اعترف مصريون أحرار أن الجزائر صفعت مصر دبلوماسيا بعد الأحداث التي أعقبت مباراة أم درمان الفاصلة بين الفريقين، وزادتهم اليوم صفعة حين سجل التاريخ وبكل فخر، أن سفينة الجزائر المتوجهة من بلد المليون ونصف المليون شهيد إلى بلد المليون ونصف المليون محاصَر هي أكبر السفن في القافلة، الأمر الذي يثبت وقوف الجزائر إلى جانب هذا الشعب المستضعَف في وقت نفض النظام المصري يديه من القضية، بل وقف إلى جانب أعداء الأمة في عدوانهم الغاشم على قطاع غزة. وقال مصريون عبر شبكة الأنترنيت: »يبدو أننا في ظل الأزمة الأخيرة مع الجزائر قد تناسينا أن هناك اهتمامات أخرى يضعها الشعب الجزائري في سلّم أولوياته غير اللعب في كأس العالم، سيذكر التاريخ بمنتهى الفخر حالة الاستنفار العامة التي قام بها الجزائريون، لتجهيز أكبر سفينة في أسطول الحرية لرفع الحصار عن غزة، وتقديمها هدية من بلد المليون ونصف المليون شهيد إلى بلد المليون ونصف المليون محاصَر«. وأضافوا أنه »لا صوت يعلو الآن على صوت أولئك الأبطال، الذين قرروا فك الحصار عن غزة، جنسياتهم مختلفة ودياناتهم متعددة، ولا يجمعهم سوى إيمانهم بعدالة القضية التي يقاتلون من أجلها، لا صوت يعلو على صوت الآلاف من المودعين في الموانئ التركية، صوت التهليل والتكبير«. ووصف أحدهم موقف الجزائر البلد العربي الوحيد في القافلة إضافة إلى دولة الكويت بموقف »الشرف« والموقف المشرف، على اعتبار أن الجزائر أثبتت بما لا يدع أي مجال للشك، أن خطاباتها ومواقفها تجاه القضايا التحررية العادلة لم تكن مجرد شعارات رنانة تتشدق بها في المحافل الدولية، على غرار ما تفعله الكثير من الدول العربية، وعلى رأسهم مصر ونظامها. ودعا آخر إلى الاقتداء بالشعب الجزائري في دعم القضية الفلسطينية العادلة، حين قال مخاطبا مصريا آخر: »دعك الآن من الدور الرسمي المصري الذي اكتفى بموقف المتفرج من كل ما يحدث، فضلاً عن المشاركة الرمزية لاثنين من نواب الإخوان في مجلس الشعب مع أسطول الحرية، ولكني الآن أتحدث عن الشعب المصري وتفاعله مع القضية، أتحدث عن الحركات المؤثرة في المجتمع ودورها، أتحدث إلى كل مصري يتعاطف مع قضية الشعب الفلسطيني والحصار الظالم على أهل غزة، تعاطفكم وحده لم يعد يكفي، النيات الحسنة والخطب الرنانة ليس لها مكان، فقد ضرب الآخرون لنا الدرس في كيفية تحقيق الأهداف«. وذكر الدكتور محمد سعد أبو العزم في صحيفة »المصريون« الإلكترونية، أن السفينة الجزائرية هي الأكبر في الأسطول بحمولة تفوق 4400 طن، وبوفد رسمي وشعبي يضم 33 عضوًا، يرأسهم الدكتور مقري عبد الرزاق نائب رئيس حركة مجتمع السلم. كما تضم ممثلين عن حزب جبهة التحرير الوطني وحركة النهضة وحركة الإصلاح، ما تتميز به القافلة الجزائرية عن غيرها، أن المساهم الأول في تجهيزها هو الشعب الجزائري، الذي ساهم جميع أبنائه كل على قدر استطاعته لتجميع هذا المبلغ الضخم، كما أن هذه السفينة ستكون وقفًا لأهالي غزة يسيّرونها كيفما شاءوا في المستقبل، وهو الأمر الذي يحدث لأول مرة. للإشارة، ستكون من بين الهدايا التي ستصل إلى غزة من الجزائر كتاب القيادي في حماس محمود الزهار الذي صدر مؤخرًا بالجزائر تحت عنوان (لا مستقبل بين الأمم)، والذي نشرته الجزائر في الوقت الذي رفضت كل الدول العربية نشره، وهو الكتاب الذي جاء ردًا على كتاب بنيامين نتنياهو (لا مكان تحت الشمس)، ليؤكد الجزائريون بذلك أصالتهم عندما حملوا أكفانهم على أيديهم. وأعلن أعضاء القافلة جميعًا أنهم مستعدون للشهادة في سبيل الله ومن أجل إيصال المساعدات، ويبقى في بالهم دومًا أنهم يكمّلون ما بدأه الرئيس الراحل هواري بومدين حين قال: »نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة«.