نتيجة إبراز الفوارق الاجتماعية الفايسبوك طريق للاكتئاب والأمراض النفسية أدّى التطوُّر المُتواصل في وسائل الاتصال والإعلام الحديث إلى إحداث ثَورة حقيقيّة في التقدّم العلمي الذي أدّى إلى حدوث تَغيُّرات جوهريّة شملت جميع مجالات الحياة فقد ظهرت آثار هذه التغيّرات على الجماعات والأفراد سواء على المستوى المحلي أم العالمي تاركةً خلفها ظواهر جديدة وتأثيرات مباشرة أدّت لوجودِ العَديد من المُشكلات الحياتيّة. خ.نسيمة /ق.م كان لشَبكات التواصل الاجتماعي أثرها ودورها في هذا التطور فهي جزءٌ أساسيٌّ من حَياة الإنسان اليومية ومن جانب آخر فإنّ هذه الوسائل جعلت العالم أصغر حيث ساهمت في إحداث نقلة نوعية في حياة الشعوب وأصبحت الوسيلة المؤثّرة على الفرد في جميع أحداث يومه ففتحت له الآفاقَ لمَعرفة العالم وجَعلته يَتعرّف على ثقافات جديدة وبلدان لم يزُرها أو من الصعب الوصول إليها مُتجاوزاً في ذلك الحدود الطبيعيّة التي تفصِل الأمم مُنطلِقاً إلى فضاءات جديدة لا تُقيّده القيود ولا تَحدّه الحُدود إلا أن الفايسبوك يحمل أثار سلبية قد تفوق تلك الإيجابية. الفايسبوك...مخاطر وأضرار للفيسبوك مخاطر وأضرار عَديدة يظهرُ أثرها على الفرد والمجتمع في جميع جوانب الحياة ومن هذه الأضرار التي يخلفها الفيسبوك على الأطفال أنه يُصبح الأطفال ضحايا لأؤلئك الأشخاص الذين يُمارسون تصرّفات عدوانيّة من خلال صفحاتهم على الفايسبوك وتَعرّض الأطفال للمُضايقة من قبل الزملاء أو التعدّي عليهم واستعمال الفيسبوك وسيلة للسّخرية والاستِهزاء من الآخرين. عدم التنبّؤ بالمَخاطر التي تُحيط بالطفل أو الحالة النفسية أو الانفعالية التي يَعيشها على عكس البيئة الطبيعيّة مثل بيئة المنزل أو بيئة المدرسة فإنّها تُعتبر من أفضل الوسائل في التنبؤ بالمخاطر التي تحدق بالطفل. الإفراط في استخدام الفيسبوك والتقنية الحديثة ممّا ينعكس بشكل سلبي على صحّة الأطفال والأفراد الذين في عُمر ما قبل المراهقة حيث إنّهم أكثر عرضةً للاضطرابات النفسية كالتوتر والاكتئاب والمعاناة في مواجهة المُشكلات المستقبلية الى جانب ضياع وقت الأطفال وهدره على تَصفُّح مواقع دون فائدة والحديث عن أمور لا فائدة منها. تفاقم مشكلات الحياة من دون أن ننسى أضرار الفايسبوك على البالغين بحيث تتفاقم مشكلات الحياة فالحياة الواقعية لا تخلو من مشكلات تواجه الأشخاص لكن بوجود الفيسبوك تتفاقم هذه المشكلات وتكثر الصراعات وتنتشر بنطاق واسع وسرعة أكبر فقد ينشر الشخص في لحظة غضب يعيشها أو لحظة اندفاع يشعر بها أمراً يصعب التراجع عنه فيشعر بكبرِ حجم المشكلة والحالة التي زادها سوءًا بتسرّعه ونشره أموراً كان من الأفضل عدم نشرها من دون ان ننسى نشر مستخدمي شبكات الإنترنت معلومات شخصية من شأنها الإضرار بهم وبأصدقائهم ومساعدة الغرباء في تحديد أماكنهم واستخدامها للتلاعب بهم وإلحاق الإساءة إلى سُمعتهم وعائلاتهم. إضاعة الوقت وهدره