بعد التفاقم الكبير للمرض في الجزائر دعوة إلى تعميم فتح مراكز التكفل بأطفال التوحد دعا أطباء وأخصائيون في مجال التكفل بمرض التوحد لدى الأطفال بالعاصمة إلى ضرورة تعميم فتح مراكز مختصة على المستوى الوطني والتشخيص المبكر للمرض للتكفل الأنجع وأكد البروفيسور ثابتي مجيد رئيس اللجنة العلمية القطاعية لصحة الأطفال المتمدرسين على مستوى اللجنة الولائية للتكفل بالآفات الاجتماعية خلال افتتاح أشغال المنتدى التكويني الخاص بالأطفال المصابين بالتوحد المنظم من طرف المجلس الشعبي الولائي للجزائر على ضرورة فتح مراكز للتكفل بالأطفال مرضى التوحد على المستوى الوطني خاصة أمام ارتفاع حالات الإصابة على المستوى الوطني وهو ما خلق كما قال ضغطا كبيرا على مستوى هياكل العاصمة الخاصة بالفئة. وثمن في ذات السياق افتتاح دار الطفولة ببن عكنون كمركز نموذجي يستوفي كل المعايير الدولية للتكفل بمرضى التوحد. وأشار في ذات الصدد إلى أن حوالي 120 طبيب مختص وعام وأخصائي نفسي وعقلي وممرضين سيستفيدون على مدار 3 أيام من الورشات التكوينية التي تؤطرها الدكتورة المختصة ماحي كريمة في مجال التكفل بالأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد وذلك للاطلاع على أحدث المناهج والوسائل وتقنيات التشخيص لهذا المرض الذي أصبح ظاهرة تتفاقم كل سنة ولابد من الانتباه لها. وأضاف أن ما بين 400 و500 طفل مصاب بالتوحد ينتظر التشخيص الخاص بالتوحد بالعاصمة وأكد أنه تم تخصيص وحدة للكشف والتشخيص المبكر للتوحد بدار الطفولة ببن عكنون التي افتتحت منذ فترة هي فضاء مفتوح أمام جميع المصابين سواء من العاصمة أو باقي الولايات وأمام الجمعيات وقدرت الدكتورة ماحي كريمة وهي من الكفاءات الجزائرية التي تقيم بفرنسا عدد حالات الإصابة بالتوحد على المستوى الوطني ب 400.000 حالة وذلك استنادا على معايير ومؤشرات مراكز البحث العالمية المتخصصة في التوحد التي تؤكد تسجيل إصابة واحدة بالتوحد لدى الأطفال من بين 100 شخص. وأكدت المختصة التي تشرف على الدورة التكوينية التي تدوم 3 أيام (17 -19 أفريل الجاري) بدار الطفولة ببن عكنون أهمية التشخيص المبكر لمرض التوحد وتناولت بالتحليل أعراض وأنواع ومستويات الإصابة بالتوحد لدى الأطفال وخصوصيات كل حالة وكذا أحدث طرائق البحث العلمي والجهود في أرقى المراكز العلمية لإيجاد أساليب التكفل بالأطفال من مرضى التوحد خاصة أمام معاناة الأولياء مشيرة إلى أن التوحد مرض عصبي قد يقترن بأمراض أخرى يعقد من تشخيصه المبكر ويصيب الذكور بنسبة أعلى من الإناث. وأبرز من جهته مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببوزريعة الدكتور قندوز علي أن ولاية الجزائر تتوفر على هياكل عديدة للتكفل بالأطفال مرضى التوحد على غرار مستشفى النهار لأمراض التوحد بالشراقة ودار الطفولة للتوحد والأمراض النادرة ببين عكنون. ولفت إلى أن الهياكل وحدها لا تكفي فلابد أن ترافق بدورات تكوينية لفائدة المؤطرين والمختصين في الطب النفسي والعقلي للتكفل الشامل بفئة مرضى التوحد. وبالمقابل أشار محمد الطاهر ديلمي رئيس اللجنة القطاعية الولائية لمكافحة الآفات الاجتماعية إلى أنه خلال الدخول المدرسي 2016/2017 تم على مستوى ولاية الجزائر تسجيل 1400 من ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن قائمة الانتظار مؤكدا أن الجميع معني بظاهرة التوحد سواء سلطات محلية وولائية وجمعيات المجتمع مدني وغيرها ودعا بالمناسبة إلى فتح مناصب مالية وعددها لا يتجاوز 500 على المستوى الوطني لفائدة المختصين النفسانيين المكلفين بالأطفال المصابين بالتوحد وذوي الاحتياجات الخاصة المتمدرسين عبر مختلف المؤسسات التربوية.