سجل حافل بالقتل العلني و قمع المسيرات السلمية ** لم يكن الاعتداء الإجرامي الذي تعرضت له مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت الجمعة الماضي على طول حدود قطاع غزة على بعد 700 مترا من السياج الحدودي الفاصل مع جيش الاحتلال تزامنا مع يوم الأرض الأول من نوعه في تاريخ الكيان الصهيوني الحافل منذ سبعين عاما بالإجرام وقمع المسيرات السلمية في تحد ّ سافر للمجتمع الدولي وللقيم والأخلاق العالمية. ق.د/وكالات تعرضت الجمعة الماضية مسيرة العودة الكبرى التي دخلت أمس الأربعاء يومها السادس لقمع دموي إجرامي سقط خلاله العشرات من القتلى الفلسطينيين برصاص جيش الإحتلال فيما أصيب الآلاف بالرصاص الحي والمطاطي واختناقات بالغاز إلا أن دولة الاحتلال فشلت في إحباط المسيرة أمام إرادة وصمود الشعب الفلسطيني الذي أصرَّ على إيصال صوته إلى العالم ألّا تنازل عن حق العودة. ويواجه الاحتلال دوما بالرصاص المسيرات الاحتجاجية التي يحييها الفلسطينيون سنويا بمناسبة الذكريات الأليمة في تاريخهم مثل النكبة و يوم الأرض ولم تٌستثن المسيرات الحدودية من القمع خاصة في قطاع غزة حيث سقط شهداء وجرحى وسط محتجين يطالبون بحق العودة إلى أراضيهم التي هُجّر منها آباؤهم وأجدادهم عام 1948. القمع والإجرام متجذران لدى الكيان الصهيوني لم تتوقف قوات الاحتلال يوماً عن ممارساتها التعسفية وعمليات التنكيل والقمع بحق الشعب الفلسطيني كما واصلت بمعدل شبه يومي اقتحاماتها لمنازل الفلسطينيين واعتقال الشباب الفلسطيني وزجهم في السجون والمعتقلات دون مصوغات قانونية أو شرعية واستمرت أيضاً في قمع المتظاهرين الفلسطينيين والتصدي لهم بقسوة شديدة وقوة مفرطة. _إن العنف المفرط والقسوة الشديدة التي تمارسها قوات الإحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية خصوصاً --حسب مختصين -- تشير إلى طبيعة العقلية التي تحكم هذا الكيان حيث يعاني قادته وجنوده من أمراض نفسية حادة وطبيعة إجرامية وحالات من السادية لا توقفها أية قيود أو ضوابط خاصة مع انعدام الخوف من المساءلة أو العقاب في ظل تآمر دولي قاتل. لقد شهدت الفترات الماضية عمليات قتل بدم بارد قام بها قوات الإحتلال ضد الشبان الفلسطينيون دون أن تكون هناك دوافع مقنعة أو مبررات حقيقية لإرتكاب مثل هذه الجرائم وقد حدث أكثر من مرة أن قامت قوات الإحتلال بقتل شاب فلسطيني أو إصابته بجروح بليغة بذريعة أنه أراد طعن مستوطن أو جندي إسرائيلي واعترفت هذه القوات فيما بعد أن الشاب كان بريء من التهمة. ويبلغ الإجرام والعنف الإسرائيلي ذروته مع المتظاهرين السلميين الذين يتعمد الجنود الاسرائيليون إطلاق النار والرصاص الحي عليهم وبقصد القتل أو الإصابة المباشرة. _إن العنف المفرط الذي تمارسه قوات الإحتلال مع الفلسطينيين يشير أيضاً إلى محاولات الإحتلال إنهاء التظاهرات و الإحتجاجات الفلسطينية بكل الوسائل وذلك خشية من أن تتحول هذه التظاهرات إلى إنتفاضة شعبية كبيرة تشبه الإنتفاضتين اللتين إندلعتا في السابق. الدعوة إلى توفير حماية دولية للفلسطينيين و _طالبت الحكومة الفلسطينية بتوفير الحماية الدولية للمدنيين في مسيرة العودة و تشكيل لجنة تحقيق دولية في الجرائم الصهيونية وإن الإدارة الأمريكية تشجع اليمين المتطرف على الاستمرار في جرائمه ضد الفلسطينيين . وقالت مصادر فلسطينية في هذا المجال بان قمع الاحتلال ا للمسيرات السلمية بالذخيرة الحية دليل على حاجة أبناء شعبنا لتوفير حماية دولية من عدوان يخترق كل حقوق الإنسان ويتمادى في الاستخفاف بالقرارات الدولية ويستسهل الضغط على الزناد والقتل بدم بارد. وحسب المصادر فان الفلسطينيين يدفعون باتجاه تشكيل لجنة تحقيق دولية في المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة يوم الجمعة خاصة وأن مسؤولة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني أعلنت يوم السبت دعوة الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق مستقل وشفاف في استخدام دولة الاحتلال الذخيرة الحية ضد المتظاهرين السلميين وهو نفس المطلب الذي دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش. _وفي هذا الصدد قال وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن هناك خيارين ضمن التحرك الفلسطيني المقبل في الأممالمتحدة إما الطلب من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش ترجمة اقتراحه حول تشكيل لجنة تحقيق بمجازر قوات الاحتلال في غزة أو تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني . _ويضمن الخيار الأول عدم تراجع الأمين العام عن مطالبته بتشكيل لجنة تحقيق فيما ستحاول الولاياتالمتحدة إفشال إقرار مشروع القرار في مجلس الأمن