بعضها مشتقة من مادة الأفيون المخدرة مسكنات الألم سموم تهدد صحة الجزائريين * تسبب أمراض القولون والصمم والإجهاض في ظل الضغوطات اليومية المتزايدة ووتيرة الحياة المتسارعة ونمط المعيشة السائدة يشتكي عدد كبير من الجزائريين من آلام الرأس والصداع بأنواعه العادي والنصفي هذا الى جانب ما قد نصاب به في العادة من الام مفاجئة كالزكام والرشح وضربات الشمس وارتفاع درجة الحرارة أو آلام الأسنان والمعدة وغير ذلك...كلها اسباب تدفعنا الى الجري نحو أقرب صيدلية لاقتناء علبة مسكن قد تهدىء قليلا من تلك الآلام دون أن نبحث في الحقيقة عن أسبابها. نسيمة خباجة قد يمضي الكثيرون سنوات يتناولون فيها هذه المسكنات فحسب دون أن يدركوا أنهم يتسببون لأنفسهم في أضرار اخرى أكبر وأخطر كل ذلك نتيجة التهاون والتكاسل في التوجه الى الطبيب عند أولى بوادر الألم والمرض. لكن ما يجب معرفته وادراكه تمام الإدراك هو أن الأدوية المسكنة وإن كانت من أكثر الأدوية انتشارا بين الناس إلا أن ما تجب الإشارة اليه هو أن مخاطرها اكبر بكثير مما قد يتصوره البعض مع العلم أن هنالك نوعين من الأدوية المسكنة المسكنات المخدرة والمسكنات غير المخدرة. مسكنات مخدرة مشتقة من الأفيون فالمسكنات المخدرة مشتقة من الأفيون وتعمل على وقف المنبّه المثير للألم عبر تأثيرها في الدماغ والحبل الشوكي وهي مسكنات قوية تنفع في كبح الآلام الناتجة من الإصابات الخطيرة والسرطان والأزمات القلبية والعمليات الجراحية. ومن بين الأدوية المسكنة المخدرة: المورفين والكودايين والديميرول وغيرها. ولا يجوز استعمال هذه الأدوية إلا بإشراف طبي لأن سوء استخدامها قد يسبب الإدمان ويجب تفادي استعمالها من جانب الحوامل والمرضعات وسائقي السيارات والذين يقومون بأعمال حساسة. أما المسكنات غير المخدرة وهي الأكثر انتشارا فتنجز عملها من خلال منع إفراز مركبات البروستاغلاندينات وتفيد هذه العقاقير في تسكين الآلام الخفيفة إلى المتوسطة مثل الصداع وآلام الأسنان ووجع العضلات وآلام المفاصل وغيرها. مخاطر صحية بالجملة ومن بين الأدوية المسكنة غير المخدرة الباراسيتامول الذي يعد من أكثر مسكنات الألم البسيطة شيوعاً وهو مضاد للألم وخافض للحرارة. لكن الخبراء عموما يؤكدون أن تناول المسكنات بشكل يومي لا يؤدي فقط إلى الفشل الكبدي أو الكلوي بل يمكن أن يقود إلى الإصابة بمضاعفات أخرى لا تخطر في البال من بينها ارتفاع ضغط الدم. فبحسب دراسة سابقة فإن الرجال المتوسطي العمر الذين يتناولون المسكنات العادية معظم أيام الأسبوع من أجل علاج الصداع أو التهاب المفاصل أو آلام العضلات أو أية أوجاع أخرى هم أكثر عرضة من غيرهم لارتفاع التوتر الشرياني. الإجهاض أيضا قد يكون نتيجة حتمية لتناول الأدوية العادية المسكنة للآلام التي يؤكد الخبراء انها يمكن أن تكون سبباً في زيادة خطر التعرض للإجهاض عند الحوامل. ويزيد هذا الخطر مع التقدم في الحمل وتحصل غالبية حالات الإجهاض بين الأسبوع السابع والأسبوع الثاني عشر بسبب تناول المسكنات. فقدان حاسة السمع خطر آخر ومن التأثيرات التي قد لا يرغب كثيرون في حدوثها نتيجة تناولهم المفرط لمسكنات الألم نقص السمع ولا يخفى على الكثيرين أيضا ما تحدثه من اضطرابات في الجهاز الهضمي فالإفراط في تناول المسكنات أو استخدامها عشوائياً يؤثر سلباً في الأنبوب الهضمي خصوصاً في القسم العلوي منه فيتعرض هذا الأخير للتقرحات التي يمكنها أن تتطور في العمق مسببة النزف او الانثقاب. وعليه فمن الضروري ان يدرك المريض او الشخص العادي انه لا صحة للفكرة السائدة حول أمان الأدوية المسكنة فوفرة هذه العقاقير بأشكال وألوان مختلفة وانتشار استعمالها من دون وصفة طبية لا يعنيان أنها بدون تأثيرات جانبية خصوصاً في حال تناولها بشكل مفرط ومستمر. فالدراسات بينت أن تناولها بانتظام أي أكثر من 15 حبة في الأسبوع يمكن أن يقود إلى ما لا تُحمد عقباه...ليبقى رأي الطبيب وتشخيصه الحل الأمثل لعلاج أي ألم قبل تناول أي دواء يذكر.