجد عملا اخر".