تعمل جمعية أمان للتكفل بالمصابين بالاضطرابات المعيقة للنمو، على التكفل الجيد اجتماعيا وصحيا بأطفال التوحد، كما تعمل على إدماجهم بالمجتمع وتأهيلهم بإشراف أخصائيين نفسانيين وموجهين تربويين، هو الأمر الذي أشارت إليه هجيرة سالمي، رئيسة الجمعية في حوارها ل السياسي . بداية، هلا عرفتنا أكثر بجمعية أمان الناشطة بسكيكدة؟ - أمان هي جمعية ولائية، اجتماعية، خيرية تتكفل بمرضى التوحد، تأسست في 06 فيفري 2013، وتنشط على مستوى ولاية سكيكدة وتحديدا ببلدية سكيكدة ولديها فرع ببلدية الحروش، وتتكون من 10 أعضاء من أولياء مصابين بالتوحد وأخصائيين نفسانيين، ويعمل أعضاؤها على توجيه الأطفال وتكوينهم من خلال مرافقتهم والإشراف عليهم، وتتكفل جمعيتنا ب60 طفلا مقسما إلى ثلاث مجموعات يتكفل بهم عدد من الأخصائيين النفسانيين. ما هي أهم النشاطات التي تقومون بها؟ - من نشاطاتنا الاهتمام بأطفال التوحد وتأهيلهم وإقامة مخيمات لهم وتنظيم لهم الرحلات الترفيهية، وتقديم الإشراف النفسي والتربوي لهم، من خلال توفير أخصائيين نفسانيين ارطوفونيين لهم لمساعدتهم على التأقلم والنطق الصحيح، وضمن أنشطتنا والتي نركز عليها دوما الحملات التحسيسية التي نقوم بها بالجامعات والمعاهد للتوعية بمرض التوحد وكيفية التعامل مع طفل التوحد. على غرار ما ذكرتم، هل من نشاطات أخرى تذكر؟ - في فصل الصيف 2014 أخذنا أطفال التوحد المنخرطين بالجمعية إلى مخيم صيفي بشاطئ العربي بن مهيدي لمدة أسبوع حيث كنا نأخذهم صباحا ونرجعهم مساء، حيث كان هذا التخييم من اجل الترويح والترفيه عن النفس، وفي 2015 أخذناهم أيضا للتخييم بنفس الشاطئ لمدة عشرة أيام دون المبيت، وفي فصل الشتاء الفارط نظمنا لهم عدة خرجات إلى مراكز الخيول الهدف منها الشعور بالراحة النفسية، كما كانت لنا خلال هذه السنة عدة خرجات ترفيهية إلى الهواء الطلق والمسابح البلدية ونشاطات ترفيهية الهدف منها بعث الراحة النفسية فيهم. هل كانت للجمعية مشاركات في لقاءات وطنية أو مؤتمرات معينة؟ - نظمنا في 2015 المؤتمر الأول للمصابين بالتوحد بمناسبة يوم التوحد في شهر أفريل 2015 على مستوى ولاية سكيكدة، وكان المؤتمر بمشاركة أخصائيين نفسانيين ودكاترة في علم النفس وأخصائيي الأمراض العقلية، حيث عرضنا حالات لمرضى التوحد وناقشنا فيه عدة جوانب هامة خاصة بالتوحد، ونظمنا يوما تحسيسيا بكلية علم النفس بجامعة 20 أوت في 2015، وفي 2015 أيضا نظمنا يوما تحسيسيا آخر بالمركز شبه الطبي لتوعية المتربصين وإطلاعهم بأطفال التوحد. افتتحت جمعيتكم في بداية العام قسما خاص بأمراض التوحد، فهل من تفاصيل أكثر حول المبادرة؟ - افتتحت جمعيتنا في شهر جانفي من السنة الجارية بولاية سكيكدة، قسما خاصا لفائدة 10 أطفال مصابين بمرض التوحد، وذلك بمدرسة حسن حلاج بحي بويعلى. وكان افتتاح القسم حلما بالنسبة لنا ولأولياء الأطفال، وتهدف المبادرة التي استحسنها الأولياء كثيرا إلى الأخذ بيد هذه الفئة المهمّشة في المجتمع، وجعلها تتأقلم وتندمج اجتماعيا ونفسيا. ويعتبر هذا القسم الجديد الأول من نوعه بالولاية والثاني على المستوى الوطني بعد وهران، وهو استمرار وتكملة للقسم التحضيري الذي سبق وأن فتحته الجمعية الموسم الماضي، ويتابع التلاميذ برنامج السنة الأولى هذا الموسم. كما تشرف بالإضافة إلى هذا على متابعة حوالي 300 طفل من هذه الفئة بمقر الجمعية. وندعوا أولياء التلاميذ الذي يعانون من مرض التوحد التقدم بأبنائهم إلى مقر الجمعية قصد إعانتهم ومساعدتهم على تعليمهم وتعزيز مداركهم المعرفية والحسية. تفصلنا أيام قليلة عن الدخول المدرسي، فماذا عن تحضيراتكم للمناسبة؟ - بخصوص الموسم الدراسي الجديد، قررنا فتح قسمين بمدرسة ابتدائية خاصة لتمدرس أطفال التوحد، حيث سنوفر بها معلمين خاصين ومؤطرين نفسانيين وذلك لضمان تعليم جيد لهم، حيث ستكون هناك مراقبة ومتابعة نفسية عن كثب لان ذلك يعد من الضروريات اللازم تجسيدها في الوقت الراهن للتخفيف من معاناة هؤلاء الاطفال. وهل من مشاريع أخرى تسعون لتحقيقها في الوقت الراهن؟ - نسعى إلى توسيع المركز للتكفل الأمثل بمرضى التوحد والتكفل بأكبر عدد من الأطفال المصابين بالتوحد وتأهيلهم وتوفير الدعم النفسي لهم، ومن مشاريعنا والتي سندرجها في الأيام القليلة المقبلة هي تنظيم أيام مفتوحة للتحسيس بالتوحد، وسيكون ذلك بالعيادات الجوارية العمومية. إلى ما تهدفون من خلال كل هذه النشاطات؟ - هدفنا توعية المجتمع والأولياء بمرض التوحد، ليتمكنوا من تقبله وإدماجه كغيره، وهدفنا التكفل بهذه الشريحة ودمجها بالمجتمع. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا: - نشكر جريدة السياسي على إتاحة الفرصة كما نوجه دعوة إلى المجتمع للمساعدة والمساهمة والتكفل بمرضى التوحد والنظر إليهم كغيرهم وتقبلهم بصفتهم أطفال عاديين وليس أطفالا معاقين ذهنيا كما يشاع، ونشكر السلطات المحلية على دعمهم ونحن كجمعية سنبذل مجهودا للتكفل الامثل بأطفال التوحد على أكمل وجه.