اهتزت بلدية بن جراح الواقعة على مسافة خمسة كيلومترات فقط عن مقر عاصمة ولاية قالمة، الأحد على وقع حادثة تعرض قبر عجوز متوفية منذ أيام قليلة فقط للنبش من طرف مجهولين. الحادثة التي اهتزت على وقعها مشاعر كل سكان المنطقة، وانتشر خبرها بسرعة البرق بين المواطنين، تم اكتشافها من طرف أبناء السيدة الذين قصدوا المقبرة صباحا لبناء قبر والدتهم المتوفية عن عمر ناهز ال70 سنة، وتم دفنها قبل نحو أربعة أيام، ليتفاجأوا بآثار حفر لقبر والدتهم وتحريك جثتها من مكانها. ليسارعوا تحت وقع الصدمة إلى إخطار عناصر فرقة الدرك الوطني التي تنقلت إلى المقبرة، كما تم إخطار السيد وكيل الجمهورية الذي تنقل إلى مكان تواجد الجثّة بغرض إجراء المعاينة الميدانية للجثة التي تم العثور عليها كاملة الأطراف، وأمر بفتح تحقيق معمّق في القضية قصد تحديد هوية الفاعلين بغرض توقيفهم، فيما لم يتمالك أبناء المرحومة المذهولون أنفسهم، متسائلين عن الأطراف التي عبثت بجثة والدتهم والهدف من وراء القيام بهذا الفعل الشنيع في حق جثّة والدتهم المرحومة، مطالبين بضرورة الكشف عن هوية هؤلاء المجرمين وردعهم. في وقت قامت فيه فرقة من الحماية المدنية بنقل الجثّة التي أخرجها المجرمون من كفنها وقاموا بقص شعرها، إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى الحكيم عقبي في انتظار إتمام إجراءات التحقيق قبل إعادة دفنها. وقد رجحّت مصادر أخرى أن يكون قبر المرحومة قد تعرض للحفر من طرف بعض الأشخاص ليلا وتحت جنح الظلام، لاستغلال جزء من كفنها أو شعرها في ممارسة أعمال سحر وشعوذة، بغرض تحقيق بعض المصالح حسب ما يعتقدون. وقد خلفت حادثة نبش قبر العجوز حالة من الاستياء والتذمر في أوساط سكان المنطقة الذين طالبوا بضرورة تكثيف الأبحاث والتحريات لتوقيف الفاعلين، وتقديمهم إلى العدالة حتى ينالوا جزاءهم بعد مساسهم بالمقبرة وانتهاكهم لحرمة الموتى في قبورهم. وكانت ولاية قالمة قد اهتزت في السنوات الماضية على العديد من حوادث نبش قبور الموتى وخاصة بمقبرة بغدوشة بمدينة قالمة، أين تم استخراج جثث موتى وقطع أطرافها، بغرض استعمالها في طقوس السحر والشعوذة، وهي الجرائم التي لم تكشف التحقيقات لحد الساعة عن مرتكبيها. وتعتبر ولايات قالمة من بين المناطق التي تراجع فيها نشاط المشعوذين والسحرة في السنوات الأخيرة بعد أن تمكنت المصالح الأمنية المختلفة من توقيف عدد من المشعوذين وإيداعهم الحبس بتهم تتعلق بالنصب والاحتيال او ممارسة الشعوذة. فيما مازال بعض السحرة والمشعوذين يمارسون طقوسهم بطريقة سرية للغاية في البيوت تحت غطاء الرقية الشرعية، ويشترطون على زبائنهم إحضار العديد من اللوازم ومن بينها أطراف الموتى والتي قد تنفعهم في تحقيق مآربهم الخاصة وبعض الأمور الشيطانية.