بمناسبة اقتراب موعد المباراة النهائية لكأس الجزائر التي ستقام الثلاثاء المقبل بملعب 5 جويلية بين اتحاد بلعباس وشبيبة القبائل سنقدم لكم القصة الكاملة لكأس الجزائر فعلى مدار أربع حلقات سنختصر مسيرة 56 سنة في بضع حلقات ونبدأ من حيث بدأت مسيرة الكأس الغالية في أول سنة بعد الاستقلال. 1962 وفاق سطيف يتوّج بأول كأس في نهائي لعب مرتين لعب أول نهائي لكأس الجزائر يوم 28 أفريل من عام 1963 بملعب العناصر 20 أوت حاليا والذي كانت ميدانه ترابية لكن أجمل ما فيه أن الجمهور كان يتسنى له متابعة اللقاء على بعد متر واحد من خط التماس دون سياج على شاكلة ما نشاهده اليوم في الملاعب الانجليزية. أدار اللقاء ثلاثي تحكيم متكون من السادة خليفي بمساعدة بن قنيف وشكايمي في الوقت الذي كان فيه الحكم خليفي يتأهب لإعلان نهاية المباراة لاعب الترجي وعلى إثر خطأ فادح في المراقبة من أحد مدافعي الوفاق مع حارسه فرشيشي يتمكن خليل من فتح باب التسجيل وهو الهدف الذي افرح أنصار الترجي فيما خيم سكوتا رهيبا وسط عشاق الكحلة والبيضاء لم يتأخر بعدها الحكم خليفي من إنهاء الشوط الأول بفوز الترجي بهدف دون رد. في الدقيقة ال78 كان الموعد مع هدف التعادل لفريق الوفاق وقعه اللاعب ماتام وهو الهدف الذي فجر حناجر أنصار الوفاق وجعلهم كالبحر المتلاطم الأمواج وسط ذهول تنصار الترجي الذين كانوا يمنون النفس بفوز فريقهم بعد تقدم في النتيجة لكن ارادة لاعبي الوفاق كان اقوى من ارادة لاعبي الترجي. بقية الدقائق كانت أكثر إثارة حيث كاد كل فريق أن يضاعف النتيجة لكن براعة الحارسين فرشيشي من جانب الوفاق ولد موسى من جانب الترجي أبقت النتيجة على حالها إلى غاية نهاية المباراة دون فائز بالتعادل هدف لمثله ولتحديد اسم الفائز أعيد إجراء المباراة يوم 12 ماي في نفس الملعب 20 أوت. اللقاء الثاني الذي اداره نفس طاقم تحكيم اللقاء الاول وبعد أكثر من نصف ساعة من اللعب دون أن يتمكن أي فريق من الوصول إلى منافسه جاءت الدقيقة ال33 التي أفرحت أنصار الوفاق بعد أن تمكن اللاعب ماتام من فتح باب التسجيل إثر خطأ من الحارس ولد موسى الذي فشل في التقاط الكرة لتجد اللاعب كوسيم بودعها بطريقة بديعة الشباك معلنا عن افتتاح باب التسجيل وسط فرحة عارمة لأنصار الوفاق وبهدف دون رد انتهى الشوط الأول. شهد الشوط الثاني استفاقة ملحوظة من جانب لاعبي الترجي يشنهم خطة هجومية كادت ان تجد طريقها في أكثر من مرة إلى شباك الحارس قرشيشي الخطة الهجومية لفريق الترجي كلفته قبل دقيقتين من صافرة النهاية هدف ثانيا وقعه اللاعب ماتام كان بمثابة ضربة قاضية لمحاولاتهم لتعديل النتيجة لم يتأخر بعدها الحكم خليفي من إعلان النهاية بفوز وصف بالمستحق لفريق الوفاق بنتيجة هدفين دون رد وبذلك ينتزع الوفاق أول كأس للجزائر المستقلة. ذكريات من أول نهائي * أول نهائي لكأس الجزائر لعب بتاريخ 28 افريل بين ترجي مستغانم ووفاق سطيف وانتهى بالتعادل هدف لمثله. *ملعب 20 بالعاصمة أول ملعب احتضن نهائي كأس الجزائر سنة 1963 بين ترجي مستغانم ووفاق سطيف وحضره حوالي 20 ألف متفرج. * أول هدف في نهائي كأس الجزائر وقعه لاعب ترجي مستغانم خليل وذلك في آخر دقيقة من المرحلة الأولى. * أول لاعب يوقع هدف التعادل كان لاعب وفاق سطيف لونيس ماتام في شبابك ترجي مستغانم وذلك في الدقيقة ال78. * أول ثلاثي تحكيم أدار المباراة النهائية لكأس الجزائر هو خليفي في الوسط بمساعدة عويسي وبن قنيف. * أول احتجاج على قرارات الحكم كان لمدرب ترجي مستغانم ولد الباي