سجلت مصلحة الوقاية التابعة لصندوق الضمان الاجتماعي بقسنطينة خلال سنة 2008، حسب تأكيد رئيسة المصلحة السيدة مفيدة بيروك، 2612 حادث عمل، من بينها 185 حالة خطيرة تسببت لأصحابها في عجز دائم، وقد ترتب عن مجمل هذه الحوادث تعويضات مالية قاربت الأربعة ملايير سنتيم، وأدت الى وفاة 44 عاملا جلهم في ورشات البناء. الدكتورة مفيدة بيروك، أعربت خلال منتدى إذاعة قسنطينة، عن قلقها من تفاقم ظاهرة جديدة سجلها طب العمل، وهي ظاهرة السكتات القلبية التي ما فتئت ترتفع، حيث سجلت ذات المصلحة السنة الفارطة بين 8 و10 حالات وفاة بسبب السكتة القلبية الناجمة حسب تأكيد الدكتورة عن تمديد ساعات العمل في بعض الورشات والمؤسسات إلى 12 ساعة يوميا، ما أدى الى إجهاد العمال، خاصة في ظل أجواء القلق والتوتر، لتضيف ذات المتحدثة أن قسنطينة أحصت السنة الفارطة من بين ال85 مرضا مصنفا مهنيا في طب العمل، 18 مرضا، أبرزها السل، التهاب الكبد الفيروسي أ و ج، أمراض الحساسية المفرطة للطبشور وحالات الصمم في الوسط الصناعي. خلال هذا المنتدى، أشارت الدكتورة بوخالفة فوزية، رئيسة مصلحة طب العمل بمستشفى البير، الى قضية تعرض العمال للمواد السامة، حيث أكدت أنه ورغم النصوص القانونية التي تمنع استعمال هذه المواد وتنص على معاقبة كل مخالف، إلا أن الوحدات الطبية تبقى تسجل تعرض العمال لهذه المواد، خاصة مادة الأميونت، هذه الألياف المعدنية المقاومة للحرارة والتي تسبب أضرارا خطيرة تصل الى السرطان نتيجة الاستنشاق المستمر لجزئياتها، مادة أخرى تبقى تشكل خطرا على العمال، حسب تأكيد ذات المتحدثة، وهي مادة زيوت الأسكرال المستعملة في المحولات الكهربائية والتي تؤدي الى التهابات جلدية، أمراض تنفسية وحتى بعض السرطانات. من جهته، أثار الدكتور مصطفى ناصري، نائب رئيس الجمعية الوطنية لطب العمل، قضية النقص الفادح في أطباء العمل بقسنطينة، حيث أكد أن طب العمل لا يغطي سوى 18% من العمال، وأن هناك مؤسسات عديدة لا تعمل بطب العمل، وبذلك فإن مؤشرات حوادث العمل والأمراض المهنية المسجلة تبقى بعيدة عن الواقع.