** ما حكم أثر بذل المال في القلوب وأثر الشح على صاحبه؟ * يجيب الشيخ عادل أحمد سالمان: إن لكل قلب مفتاحا والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان· والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله في النار" كما في البخاري· صفوان ابن أمية فر يوم فتح مكة خوفا من المسلمين بعد أن استنفد كل جهوده في الصد عن الإسلام والكيد والتآمر لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيعطيه الرسول صلى الله عليه وسلم الأمان ويرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب منه أن يمهله شهرين للدخول في الإسلام· فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لك تسير أربعة أشهر· وخرج من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين والطائف كافرا· وبعد حصار الطائف وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر في الغنائم يرى صفوان يطيل النظر إلى واد قد امتلأ نعما وشاء ورعاء· فجعل عليه الصلاة والسلام يرمقه ثم قال له: يعجبك هذا يا أبا وهب؟ قال نعم· قال له النبي صلى الله عليه وسلم: هو لك وما فيه· فقال صفوان عندها: ما طابت نفسُ أحدٍ بمثل هذا إلا نفس نبيّ· أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبدُه ورسوله· لقد استطاع الحبيب صلى الله عليه وسلم بهذه اللمسات وبهذا التعامل العجيب أن يصل إلى هذا القلب بعد أن عرف مفتاحه· فلماذا هذا الشح والبخل؟ ولماذا هذا الإمساك العجيب عند البعض من الناس؟ حتى كأنه يرى الفقر بين عينيه كلما همَّ بالجود والكرم والإنفاق·