والذي كان في نفس الوقت لاعبا في ترجي مستغانم وهذا على حكم التماس عيسي بإعلانه لتسلل ضد فريقه الترجي في الدقيقة السابعة في النهائي الأول. * أول احتجاج ركنية في تاريخ نهاي كأس الجزائر كانت لوفاق سطيف ضد ترجي مستغانم في الدقيقة الحادية قام بتنفيذها اللاعب ماتام لونيس لكن دون نتيجة. * أول خطأ في اللقاء النهائي كان لوفاق سطيف بعد عرقلة اللاعب لونيس ماتام من طرف احد مدافعي الترجي كان في الدقيقة الرابعة من المرحلة الأولى. * لعب النهائي الأول مرتين فبالنظر إلى القوانين التي كانت مطبقة آنذاك من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أنه في حال انتهاء المباراة بالتعادل تعاد المباراة بعد أسبوعين وهو الذي حدث في النهائي الأول فبعد تعادل ترجي مستغانم ووفاق سطيف بهدف لمثله أعيد إجراء النهائي مرة ثانية وكان الفوز حليف الوفاق بهدفين دون رد. * أول مدرب يحمل على الأكتاف من طرف لاعبي فريقه كان الراحل مختار لعريبي عقب قيادة فريقه الوفاق في النهائي المعاد عام 1963 إلى منصة التتويج. * أول أشقاء لعبوا النهائي هم الإخوة بولكفول الثلاثة من وفاق سطيف في النهائي الأول أمام ترجي مستغانم عام 1963. * أول لاعب ومدرب في آن واحد خاض المباراة النهائية هو مدرب ترجي مستغانم ولد الباي علما أن هذا المدرب كان مساعدا لمدرب الرئيسي لفريق وهو الفرنسي اغوستين. * على ذكر المدرب اغوستين هو أول مدرب أجنبي يصل بفريقه إلى المباراة النهائية لكن فرحته بهذا النهائي لم تكتمل حيث خسر فريقه ترجي مستغانم المباراة النهائية عام 1963 أمام وفاق سطيف في اللقاء المعاد بهدفين لصفر. * نهائي كأس 1963 المعادة بين ترجي مستعانم ووفاق سطيف غاب عنه رئيس الجمهورية آنذاك احمد بن بلة حيث ناب عنه رئيس المجلس الشعبي الوطني برئاسة الراحل فرحات عباس كما حضر النهائي نائب الرئيس ووزير الدفاع آنذاك الراحل هواري بومدين والرئيس الحالي السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي كان يشغل في تلك الفترة وزير الشباب والرياضة. مهندس تتويج الوفاق بأول كأس جزائرية الراحل مختار لعريبي... الأبطال لا يموتون ولد الراحل مختار لعريبي سنة 1924 وتوفي في الرابع من شهر سبتمبر عام 1989 عن عمر يناهز 65 سنة. أول فريق لعب له الراحل مختار لعريبي كان إتحاد سطيف وعمره 18 سنة ورغم صغر سنه إلا أن لعريبي تمكن أن يبهر المتتبعين آنذاك بفنياته وطريقة أدائه المميزة الأمر الذي جعله محل إعجاب الكثير من النوادي في عصر كفريق الغالية ومولودية العاصمة وريد ستار الجزائري وشباب قسنطينة لكن مختار لعريبي فضل اللعب لعميد الأندية الجزائرية المولودية العاصمية وعمره لا يتجاوز العشرين سنة ولعب له موسمين صنع فيها لمحات كروية رائعة جعلت منه اللاعب الجزائري الأكثر طلبا من طرف أشهر النوادي الفرنسية. لعريبي والمسيرة الاحترافية في نهاية الحرب العالمية الثانية فاز الراحل لعريبي بعقد إحترافي مع نادي سات الفرنسي (الذي إلتحق به فيما بعد مخلوفي وكرمالي) حيث لعب له مدة سبع سنوات كاملة من عام 1943 إلى عام 1950 حيث توج معه مرتين بكأس فرنسا ليغادره بعد سقوطه إلى القسم الثاني إلى نادي كان لمدة سنتين ثم لانس الذي احتل معه المرتبة الثانية في بطولة فرنسا وفي 1954. لعب مختار لعريبي في منتخب شمال إفريقيا إلى جانب المغربي العربي بن بركة لسعيد براهيمي ومحجوب بوبكر أمام منتخب فرنسا ليتعاقد في سنة 1955 مع نادي حمام الأنف التونسي كلاعب ومدرب لموسم واحد عاد بعدها إلى أفينيون الفرنسي