الرحمة المهداه: دعوة إبراهيم.. وبشارة عيسى ! ولد المصطفى صلوا عليه وسلموا تسليما.. صلى الله عليك يا رسول الله .. يا خاتم الأنبياء والمرسلين.. يا إمام المتقين.. يا صاحب الشفاعة والمقام المحمود .. ولد الرحمة المهداه.. نبي الرحمة _ صلوات الله عليه _ في يوم الاثنين الموافق الثاني عشر من شهر ربيع الأول في عام يعرف ب (عام الفيل). يقول حسان بن ثابت _ رضي الله عنه - شاعر النبي في مدحه _ صلوات الله عليه - : نبي أتانا بعد يأس وفترة من الرسل والأوثان في الأرض تعبد فأمسى سراجًا مستنيرًا وهاديًا يلوح كما لاح الصقيل المهند وأنذرنا نارًا وبشر جنة وعلمنا الإسلام فالله نحمد وأنت إله الخلق ربي وخالقي بذلك ما عمرت في الناس أشهد جاء رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ليكون رحمة ونورا وسراجا منيرا وهاديا إلى الله _ عز وجل _ وإلى الطريق المستقيم وليخرج الناس من الظلمات إلى النور يقول الله تعالى في سورة الأنبياء(آية: 107): {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}. وقد دعا سيدنا إبراهيم _ عليه السلام _ الله بأن يبعث رسولا يتلو آيات الله يقول المولى _ عز وجل _ في سورة البقرة (آية:129): {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ _ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. كما بشر رسول الله ونبيه عيسى _ عليه السلام _ بقدوم رسول يأتي من بعده اسمه أحمد يقول الله _ جل وعلا- في سورة الصف (آية:6): {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُول يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ _ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَ_ذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ}. وقد صدق الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ على هذه الدعوة وهذه البشرى قائلا فعن عبادة بن الصامت _ رضي الله عنه _ عن النبي _ صلى الله عليه وسلم - قال: ( أنا دعوة إبراهيم وكان آخر من بشر بي عيسى ابن مريم) _ صحيح الجامع.