الاعتداء الأخير الذي اقترفته مجموعة من غلاة المستوطنين المتطرفين على مقبرة آل الدجاني في حي النبي داود داخل البلدة القديمة من القدسالمحتلة قاموا خلاله بتدمير 6 قبور في المقبرة التاريخية الشهيرة لعائلة الدجاني وتسويتها بالأرض ليس الأول من نوعه ضد هذه المقبرة. والمقبرة بُنيت في عهد الشيخ سليمان الثالث وعُرفت لاحقاً باسمه ودُفن فيها عام 1816. في هذا السياق أفاد مازن الدجاني بأن عائلة الدجاني أدركت أهمية المقبرة التي انتُزعت منهم عشية النكبة عام 1948 كما انتزعوا هم من حي النبي داود أن الحفاظ على هذا الأثر في القدس واجب كل فرد منهم حتى ولو لم يستعيدوا بعض ما سُلب من أملاكهم وحتى من مدافن موتاهم في وقت لم تتورع فيه سلطات الاحتلال عن اقتطاع أجزاء من أرض المقبرة وتحويلها لممرات وطرق وأزالت السياج الحديدي المحيط بالمقبرة . وأشار إلى أن العائلة منذ عام 1948 حرمت من دفن موتاها في المقبرة التي تضمّ 56 قبراً موزعة على ثلاثة مقابر . وأكد الدجاني في حديثه أن جهوداً كبيرة بذلتها العائلة على مدى العقود الماضية لاسترداد ما سُلب واغتُصب من أملاكها بما في ذلك المقبرة إلا أن هذه الجهود لم تنجح مشيراً إلى أن تنظيف أرض المقبرة يحتاج إلى تصريح من شرطة الاحتلال . من ناحيتها تحدثت المربية سناء سمير عرفات الدجاني وهي معلمة في مدرسة الحسن الثاني في حي واد الجوز بمدينة القدس وعضو متابع لحي النبي داود ومقام الجد في القدس الشريف فأشارت إلى أن عائلتها نزحت عن الحي في حرب عام 1948 نتيجة المعارك عند بوابة النبي داود ومنذ ذلك التاريخ توقف الدفن فيها . وأضافت أنه تمّ وقف الحي للشيخ أحمد الدجاني في عهد السلطان سليمان القانوني بعد إخلائه من الرهبان الفرنسيسكان الذين مُنحوا بالمقابل أرضاً في باب الجديد أقاموا عليها كنيسة وقد توسعت في هذه الأيام لتصبح الكنيسة الرعوية وبذلك تنازلوا عن حقوقهم بالحي قبل أن يعودوا ليطالبوا بها بعد نحو 600 سنة علما بأن الوقفية كتبت بتاريخ 1560 .