كمدرب ولاعب أيضا حتى سنة 1958. لعريبي يُلبي نداء الجبهة ويلتحق بالثورة أثناء وجوده ضمن صفوف أفينيون الفرنسي كمدرب ولاعب لبّى مختار لعريبي نداء الثورة التحريرية والتحق بمنتخب جبهة التحرير الوطني بتونس عام 1958 بعد قرار قادة جبهة التحرير الوطني توسيع قاعدة الثورة ونقلها إلى ميادين الفن والرياضة كلف الراحل مختار لعريبي بحمل مشعل الكرة والتنقل إلى مختلف بلدان العالم للتعريف بالقضية الجزائرية حيث بدأ المهمة من أرض المستعمر الفرنسي بالاتصال بالنجوم الجزائرية التي تنشط ضمن الأندية الفرنسية طالبا منهم التنقل إلى تونس وكان خمسة منهم يلعبون في المنتخب الفرنسي الذي كان يحضر لخوض نهائيات كأس العالم في السويد سنة 1958 حيث تجمع اللاعبون بالعاصمة الفرنسية باريس منتصف الليل وانتقلوا إلى سويسرا على متن قطار بقيادة مختار نفسه قبل أن يتنقلوا إلى تونس وفي الصبيحة استيقظت كل فرنسا على ضجة إعلامية كبيرة تتحدث عن اختفاء العديد من اللاعبين الجزائريين من بينهم الراحل عبد الحميد كرمالي سعيد عمارة رشيد مخلوفي محمد معوش ومصطفى زيتوني واستطاع مختار لعريبي بفضل تجربته وموهبته الفذة أن يقود الفريق ويخوض برفقته العديد من المباريات في تونس تحت اسم جبهة التحرير الوطني قبل أن ينتقل إلى المغرب وليبيا ومصر والأردن والعراق فكان له شرف حمل لواء الثورة الجزائرية إلى ملاعب البلدان العربية. في تونس وقع لعريبي في غرام الوفاق مهما كان عدد الفرق التي لعب لها لعريبي رحمه الله ودربها كاتحاد سطيف (منتصف الثمانينيات) ملعب سطيف (63 / 64) النادي الصفاقسي التونسي 1965 المنتخب الوطني الليبي 69 و70 ومنتخب الجزائر للأواسط الذي قاده إلى نهائي كأس فلسطين الثانية (سنة 1985) إلا أن مختار لعريبي ارتبط اسمه بوفاق سطيف ارتباطا كبيرا منذ اللقاء الأول بين لعريبي و الكحلة الذي تم في العاصمة التونسية على هامش مشاركة الوفاق في دورة نظمها مستقبل المرسى التونسي يومي 15 و16 سبتمبر 1962 وكان الوفاق يومها دون مدرب وتم الإنفاق مع مختار لعريبي الذي أعجب بالفريق وحصل معه بعد سبعة أشهر فقط على أول كأس للجمهورية وبذلك كان مشوار لعريبي-الكحلة قد بدأ في سبتمبر 1962 وانتهى في سبتمبر 1989 (27 سنة بالتمام والكمال) اليوم الذي رفعت روحه إلى العلي القدير رحم الله الراحلم مختار لعريبي وأسكنه فسيح جناته العالية فالأبطال لا يموتون وعاش فريق الوفاق. البطاقة الفنية للنهائي الأول وفاق سطيف 1 ترجي مستغانم 1 التاريخ 28 أفريل 1963 المكان: ملعب 20 أوت بالجزائر العاصمة عدد المتفرجين : 15 ألف متفرج الحكم: خليفي الأهداف: خليل في الدقيقة ال45 للترجي ولونيس ماتام في الدقيقة ال78. التشكيلتان: الوفاق: فرشيشي بولكفول1 قجالي بوروبة بولكفول2 بولكفول 3 بنكاري بن محمود خميشة كوسيم ماتام. المدرب: مختار لعريبي. الترجي: ولد موسى بن محمد ولد الباي عصمان سراجي بن عيسي عبد القادر مسعود كلافير خليل سوداني. المدرب: ولد الباي واوفوستين. النهائي المعاد وفاق سطيف 2 ترجي مستغانم: التاريخ:12 ماي 1963 المكان: ملعب 20 أوت بالجزائر العاصمة عدد المتفرجين : 15 الف متفرج الحكم: خليفي الأهداف: كوسين في الدقيقة ال33 وماتام في الدقيقة ال88 للوفاق التشكيلتان: الوفاق: فرشيشي بولكفول1 بوروبة بولكفول2 بن محمود بولكفول 3 خميشة نقاش كوسيم ماتام قيرواني. المدرب: مختار لعريبي. الترجي: ولد موسى بن محمد ولد الباي عصمان سراجي بن عيسي1 سوداني خليل كلافير بن عيسي 2 مسعود. المدرب: ولد الباي واوفوستين.