ق. حنان كثيرة هي قضايا الضرب والجرح العمدي التي إن لم تؤد إلى وفاة فإنها تؤدي إلى إحداث عاهة مستديمة، وكثيرون هم الشبان المتورطون في مثل هذه القضايا، نتيجة خلافات ودوافع في الغالب تكون تافهة، ليجدوا أنفسهم بعد ذلك أمام المحاكم يواجهون تهما خطيرة، قد تنتهي بعقوبات قاسية، والقضية التي بين أيدينا اليوم مثال عن ذلك، حيث تعرض شاب من واد قريش بالعاصمة إلى طعنة بسلاح ابيض لليد تسببت له في عاهة مستديمة حالت دون تمكينه من تحريك أصابعه لحد الساعة وهذا بعد شجار شب بينه وبين سائق كلوندستان بسبب ركن والد الشاب لسيارته بشارع "براس" بشكل مفاجئ. فبعد صلاة المغرب في يوم الحادثة التي جرت أحداثها شهر فيفري الفارط، توجه "م. كمال" وهو سائق "كلوندستان" على متن سيارته من نوع "فولسفاغن" إلى مقر وزارة الدفاع الوطني، وأثناء وصوله إلى شارع "براس" توقفت سيارة من نوع "كيا" بشكل مفاجئ وهو ما أثار حفيظة المدعو "كمال" ليخرج من سيارته ويتوجه إلى سيارة "كيا" التي توقفت أمام المسجد ليتشاجر والسائق مشبعا إياه بوابل من السب والشتم ليتحول الأمر إلى عراك بالأيدي بين ابن السائق و"كمال" ولم يتمكن المتواجدون بالحي من فض الاشتباك ليقوم ابن السائق بتحطيم زجاج سيارة "كمال" فيما قام "كمال" بإخراج شيء من جيبه وغرزه في اليد اليمنى للشاب متسببا له في جرح قدر ب15 يوماً عجزاً ليؤدي الأمر فيما بعد لإلى إعاقة حركية. الشاب تقدم لمصالح الشرطة القضائية لإيداع شكوى مفادها تعرضه لإصابة من قبل سائق "الكلوندستان" المدعو "كمال" حيث تم التحقيق معه ليعترف بالشجار الذي وقع بينهما بسبب أن الشاب ووالده رفقة شخصين آخرين كانوا داخل السيارة قد تعدوا عليه بالضرب والسب والشتم مضيفا انه قد حطموا زجاج سيارته وانه لم يقم بضرب الضحية بالسكين بل كانت الإصابة نتيجة الزجاج المحطم من سيارته وهي التصريحات التي تمسك بها "كمال" أثناء مثوله أمام المحكمة الجنائية بمجلس قضاء العاصمة حيث تمت متابعته بجناية الضرب والجرح العمدي بواسطة سلاح ابيض ما تسبّب في عاهة مستديمة. أما الضحية وخلال مثوله فقد صرح انه لم يكن بالسيارة سواه ووالده وان أباه ركن السيارة بالحي الذي يقيمون به ولم يتوقف بصفة مفاجئة. مضيفا أن المتهم هو من كان يردد الكلام البذيء أمام والده دون أدنى احترام، وانه نزل من السيارة لكي يصعد إلى البيت إلا أن المتهم ركن سيارته وجاء ليتشاجر معه ووالده، نافياً أن يكون من حطم زجاج السيارة وان المتهم قد اخرج شيئا من ثيابه وقام بطعنه في اليد وانه يجهل نوع الآلة الحادة التي استخدمها إن كانت سكينا آم شيء آخر. النيابة العامة من جِهتها وقفت عند خطورة الوقائع المتابع بها المتهم معتبرة تصريحاته مجرد سيناريو للتنصل من المسؤولية ملتمسا تسليط عقوبة ست سنوات سجنا نافذا بحقه، إلا أن المحكمة وبعد المداولة القانونية أدانت المتهم بعامين حبسا نافذا، وهو مصير كان يمكن أن يتفاداه لو تحلى بالقليل من رباطة الجأش وضبط النفس، إذ أنه من السفاهة وقلة العقل أن يقود شاب نفسه إلى السجن عامين بسبب خلاف حول ركْن سيارة.