مبالغ خيالية تفرضها المراكز الخاصة إدماج أطفال التوحد ضمن الأقسام العادية مطلب الأولياء
تظل فئة الأطفال المصابين بالتوحد تعاني من العراقيل والعوائق من حيث طرق التكفل والتجاوب مع هؤلاء وتجد العائلات نفسها بين مطرقة الظروف المحيطة بفلذات الأكباد وسندان انعدام المراكز المتخصّصة التي تهتم بأطفال التوحد وهي وأن وجدت تفرض مبالغ خيالية على الأسر المحدودة الدخل وتزامنا مع إحياء اليوم العالمي لمرض التوحد المصادف ل 2 أفريل من كل سنة وفي ظل الظروف الصعبة التي تتخبط فيها تلك الفئات ترافع الجمعيات من اجل تحسين ظروف التكفل بأطفال التوحد والسعي إلى إدماجهم الاجتماعي وإدراجهم بالأقسام العادية خاصة وأن العديد منهم أثبتوا قدراتهم على التعلم عبر المدارس العمومية. خ.نسيمة /ق.م رافعت جمعية أولياء الأطفال المصابين باضطرابات التوحد مؤخرا بالجزائر العاصمة من أجل إدماج أبنائهم ضمن الأقسام العادية بالمؤسسات التربوية. وأكدت السيدة نسيمة أم لطفل يبلغ من العمر 7 سنوات يعاني من اضطرابات التوحد أنها اضطرت إلى تسجيل ابنها بمدرسة تابعة للقطاع الخاص بعد غلق كل أبواب أقسام المدارس العمومية في وجهها لاستقبال هذه الشريحة رغم أن العديد من هؤلاء المصابين بهذه الاضطرابات أثبتوا -حسبها- قدرتهم على متابعة الدراسة بالأقسام العادية للمدارس العمومية. ودعت ذات الأم السلطات العمومية إلى ضرورة إدماج أطفال التوحد ضمن الأقسام العادية بالمؤسسات التربوية حتى يتسنى لهم متابعة تمدرس عادي. وتشاطر السيدة عتيقة أم لطفل في سن ال 8 من عمره يعاني هو الآخر من نفس الاضطرابات ويتابع دراسته بمدرسة خاصة بشراقة فكرة السيدة نسيمة المتعلقة بإدماج هذه الفئة بأقسام المؤسسات العمومية مؤكدة بأن المبالغ المفروضة من طرف المؤسسات التابعة للقطاع الخاص ترهق العائلات سيما ذوي الدخل المتوسط والبسيط. وأكدت السيدتان أنهما اضطرتا إلى بيع كل ما تملكان لدفع مبلغ 35 ألف دج شهريا لضمان دراسة متواصلة بالمدرسة الخاصة لأبنيهما وحمايتهما من نظرة المجتمع الذي لازال -حسبهما- يصنف مرض التوحد ضمن الأمراض العقلية. كما عبرت عن أسفهما لتجنيد السلطات العمومية بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمرض التوحد المصادف ل 2 افريل من كل سنة ونسيان هذه الشريحة من المجتمع طوال أيام السنة الأخرى. ويرى رئيس مصلحة الأمراض العقلية للأطفال عبد المجيد ثابتي من جهته أن التكفل بمرض التوحد شهد تطورا كبيرا بالمجتمع الجزائري بعدما كان لا يشار إليه تماما خاصة بعد إطلاق وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السنة الماضية برنامج وطني خاص بهذه الاضطرابات وفتح كل من وزارتي التضامن الوطني والتربية والصندوق الوطني للضمان الإجتماعي لمراكز خاصة بهذه الفئة. وفي ذات السياق أشارت مديرة النشاط الصحي والإجتماعي بالمديرية العامة للصندوق الوطني للضمان الإجتماعي الدكتورة نسيمة ميراد بودية إلى تكفل الصندوق ب28 طفلا يعاني من التوحد عبر القطر سواء كان ذلك بدور الحضانة ال 30 التابعة للصندوق والمتواجد عبر التراب الوطني أو بمراكز كل من الجزائر الوسطى والقبة وديدوش المراد حيث خصص هذا الأخير لهذه الفئة لا غير وذلك بعد أن لاحظ الصندوق تزايد الطلب بنسبة 48 بالمائة. وأكدت من جهتها رئيسة مصلحة بذات المديرية الدكتورة فاطمة مجبر أن الصندوق يتكفل باضطرابات التوحد من الناحية النفسية والنطق من خلال تنظيم حصص خاصة بذلك بثلاثة مراكز متخصصة بالإضافة إلى التكفل بنسبة 100 إذا كانوا يعانون من مرض ثاني يدخل في إطار قائمة الأدوية المعوضة بهذه النسبة و80 بالمائة في إطار الأمراض الأخرى. وعرض الدكتور كريم حبي مختص في طب الأطفال معاناة أولياء أطفال التوحد -هذه الإضطرابات التي وصفها ب الهزة التي تزعزع كيان الأسرة- طرق مرافقة ابنائهم مشيرا إلى تنظيم من حين لآخر أبواب مفتوحة لفائدة العائلات لتكوينهم في هذا المجال. وقدمت الدكتورة أمال فوضيل باي مختصة في الإتصال الطرق السهلة التي يجب على العائلات التواصل بها مع أطفالهم ومواجهة النظرة السلبية للمجتمع وذلك للتخفيف من قلقهم.