في الجلوس ساعات طويلة على صفحة الفيسبوك والذي يؤدّي إلى فقدان الشعور بالواقعية والعيش في العالم الافتراضي وعدم قدرة الشخص على الموازنة بين الأنشطة المختلفة والواجبات المكلّف بها في الجانب العملي والتزامات الأصدقاء في عالم الفيسبوك من دون ان ننسى مشاهدة واطّلاع المُستخدمين على محتوى غير لائق. وجود احتماليّة للتواصل غير اللائق مع الأشخاص والذي يؤدّي فيما بعد إلى تطوّر هذه العلاقات وخروجها على أرض الواقع. تشويه السمعة والإساءة إلى الآخرين نتيجة المشاركات اللفظية أو الصور أو مقاطع الفيديو التي توضع على الفايسبوك وتُعبّر عن الغَضَب. تظهر على مُستخدميه كثرة الاضطرابات النفسية كالهوس والجنوح نحو العدائيةِ والسلوكيات المُعادية للمجتمع. دفن المواهب الحقيقيّة لدى الفرد والأنشطة والهوايات فهو يقضي الساعات الطوال أمام الفيسبوك من غير ممارسة لأيّ نشاط على أرض الواقع فيقلّ إنتاجه وتقل مرونته الجسدية ويُصيبه الكسل والهُزال. اكتئاب وأضرار نفسية حادة حذرت دراسة جديدة من أن الفايسبوك يمكن أن يسبب الاكتئاب وقال فريق من الباحثين في جامعة هيوستن بولاية تكساس أن مدمني استخدام الفايسبوك يمكن أن يصابوا بأضرار نفسية حادة وأوضحت دراسة حديثة أن مدمني الفايسبوك يقارنون أوضاعهم الاجتماعية دائما بالنسبة إلى غيرهم وبالتالي يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب المزمن. أيضا عدم إعجاب الأصدقاء بالمحتويات التي ينشرها البعض يولّد نوعا من مشاعر الحزن وقال ماي لي ستيرز المؤلف الرئيسي للدراسة في جامعة هيوستن: من المهم أن ندرك أن معظم الناس يميلون إلى التفاخر على موقع الفيسبوك لذلك فهم يصورون أنفسهم دائما في أفضل الأحوال ولا يعرضون سوى الجوانب الجيدة فقط في حياتهم مخفين السيئة ومع ذلك فنحن لا ندرك أن هذا يحدث ونحن نحاول دائما أن نقارن أنفسنا بالآخرين بما حققوه وبما وصلوا إليه وسنشعر لا إراديا بأننا لا نعيش نفس الحياة الطيبة التي يتمتع بها أصدقاؤنا . وقام فريق الدراسة بملاحظة 154 مستخدما تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 42 عاما لمدة أسبوعين وكان موضوع الدراسة هو حياة المستخدمين اليومية على الفيسبوك وفي نهاية فترة الأسبوعين لاحظ الفريق ظهور علامات اكتئاب على المستخدمين فضلا عن انشغالهم بمستوى معين من المقارنة الاجتماعية وأظهرت نتائج الدراسة أن مستخدمي الفيسبوك في كثير من الأحيان يحكمون على أنفسهم من خلال المقارنة مع أصدقائهم ووجدوا أنهم أيضا يعانون من حالات نفسية سيئة. على وجه التحديد وجدوا أن معظمهم يعاني من مشاعر الحزن وعدم وجود أمل في المستقبل وكانوا أيضا يغضبون بسهولة وأوضح فريق البحث أنه على الرغم من حقيقة أن مستخدمي الفيسبوك يمكن أيضا أن يقارنوا أنفسهم بالأقل حظا منهم إلا أن الاستخدام المنتظم للفيسبوك يهبط بمزاجهم العام مما يولد حالة من تدني الاحترام للذات ومع الوقت يشعرون بالأسوأ.