شيعة.. قاديانية.. قرآنيون.. تنصير.. وهابية هل أصبح المجتمع الجزائري سهل الاختراق؟ عندما يفقد الجسم المناعة يصبح سهل المنال والاختراق تعصف به الأمراض المختلفة وتنهكه حتى الإصابات البسيطة فلا يقوى على التصدي لها ولا تُجدي فيه الأدوية المعتادة إذا كان يتلقى العلاج فكيف إذا اجتمع مع انتفاء المناعة فقدانُ الطبيب الماهر والدواء الفعال؟ أليس هذا حال مجتمعنا بعد عقود من التغريب القهري والتسلط العلماني الاستئصالي الذي طال إفسادُه الحياة الثقافية والاجتماعية؟ ما بقي كلام عن ثوابت وطنية ولا بقيت لنا مرجعية حضارية جامعة بل صرنا عرضة لتحريف منهجي للإنسان والمجتمع صادر عن تخطيط دقيق يهدف إلى إنشاء جيل هجين لا دين له ولا لغة ولا معالم ولا حصانة نفسية ولا مستوى علمي رفيع بهذا يسهل تغريبه وفرنسته والتحكم فيه من طرف النخبة العلمانية المستحوذة على الاقتصاد والإعلام ووسائل التوجيه ويكفي أن ننظر إلى الإصلاح الذي طال المنظومة التربوية لنقف على رجاحة هذا الرأي فقد تمّ قطع الصلة بالقرآن والسنة والأخلاق الفاضلة والخلفية العربية الإسلامية ليحلّ محلها الفكر المادي ونظرية داروين والإباحية منذ برنامج المستوى الابتدائي. في هذا الجوّ المشحون بالتغريب والتجهيل وتجفيف منابع التدين وجدت الدعوات الهدامة موطأ قدم لم تكن تحلم به حين كان الجسم محصّنا والمناعة متوفرة حتى في عهد الاحتلال الفرنسي هجم علينا التشيّع تموّله إيران والوهابية بمباركة البترودولار والقاديانية المنبوذة في منبتها في شبه القارة الهندية وعاد الاستشراق عبر خرافة سمّاها القرآنيين وخلت الساحة للتنصير بمباركة شبه علنية من أوساط سياسية وإعلامية معروفة تعمل على إنشاء ضرّات للإسلام والعربية كي تقع البلاد في النهاية تحت الوصاية العلنية لما يُسمّى المجتمع الدولي وفرنسا بالذات. إن هذا ليس تهويلا ولا رجما بالغيب ولا تشاؤما لكنه مع الأسف الواقع الماثل للعيان والمستقبل كما يخططون له. هنا تبدو جريمة شغل الشباب بهذه الدعوات الوافدة الشريرة ليهدر فيها طاقته وأوقاته فتخلو الساحة لمن يخططون ويسجلون النقاط ويكسبون الجولات الواحدة تلو الأخرى أجل إنها لجريمة أن يشتغل الشباب في هذه الظروف الشديدة على الأمة بالجدل العقيم في مسائل تاريخية والخروج على إجماع الأمة والانتقال إلى سبّ الصحابة ولعن البخاري ومسلم والزعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس آخر الأنبياء وتعليق الصليب وتبلغ المأساة مداها حين ينخرط أئمة ودعاة في الموجة بالردود والتهارش بدل الاشتغال بإعداد البديل الذي يقينا الشرور فهم أيضا ينحازون بحسن نية إلى الجدل ويتركون العمل.