على الرغم من الدور الكبير الذي تلعبه العديد من فعاليات المجتمع المدني كالهيئات والمنظمات والجمعيات المختصة بمجال حماية الطفولة والدفاع عن حقوقها، إلا أن عددا منها يشتكي من صعوبات كثيرة تعيق قيامها بمهمتها الرئيسية وهي حماية الطفل من كافة الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض لها، نظرا لعدم وجود قانون يتيح لها فرصة القيام مباشرة بكافة الإجراءات القانونية الممكنة لأجل إنقاذ هذا الطفل وحمايته بالشكل اللازم، ما يضعها في مواقف صعبة ويجرها بعد ذلك أيضا إلى متاهات قانونية كثيرة، ولا يقتصر الأمر على ممثلي المجتمع المدني، بل يمتد أيضا إلى العديد من الأشخاص الذين قد يقفون في أحيان كثيرة عاجزين عن تقديم مساعدة للأطفال الذين يتعرضون إلى معاملات قاسية من أقرب الناس إليهم، ومع أنهم قد يقومون بتبليغ المصالح الأمنية عن هذه التجاوزات في حق الطفل، إلا أنه لا يمكنهم القيام بأكثر من ذلك، وحتى جمعيات مساعدة وحماية الطفولة التي تحاول القيام بعملها بتحدي كافة العراقيل والصعاب تتعرض من جهة أخرى إلى عدة متاعب قد تدوم أشهرا وربما سنوات. في هذا الإطار تقول ممثلة إحدى جمعيات حماية الطفولة، إنهم كجمعيات ليس بإمكانهم على سبيل المثال الإبلاغ أو إيداع شكوى أمام مصالح الأمن عن تعرض طفل ما إلى الاعتداء أيا كان شكله، سيما إن كان من أحد المقربين منه أو أفراد عائلته، الأمر الذي يعجزهم في الكثير من الأحيان عن تقديم يد المساعدة، حيث يكون إيداع شكوى أو رفع قضية من صلاحيات أحد أفراد أسرة الطفل، ولا دخل للغرباء في ذلك، إنما بعد أن يقوم أحد هؤلاء الأقرب برفع الشكوى فإن الجمعية بعد ذلك يصبح بإمكانها أن تقوم بدورها فيما يخص حماية هذا الطفل من الانتهاكات والتجاوزات التي قد يتعرض لها مستقبلا، كما أنه من واجب الجيران وبقية الذين يكونون شهودا على ممارسات عنيفة قد يتعرض لها الطفل التقدم من مصالح الأمن لأجل الإبلاغ وإن كان من المفيد أن يكون الإبلاغ مرفوقا بشخص يكون قريبا من الطفل. كما يصبح بإمكان الجمعية توفير الحماية والرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية اللازمة للطفل وحمايته من جميع الأخطار. وعلى الرغم مما قد يتعرض له هؤلاء القائمون على جمعيات الطفولة من متاعب وإشكاليات قانونية خاصة إلا أنهم يصرون على مواصلة عملهم وافتكاك قانون يسهِّل من مهمتهم ويجعل مسألة توليهم الإشراف الكامل على حماية الطفل من جميع الممارسات العنيفة التي يتعرض لها، منذ البداية دون انتظار والدته أو أحد أقاربه ممن قد يعجزون عن التبليغ إن كان المعتدي أساسا من العائلة كالأب مثلا، مثلما هو معمول به في كافة الدول، خصوصا وأن الكثير من هذه الجمعيات تأتيها حالات كثيرة لأطفال ضحايا عنف وبحاجة إلى التدخل العاجل، إنما تبقى هذه الإشكالية القانونية معيقة لتحركاتهم.