دخلت ورشة صناعة المكانس بحي سيبوس ببلدية الشط الطارف والقريبة من إقليم ولاية عنابة والتي استحدثت في إطار مشروع ممول ضمن جهاز الصندوق الوطني للتأمين على البطالة "كناك" عامها الخامس من النشاط المنتج ليبرهن من خلالها صاحب الورشة بأن العمل يولد الثروة وأن المشروع الحامل لفكرة لا يمكنه إلا أن يثمر· وإيمانا منه بأهمية وسخاء الأجهزة التي تسخرها السلطات العمومية لدعم التشغيل وتشجيع الشباب وحاملي المشاريع على استحداث النشاطات كان السيد رحال إبراهيم صاحب حرفة صناعة المكانس التقليدية سباقا لبلورة مشروع استحداث ورشة عصرية لإنتاج المكانس وتصور آفاق ترقية هذا النشاط المنتج· ولأن الفكرة كانت وقتها ناضجة والعمل حليف صاحب المشروع استعان السيد رحال 44 سنة بآلية الدعم التي يوفرها جهاز الصندوق الوطني للتأمين على البطالة لتجسيد مشروعه الذي رأى النور سنة 2006 تحت اسم "مكانس النمر"· وبعد أن تحصل على آلة عصرية لصناعة سبعة أنواع من المكانس المنزلية ممولة بفضل القرض البنكي الذي تحصل عليه ضمن آلية "كناك" والذي لم يتعد ال3 ملايين دينار انطلق السيد رحال في العمل وكله إرادة لبعث وترقية الحرفة التي توارثها أبا عن جد· وتشغل ورشته التي تحظى اليوم بسمعة متميزة في السوق الوطنية لما لها من زبائن في الوسط الاقتصادي على غرار مؤسسات صناعة الجرارات بقسنطينة ومصنع أرسلور ميطال بالحجار (عنابة) وغيرها من المؤسسات الاقتصادية التي تستعمل المكانس التقليدية لتنظيف الورشات الصناعية إضافة إلى زبائنها من تجار الجملة لتوزيع المكانس المنزلية بكل من عنابة والطارف وسوق أهراس وقالمة وقسنطينة وبسكرة ووهران والجزائر العاصمة· وتنتج ورشة صناعة المكانس التي فتحها السيد رحال بمرآب منزله الخاص لتشغل اليوم 5 عمال دائمين بالإضافة إلى 10 عمال موسميين حوالي 1.100 علبة من المكانس يوميا تتسع الواحدة ل 25 مكنسة تتباين أنواعها وأحجامها من مكانس التنظيف إلى مكانس إزالة الغبار وفرشاة التنظيف المنزلي التي تصنع بألياف مستوردة من إيطاليا إلى جانب المكانس التقليدية التي تصنع يدويا باستعمال مادة الحلفاء· وبعد أن تبوأ مكانة مرجعية في سوق المكانس على الصعيد الوطني يطمح السيد رحال الذي يعمل أيضا على تلقين حرفة صناعة المكانس التقليدية إلى أبنائه والشباب الراغبين في اكتساب الحرفة إلى توسيع الورشة· ويعتزم في هذا الإطار ضبط مشروع ثاني لاقتناء معدات عصرية وتجهيزات حديثة لصناعة المكانس وتحويل البلاستيك· ومن شأن هذا المشروع الذي يطمح إلى تجسيده بفضل آليات الدعم المتاحة لاستحداث 15 منصب عمل دائم إضافي· وفي الوقت الذي لا يزال فيه تردد الشباب على بعث مشاريع بقطاعات منتجة يبدو جليا بالنظر إلى تهافت أغلبيتهم على أنشطة الخدمات وفي مقدمتها النقل فإن السيد رحال يؤكد بأن نجاح المشروع المدعم ضمن أجهزة استحداث النشاطات يبقى مرهونا بشرطي الانضباط في العمل واحترام تعهدات تسديد القروض وفى آجالها· يذكر أن جهاز الصندوق الوطني للتأمين على البطالة ساهم منذ استحداثه سنة 2005 في استحداث أزيد من 1.500 مؤسسة مصغرة عبر إقليم ولاية عنابة· وسجل قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة خلال السنة المنصرمة 2010 استحداث 7.438 مؤسسة مصغرة ضمن مختلف آليات دعم التشغيل "كناك" و"أنساج" و"أنجام" من بينها 1.100 مؤسسة في نشاطات النقل·